ما للغزال فجلّ الله مُنشيهِ = إذا كتمْتُ هواه الدمعُ يُفشيه
حديث حسنه في قلبي له أثرٌ = عن واقد الوَجَنات اللحظُ يرويه
تاللّهِ ما ليَ في هواه من جَلَدٍ = وقد سقانيَ كأسًا من تجنّيه
هو الغزال الذي فاق الغزالة في = جماله والهلال في تجلّيه
كأن شامته السودا بوجنته الـ = ـحمرا غلامٌ بروْض الورد يجنيه
صباحُ غُرّته في ليل طرّته = يُضلّ مهديه من حيث يَهديه
تغار منه الظِّبا ومن تلفّته = كلُّ الظبا والقضيبُ من تثنّيه
توقّدَ الحسنُ بين ماءِ وجنته = وإنما القلب يصلَى من تلظّيه
ماءٌ ونارٌ بخَدّيه قد اجتمعا = فاعْجَبْ لضدَّين قد تجمّعا فيه
تزوّجَ الشّهد من مُدام رِيقته = فأنتجا الجوهر المنظوم في فِيه
تكاد من رقّةٍ تجري معاطفه = لكنّ قلبه جلمودٌ من التّيه
ما طرفُه غير سهمٍ راشه كَحَلٌ = إذا رمى القلب منا ليس يُخطيه
آهٍ على نفثات السّحر يقذفها = جفنٌ فتيرٌ مياه الغُنج تسقيه
ما رام يلحظ مرأى لحظه أبدًا = إلا انثنى وسهامُ الوجد تصميمه
.
* محمد بوجندار ( 1307 - 1345 هـ) / ( 1889 - 1926 م)