دع التغزل بالغزلان يا رجل = فما بكل مقام يجمل الغزلُ
لكل قوم مقال يستحب لهم = وكل عصر له من اهله دول
يا حبذا اعصر الاعراب من عصر = وحبذا الناقة الوجناء والجمل
وحبذا كل غور في ديارهم = كأنه من مغاني اهله جبل
قوم اذا ما دعى الداعي بساحتهم = فان رجع صداه البيض والاسل
الفاعلون فما ينتابهم زلل = والقائلون فما يغشاهم خطل
كم بين آسادهم من ظبية برزت = ريا تؤثر فيها الحلي والحلل
يغار غصن النقا من لين قامتها = وينثني خجلاً من مشيها الحجل
تغني عن الطب في الاسحار نكهتها = وعن تكحلها بالاثمد الكحل
يبدو لك الدر منظوماً اذا نطقت = وان حكت خلت ان الدر ينفصل
هيهات ما حرم الاعراب منطقهم = فكل قوم لهم من بعدهم بدل
اعنيك يا ربة الفضل التي بزغت = شمس الحجى منه لا ينثابها طفل
لِلّه ديوان شعر منك قد ظهرت = آياته فمحت ما قالت الاول
دلت على فضلك السامي ولا عجب = ان الفروع الى الاعراق تتصل
يا اخت عائشة الاولى التي نظمت = در البديع بعقد ليس ينتحل
لقد رأيت بك الخنساء راثية = والاخيلية عند المدح تحتفل
وشمت نظمك في ظرف وفي ادب = فلاح شخصك لي ما دونه كلل
ومن رأى اثراً للعين ابصرها = فكل عين لها من اثرها مثل
لِلّه اعلام فضل في علاك رست = من غاب ليس كشمس ضمها الحمل
احييت من لغة الاعراب دارسها = فازدان من جيدها ما مسه العطل
لك التفضل فيما قد اتيت به = اذ كان يصدر منك الفرض والنفل
لئن تكن وردة في حينها ظهرت = فانت روضة ورد طيبها شمل
رفعت قدر نساء القوم في شرف حتى تداني لجنس المرأة الرجل
ارى المدائح تحلو في صفاتك لي حتى اكاد بها في الشعر ارتجل
وقد ارى حسنها لولا مهابتها مما يليق به التشبيب والغزل
.
* نجيب الحداد 1867 - 1899
نجيب بن سليمان الحداد. ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي. ولد في بيروت، وتعلم بها وبالإسكندرية، وكان من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس)