نقوس المهدي
كاتب
أبدر دكى يا صاح أم أقبلت دعد = أم انتشبت نار وفي جمرها وقد
تلوح كبدر التم حسنا وبهجة = وفي جيدها در وفي نحرها عقد
فلا زال بدر بين مروة والصفا = يشتت لبي والغرام له حد
هي الشمس حقا إن تراءت لمغرم = وإن خطرت فالبدر من وجهها يبدو
لها أعين كالنرجس الغض خلقة = وحمرة خد في لطافته ورد
تحاكي الظبا لحظا وبالقد بانة = والردف طودا وهو في ذاته طود
وفي وجهها بدراً وبالثغر أنجما = وبالريم لفتات ورمانها النهد
فلله من ليل تقضى بقربها = وليس لنا ستر سوى الشعر الجعد
فخان بنا الدهر الخؤون فشمرت = إلى البعد ساقا فاستمر بها الوجد
وقد اسبلت عند الوداع لالئاً = فاستروى من المدمع الخد
وأودتها عند الوداع جوانحي = وديعة صب مالها في الورى رد
وها عندها قلبي وانا بذا الأسى = لنا القبر في غير الوصال أو اللحد
نأت وانا ملقى على الجمر والغضا = تمزق مني الصبر وانقطع الجهد
إذا أودعت قلبي لهيباً وحرقة = ففي كبدي حر وفي مقلتي سهد
فخضت غمارا دونها وسباسبا = يضل القطا فيها وينحسم الكد
ولم ينج في تلك المهامه عابر = ويشكو انحطاطا في مفازتها الوجد
وحزت على في ذا الرحيل وسؤدداً = لنا الشكر في هذا الرحيل أو الحمد
وجيران وادي الرس إذ حث عيسهم = ولم يك لي من قربهم أبدا بد
يقولون لي كم ذا التغرب والجفا = إلى كم تخوض النقع جهلا وكم تعدو
فانك قد خضت الغمار وطالما = فتكت بعضب واستبحت دما جد
وقدت خيولا سابحات إلى الوغى = إذا قيد للركض المطهمة الجرد
فقلت لهم خلوا سبيلي فإنني = أنا رجل الدنيا وواحدها الجلد
بعلمي وآدابي وسيفي وصاحبي = سموت فإني في الورى لسن فرد
فإني لمن قوم كرام ذوي حجى = فآدابنا بحر وآراؤنا رشد
سلوا الخيل عنا عند معرك القنا = فصمصامنا برق وأصواتنا رعد
فما عندنا جفن لعضب وانما = له أبداً من هامة البطل الغمد
بنا المشرفي اجتاز كل فضيلة = فما آب في كفي وفي حده حد
يجول على أسيافنا الموت دائما = فسل عن ظبانا فهو ما طبع الهند
* عصام الدين العمري (1134 - 1193 ه = 1721 - 1779 م)
.
تلوح كبدر التم حسنا وبهجة = وفي جيدها در وفي نحرها عقد
فلا زال بدر بين مروة والصفا = يشتت لبي والغرام له حد
هي الشمس حقا إن تراءت لمغرم = وإن خطرت فالبدر من وجهها يبدو
لها أعين كالنرجس الغض خلقة = وحمرة خد في لطافته ورد
تحاكي الظبا لحظا وبالقد بانة = والردف طودا وهو في ذاته طود
وفي وجهها بدراً وبالثغر أنجما = وبالريم لفتات ورمانها النهد
فلله من ليل تقضى بقربها = وليس لنا ستر سوى الشعر الجعد
فخان بنا الدهر الخؤون فشمرت = إلى البعد ساقا فاستمر بها الوجد
وقد اسبلت عند الوداع لالئاً = فاستروى من المدمع الخد
وأودتها عند الوداع جوانحي = وديعة صب مالها في الورى رد
وها عندها قلبي وانا بذا الأسى = لنا القبر في غير الوصال أو اللحد
نأت وانا ملقى على الجمر والغضا = تمزق مني الصبر وانقطع الجهد
إذا أودعت قلبي لهيباً وحرقة = ففي كبدي حر وفي مقلتي سهد
فخضت غمارا دونها وسباسبا = يضل القطا فيها وينحسم الكد
ولم ينج في تلك المهامه عابر = ويشكو انحطاطا في مفازتها الوجد
وحزت على في ذا الرحيل وسؤدداً = لنا الشكر في هذا الرحيل أو الحمد
وجيران وادي الرس إذ حث عيسهم = ولم يك لي من قربهم أبدا بد
يقولون لي كم ذا التغرب والجفا = إلى كم تخوض النقع جهلا وكم تعدو
فانك قد خضت الغمار وطالما = فتكت بعضب واستبحت دما جد
وقدت خيولا سابحات إلى الوغى = إذا قيد للركض المطهمة الجرد
فقلت لهم خلوا سبيلي فإنني = أنا رجل الدنيا وواحدها الجلد
بعلمي وآدابي وسيفي وصاحبي = سموت فإني في الورى لسن فرد
فإني لمن قوم كرام ذوي حجى = فآدابنا بحر وآراؤنا رشد
سلوا الخيل عنا عند معرك القنا = فصمصامنا برق وأصواتنا رعد
فما عندنا جفن لعضب وانما = له أبداً من هامة البطل الغمد
بنا المشرفي اجتاز كل فضيلة = فما آب في كفي وفي حده حد
يجول على أسيافنا الموت دائما = فسل عن ظبانا فهو ما طبع الهند
* عصام الدين العمري (1134 - 1193 ه = 1721 - 1779 م)
.