نقوس المهدي
كاتب
الشاعر العربي الكبير ابو نواس متهم بالمجون وليس في دواوينه المنشورة اي آثر فعلي لهذا المجون بعد ان تعمد الناشرون العرب جيلا بعد جيل حذف الأبيات الماجنة من قصائده وهكذا تلبس الفسق والمجون شخصية هذا الشاعر بدون الادلة الثبوتية .
من سوء حظ ابو النواس ان ديوانه جُمع بعد موته فلم يحط الرواة بجل شعره ولا صدر الى الناس عنهم , فيما رووا عنه , نسخة صحيحة معتمدة . وقد شذّ عن النسخ المودعة المجموعة الكثير من شعره حتى ان له بمصر قصائد لا يعرفها اهل العراق فقد ذهب من شعر ابو النواس قطعة كبيرة وذلك لقلة احتفاله به , ووجدت في رسالة تُنسب الى ابي العباس العماري , في شعر ابي النواس , انه سقط من الشعر الذي قاله بالشام ومصر شيء كثير .
ويروي العديد من الادباء والشعراء الذين عاشوا بعده انهم سمعوا قصائد ومقطوعات لم يسمعوا بها من قبل في البلدان التي هاجروا منها .
وتبلغ ابيات ابي النواس نحو ثلاثين الف بيت , وتقدر تلك الابيات في تسخة حمزة الاصفهاني بنحو ثلاثة عشر الف بيت ,
ومما يروى عن الجاحظ انه قال لما مات ابو النواس .. حضرت لاشتري من كتبه شيئا فاخرجت الينا قماطر ما فيها الا لغات الغرب وما فيها من شعر البتة . فيما يذكر ديك الجن" عبدالسلام بن رغبان" انه دخل مصر بعد ابي النواس فوجد له بها اشعارا ليست عند اهل العراق
وانشد منها
اذا ذُكرت بغدادُ فكأنما
تحرّك في قلبي شَباةُ سِنانِ
وأوبةُ مشتاقِ بغير دراهم
ألى وطنِ , من أعظم الحدثانِ
لم يقتصر هذا الحذف على اشعار ه بل شمل المحو والتطميس حتى سيرته كأنسان ,فقد بقيت سيرة ابي النواس واخباره موزعة هنا وهناك , في كتب الادب والاخبار , دون ان يربط بينها رابط او يجمعها ناظم ,وهي على كثرتها لا يستطيع الدارس ان يخرج منها برأي صريح او واضح عن هذا الشاعر ... فقد كسل الكثيرون ممن ترجموا له ان يملئوها باخباره الكثيرة والمتناثرة , من هؤلاء ابن النديم الذي اكتفى في الفهرس بالاشارة العبارة الى ابي نواس ,
كذلك فعل المرتضى الزبيدي " تاج العروس" ..
ولم يخصص ابو الفرج الاصفهاني اي جزء من اغانيه لترجمة سيرته ,
رغم انه ذكر انه سيفتتح الجزء الثامن عشر من اغانيه بسيرة ابي النواس ,ويرجح ان هذا المحو والتطميس حدث بعد مقتل الامين , الذي عاش ابو النواس في كنفه وصحبته , كجزء من الحملة الدعائية التي باشرها المؤمون بعد قتله اخيه والدعاية المضادة لكل ما يمت له بصلة,
كما ان المزاج الشخصي للشاعر او حساباته وتوجساته بعد مقتل حاميه
قد دفعته الى اتلاف جزء كبير من شعره لكي لا يكون دليلا دامغا عليه في الظروف السياسية الجديدة ,
ففي مختار الاغاني لابن منظور يورد ان محمد بن منصور الصيرفي الذي مات ابو النواس في منزله قال" نزل علي ابو النواس قبل موته بخمس ايام او ستة من الغرفة التي مات فيها وبين يدي كانون فحم فأمر بزيادة الفحم عليه, فلما اشتعلت وقويت ناره , اخرج كتبا كانت في احد كمّيه فوضعها على النار , فلما احترقت اخرج من كمّه الآخر كتبا اخرى فأحرقها ايضا فسألته عن ذلك فقال...هذه اشعار كنت اظن ان يسمعها الناس وكرهت ان تبقى بعدي فينتحلونها فأحرقتها ..."
من سوء حظ ابو النواس ان ديوانه جُمع بعد موته فلم يحط الرواة بجل شعره ولا صدر الى الناس عنهم , فيما رووا عنه , نسخة صحيحة معتمدة . وقد شذّ عن النسخ المودعة المجموعة الكثير من شعره حتى ان له بمصر قصائد لا يعرفها اهل العراق فقد ذهب من شعر ابو النواس قطعة كبيرة وذلك لقلة احتفاله به , ووجدت في رسالة تُنسب الى ابي العباس العماري , في شعر ابي النواس , انه سقط من الشعر الذي قاله بالشام ومصر شيء كثير .
ويروي العديد من الادباء والشعراء الذين عاشوا بعده انهم سمعوا قصائد ومقطوعات لم يسمعوا بها من قبل في البلدان التي هاجروا منها .
وتبلغ ابيات ابي النواس نحو ثلاثين الف بيت , وتقدر تلك الابيات في تسخة حمزة الاصفهاني بنحو ثلاثة عشر الف بيت ,
ومما يروى عن الجاحظ انه قال لما مات ابو النواس .. حضرت لاشتري من كتبه شيئا فاخرجت الينا قماطر ما فيها الا لغات الغرب وما فيها من شعر البتة . فيما يذكر ديك الجن" عبدالسلام بن رغبان" انه دخل مصر بعد ابي النواس فوجد له بها اشعارا ليست عند اهل العراق
وانشد منها
اذا ذُكرت بغدادُ فكأنما
تحرّك في قلبي شَباةُ سِنانِ
وأوبةُ مشتاقِ بغير دراهم
ألى وطنِ , من أعظم الحدثانِ
لم يقتصر هذا الحذف على اشعار ه بل شمل المحو والتطميس حتى سيرته كأنسان ,فقد بقيت سيرة ابي النواس واخباره موزعة هنا وهناك , في كتب الادب والاخبار , دون ان يربط بينها رابط او يجمعها ناظم ,وهي على كثرتها لا يستطيع الدارس ان يخرج منها برأي صريح او واضح عن هذا الشاعر ... فقد كسل الكثيرون ممن ترجموا له ان يملئوها باخباره الكثيرة والمتناثرة , من هؤلاء ابن النديم الذي اكتفى في الفهرس بالاشارة العبارة الى ابي نواس ,
كذلك فعل المرتضى الزبيدي " تاج العروس" ..
ولم يخصص ابو الفرج الاصفهاني اي جزء من اغانيه لترجمة سيرته ,
رغم انه ذكر انه سيفتتح الجزء الثامن عشر من اغانيه بسيرة ابي النواس ,ويرجح ان هذا المحو والتطميس حدث بعد مقتل الامين , الذي عاش ابو النواس في كنفه وصحبته , كجزء من الحملة الدعائية التي باشرها المؤمون بعد قتله اخيه والدعاية المضادة لكل ما يمت له بصلة,
كما ان المزاج الشخصي للشاعر او حساباته وتوجساته بعد مقتل حاميه
قد دفعته الى اتلاف جزء كبير من شعره لكي لا يكون دليلا دامغا عليه في الظروف السياسية الجديدة ,
ففي مختار الاغاني لابن منظور يورد ان محمد بن منصور الصيرفي الذي مات ابو النواس في منزله قال" نزل علي ابو النواس قبل موته بخمس ايام او ستة من الغرفة التي مات فيها وبين يدي كانون فحم فأمر بزيادة الفحم عليه, فلما اشتعلت وقويت ناره , اخرج كتبا كانت في احد كمّيه فوضعها على النار , فلما احترقت اخرج من كمّه الآخر كتبا اخرى فأحرقها ايضا فسألته عن ذلك فقال...هذه اشعار كنت اظن ان يسمعها الناس وكرهت ان تبقى بعدي فينتحلونها فأحرقتها ..."