أَفدي غزالاً غزا قلبي بنفرتهِ وما عليه - رعاه اللهُ - من حرجِ
ظبيٌ سبى مهجَ العشّاق حين رنا بأعينٍ دأبُها تسطو على المهج
حلوُ الشمائلِ ممشوقُ القَوام له = وجهٌ تسامى بحسن الرونقِ البَهِج
يهتزّ كالأسمر الخطّيّ مبتغياً = قتْلي، ويرنو كبِيض الهند في الرَّهَج
ذو وجنةٍ كلّما قبّلتُها سَحَراً = تعطّرتْ نسماتُ الصبحِ بالأرج
يا قاتلي بسيوف اللحظِ وا أسفي = رفقاً لقلبٍ رماه الشوقُ بالوَهَج
كم جئتُ أشكو تباريحَ الصبابةِ بي = لديكَ علّيَ أحظى منكَ بالفرج!
فلم تُنِلني سوى فرطِ القِلى ظُلُماً = فراقبِ اللهَ يا جاني على المهج
عهدي بوجهكَ أن ألقاه مبتسماً = فما له اليومَ أضحى غيرَ مبتهج؟
كيف السُلوُّ ولي رُوحٌ بحبّك قَد = ذابت، وقلبٌ دَهَتْه فتنةُ الدَّعَج؟
وهل يُبرّد ما في القلب من حُرقٍ = سوى الوصالِ ورشفِ الثغرِ ذي الفَلَج؟
.
* فرنسيس المراش
فرنسيس بن فتح الله بن نصرالله المراش.
ولد في مدينة حلب سنة 1835. وتوفي فيها سنة 1874 .
قضى حياته في سورية وفرنسا ولبنان.
تلقى تعليمه المبكر في حلب، ثم درس الطب على يد طبيب إنجليزي مدة أربع سنوات، وفي عام 1866 انتقل إلى باريس فالتحق بكلية الطب، ودرس فيها عامين أصيب خلالهما بمرض في بصره حال بينه وبين أداء الامتحان النهائي لنيل الدكتوراه في الطب فعاد إلى حلب.
كتب مقالات في مجلة «الجنان» التي أصدرها بطرس البستاني في بيروت.
كانت له مراسلات شعرية مع أشهر أدباء عصره كالشدياق واليازجي.