الهبل - وبي معذر خد ورد وجنته

وبي مُعذِّرُ خدٍّ وردَ وجنتِهِ = قَد ظَلّ يشكر صوبَ العارضِ الغدقِ
عاينتُ مِن خدِّه الْفاني وعارضه = فيروزجَ الصّبحِ مَعْ ياقوته الشفقِ
ولاح لي ثغرُه الدريّ في لَعَسٍ = كما تكلّل خدُّ الخُودِ بالعَرَقِ
وروضةَ الحسنِ في خدّيه مؤنقةٌ = ولِلمياه دبيبٌ غير مُسْتَرِقِ
نزّه لحاظكَ مِنه في لواحظِهِ = فالنَّرجَسُ الغَض فيها شاخص الحدقِ
واعجبْ لِلَوْني وعقد الدرّ في فمِهِ = من أصفرٍ فاقعٍ أو أبيَضٍ يقق
إذا تبسّمَ يوماً قلتُ قد طَلَعتْ = شمسُ النهارِ ولاحتْ أنجم الغسقِ
عانقتهُ وهو مُرخٍ مِن ذوائبهِ = ستراً يمدّ حواشيه على الأفقِ
وإذ تنشَقْتُ من ريحان عارضِه = نشراً تعطّر منه كل مُنْتشِقِ
مسحتُ آثار لثمي خيفةً بيدي = حتّى اكْتَسَتْ أرجاً من نشرهِ العَبَق
يا تاركي فيهِ سكراناً أميدُ بهِ = سُكراً كما نبّه الوسْنان من ارَقِ
ورافعي فوق أهلِ الحُب مرتبةً = ما كان قطّ إليها قبل ذاك رُقي
هوَنْ قليلاً على أهل الغَرام فقَدْ = أركبتَهم طَبَقاً في الأرضِ عَنْ طَبق
نفسي فداء سهامٍ مِنْك مُرْسَلةٍ = لم تُغْن عنها صلابُ البَيضِ والدَّرقِ
ووجنةٍ أوقدتْ نار الغَرامِ فَمَنْ = مسَّتْهُ لم ينجُ منها غيرَ محترقِ
تبدو لَنَا من دم العشّاقِ في حُلَلٍ = كما بدا السَّيفُ مُحمرّاً مِن العَلقِ
وقامةٍ مثل غُصن البَانِ ناعمةٍ = بدتْ فَهيّجت الورقاءَ في الورقِ
هيفاء مهما جرى ماءُ الشَّبابِ بِها = فالماء في هَرَبٍ والغُصْنُ في قلقِ
تَغدو الغصون لديها وهي مُطرقةٌ = والطيرُ تسجَعُ من تيهٍ ومن شبقِ





* الهبل 1638 - 1668
حسن بن علي بن جابر الهبل اليمني
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...