نقوس المهدي
كاتب
أحبّ جدّاً أن أمصّ قضيب الرجل. بدأ هذا الأمر يستهويني في الوقت نفسه تقريباً الذي رحت أتدرّب فيه على توجيه حشفة القضيب المكشوفة نحو الفتحة الأخرى، نحو ذاك الجوف الغامض. في بادىء الأمر، خلت، أنا الساذجة، أنّ مصّ العضو الذكوريّ ضربٌ من الأعمال الجنسية المشينة؛ لا بل ما زلت أذكر كيف رحت أشرح هذا الأمر لإحدى صديقاتي، بنبرةٍ ملؤها الارتياب وشيء من القرف. ومع أنّني كنت أتصنّع اللامبالاة حينها، إلا أنني كنت، في الواقع، فخورةً كل الفخر باكتشافي الجديد هذا ومقدرتي على التأقلم معه ومواجهته. لكن لكم يشقّ عليّ الآن أن أشرح تفاصيل هذه المقدرة: ففي ما يتعدّى الهالة القديرة التي تحيط بالمرحلة الفموية، وقبل التجرّؤ وتنفيذ عمل نخاله شاذّاً عن الطبيعة، لا بدّ لنا أوّلاً، نحن النسوة، من التماهي، وإن بشكلٍ غامض، مع العضو الذي نتملّكه. هو هذا الاكتشاف الذي يولد، في الوقت عينه، على أطراف الأنامل واللسان، فيضيف إلى جعبتنا معارف ما كنّا ندركها عن تضاريسه وردود فعله، مهما بلغت من الدقة وبغضّ النظر عن درجة تفاهتها؛ ولعلّ الكنوز المعرفية التي نجمعها حينذاك تفوق كلّ ما يعرفه صاحب العضو الذكوريّ نفسه عن قضيبه. فإذا بشعورٍ لا يوصف من السيطرة والسيادة يختلج بصدرنا نتيجةً لذلك: فما هو إلا ارتعاشٌ طفيفٌ يرقص عند طرف لساننا، حتى نستثير رداً يطيح الحدود كلّها. زد على ذلك كلّه أنّ استقبال المرأة للقضيب بملء شدقيها يمنحها إحساساً بالامتلاء أكثر ممّا يفعل ولوجُهُ المهبلَ نفسه