حيدر عطا الله - الجسد النسوي ومرجعياته السوسيولوجية

تنماز أجساد أغلب النساء برقتها ونعومتها , على عكس أغلب الرجال , التي تنماز بخشونتها وقوتها , ويعلل ذلك في سالف الأزمان إلى المهمات والواجبات التي يضطلع كل منهما القيام بها . فالمرأة بوصفها كائن جمالي , عادة ما تكون مساحة إنطلاقها هو بيتها , على عكس الرجل الذي تتمثل مساحة إنطلاقه في الأجواء المكشوفة بما تحمل من صعوبات سببها التغييرات المناخية . وهذه القاعدة لا شك لا تخلو من إستثناءات , فقد تمردت المرأة على رقة جسدها وأحدثت التحول بوقوفها إلى جانب الرجل في العمل , وتحمل جسدها شتى أشكال الصعوبات , وتحديداً في المدن ذات الأجواء الريفية , هذا إلى جانب عملها في المنزل . لم تكتف النســوة بأدوارهــن في الحياة اليوميــة الطبيعية , بل تعدَّنَ ذلك من حيث إشتراكهِـــن " في حركات التغييـــر الثوري على إمتـــداد التاريـــــخ , من غير أن ترتهـــن مساهمتهن بالنسويـة كمحور نضال . ومساهمة المرأة في هكذا منعطفات تأتي منها كعنصر إجتماعي غير مشروط بالجنـــس , بل هي قد تتصدر حركة أو تحكم جماعة , من غير أن يترتب عليه تغيير في الوضع التشريعي للجنسين " . وهذا ما لمسناه في التاريخ لدى نساء كثر , مثل كليوباتـــرا ملكة مصر , والزباء ملكة تدمر أو كما تسمى أيضاً بزنوبيا . إن جمالية الجسد النسوي ورقته , لا يقلل من شأن المرأة , أو يضعف من قدراتها العقلية , أو يكبلها في مكان محدد , لا سيما في العصور الحديثة , فقد دخلت المرأة شتى المجالات , وأثبتت نجاحاتها المتتالية في أغلب المواقع الحياتيـــة التي كُلفَت بإدارتها , إلا أن هذا التحرك والتقدم , جاء بشكل متفاوت , بحسب طبيعة الأمكنة التي تقطنها , فهناك أمكنة , الناس فيها تكون خير داعم لها , والعكس تماماً يحصل في أمكنة أُخرى , وهذا يعزى إلى المرجعيات السوسيلوجية . التي سيتطرق الباحث لها فيما بعد . إن هناك الكثير من الطروحات الفلسفية والثقافية والنقدية , التي تحدثت عن أجساد النساء , وعبرت عن مكنوناتها وإحتياجاتها , لم يكن مصدرها المرأة فحسب , بل تعدى الأمر حتى لبعض الرجال , فقد ظهرت الندوات والمؤتمرات التي تطالب بحقوقها المشروعة تحت عنوان ( حقوق المرأة ومساواتها بالرجل ) , وصدرت الكثير من المطبوعات للعديد من المتصدين لهذا الأمر من مثقفين وكتاب وفلاسفة وصحفيين . والسبب هو لما تعرض له جسد المرأة من إهانات وسلب للحقوق من قبل الرجل كذات , ومن قبل بعض المؤسسات بصفتها المشرعة لقوانين دولها . إن مساواة المرأة بالرجل , لم تقتصر على حماية جسدها من الضرب , وذاتها من الإهانات . إنما وصل الحال لدى بعض المفكرين والنشطاء في هذا المجال إلى المطالبة بالمساواة الكلية , حتى في الأعضاء الجسدية . ومن بين هؤلاء الناقدة النسوية لوس إيريغاراي إذ تؤكد " أن نصيب المرأة وقسمتها هو النقص والضمور في العضو الجنسي , وحسد القضيب , لأن القضيب هو العضو الوحيد ذو القيمة المعترف بها ... لأن المرأة هي من الناحية الفعلية عبارة عن رجل مخصي " وتؤكد أيضاً بأن " ما يبدو ظاهرياً إيماءات للمساواة بين الرجل والمرأة , إنما هو تسوية ( مذلة أو مشبوهة ) منذ البداية , لأنها ستفترض مسبقاً , وبصورة حتمية , أن النساء هنَّ في جانب العجز من سجل الموازنة وبأنه (ينقصهنَّ) شي ما ... وهو ما يمتلكه الرجال وتستحق النساء بكل إنصاف أن تحصل عليه " وبما أن ذلك ضرب من المحال, تعلق إيريغاراي : " لا تستطيع المرأة أن تنظر إلى نفسها كموضوع ( أن تموضع نفسها ) , أو على الأقل فإنها تجد الموضعة - الإحالة إلى موضوع – مسألة صعبة . أما الرجال فبإمكانهم أن يطرحوا أنفسهم كمواضيع , ليس هذا فحسب , ولكنهم يستطيعـون أيضاً موضعة النساء كذلك , وبشكل متلازم تكون المرأة مرفوضة من حيث الوصول إلى المجتمع والثقافة بالقدر الذي يتناسب طردياً مع ولوج الرجل في المجتمع والثقافة " . يرى الباحث أن الناقدة إيريغاراي كانت محقة بشكل من الأشكال في بعض طروحاتها كرفض تصدر المجتمع للمرأة وحصولها على قدر من الثقافة , بالقياس إلى نظيرها الرجل . لكنها ذهبت بنسبة ما إلى منطقة مبالغة فيها , كحصر تفكير المرأة بنقص العضو الذي يمتلكه الذكر , فهذا لا يشغل تفكير الكثير من النسوة , وربما جميعهن , إلا إيريغاراي , فلا تنظر إحداهن إلى ذاتها بصفتها رجل مخصي , لأنها تعلم جيداً تركيبتها البايلوجيـــة كإمـــرأة , تختلف بشكلها عن تركيبة الرجل من حيث : التناسق الجسدي , وجود الأثداء , سعة منطقة الحوض وملاسة الجلد , وهذه كلها صفات لا يمتلكها الرجل , تنماز بها المرأة عنه .إن النساء مميزات بشكل أو بآخر عن الرجال , مهما فضلهم وغالى بهم المجتمع , وخير مثال على ذلك , يضاف على ما سبق من أمثلة هو قدرتهن على إنجاب الأطفال . إن ما يشغل أفكارهُّن هو التقدير الإجتماعي , الحق التعليمي , الحرية الإنسانية في مختلف أشكال الحياة , فضلاً عن إحترامهِّن , كذوات بعيداً عن ذوات الرجال وهيمنتهم . وإن من يقرأ طروحات إيريغاراي النسوية , يجد أنها ترسم حدوداً من المحال إزالتها , فهي تعقد الموقف تماماً , كأنها لا ترغب بإيجاد حل , بل وترفض ذكر حتى الميزات التي فُضِلَت بهُّنَ النسوة على سائر الرجال . إن التصعيـــــد حول حقـــوق المـــــرأة , وما ينبـــغي أن تحصــل عليـــه , وردَّ تحديـداً " بعد الحرب العالمية الثانية كأهم قضية, وإتخذت طابعاً أكثر حساسية من أي وقت مضى , فذلك يعزى إلى أن الحرب العالمية الثانية قضت على العلاقات الأُسرية ؛ إذ أن هذه الحرب قوضت جميع التقاليد المعهودة والقيم الدينية والعادات والأخلاق والمثل المعنوية الإجتماعية ... حيث أدت الطبيعة العدوانية للحرب إلى تصاعد وتيرة العنف والقسوة والجريمة ... كما كان لها من الناحية الفكرية والأخلاقية, تأثير بالغ في الإنحراف المفاجئ, الذي ظهر على جيل ما بعد الحرب " . إن تعرض الجسد النسوي لأي شكل من أشكال التعنيف أو الإساءة , هو تعرض للمجتمع برمتــه , لأن المرأة هي الجدار الصلب لدعــم الأسرة , وأي تغييـــر يطرأ على المرأة , ايجابياً كان أم سلبياً له آثاره المباشرة على المجتمع الإنساني الكبير , والذي يبدأ بالأسرة " فثبات الأسرة أو عدم استقرارها له تبعاته المباشرة على المجتمع ، ففي المجتمعات التي تتعرض فيها الأسرة إلى الاهتزاز تنحدر فيها الأخلاق العامة من دون ريب " . إن الإهتمام بالمرأة وجسدها لم يأت من فراغ , إذ تنفرد المرأة بخصائص , لكونها الأم والزوجة والبنت والأخت ، وهي بهذا الاعتبار تمتاز على الرجل بما تحمله من طاقات عاطفية متميزة , وقدرات تكوينية مؤثرة ، ومن ثم ما تحمله من وظائفٍ اجتماعيةٍ فريدةٍ ، وعليه فـللمرأة ( الأم ) دوراً في البيئة الأسرية السليمة , ولو وفقّت فيه تستطيع أن تضع حجر الأساس لمجتمعٍ إنساني سليم ثابت . لقد " كانت للرجل قديماً ( قبل المسيحية) , سلطة الحياة والموت على زوجته , ولم يكن بوسعهـــــا أن تلجأ إلى القانـــون , ليحميهـــا منه , فقد كان هو قاضيها وقانونها " وهذه السلطة لم تأت بناءاً على فلسفة معينة أو تحليل علمي ينماز بالدقة , بدليل أن آليات التعامل معها , إختلفت بإختلاف البلدان , بناءاً على ما يتواجد في كل بلد من معطيات مبنية على الظروف الإجتماعية لهذا البلد أو ذاك , فعلى سبيل المثال " الرجل الشرقي يؤمن أن المرأة بطبيعتها شهوانية جداً ... أما الرجل الإنجليزي فهو يعتقد أن المرأة بطبيعتها باردة ". وبذا صارت حرية المرأة وجسدها مرهونة بهذه الأفكار , وما يبنى عليها من قرارات . لقد كان العرب ومنهم العراقيون يركزون بشكل واضح على جسد المرأة , لأنه يمثل عفتها وشرفها , وهذا يعني لهم الكثير , لأنهم كانوا وما زال أغلبهم يؤمن أيما إيمان بالأنساب , وبذا تكون المرأة هنا وعاء للأنساب , فالمحافظة على حسن سلوكها وعفتها , حكم لا رجعة في تنفيذه , لأن تلوث الوعاء بالضرورة سيلوث محتواه . وهنا لن يشفع لها جمالها , لأنهم يفضلون نسب المرأة على جمالها , فقد جاء في أحد أمثالهم المأثورة ( إياكم وخضراء الدمن ) , ويقصدون به التحذير من التزويج بإمرأة جميلة غير نسيبة . إنهم يشبهونها بالزهرة الجميلة التي تنبت على مزبلة . بل يصل الأمر عندهم إلى قتل المرأة حين الإشتباه بسيرتها , ومن يتوانى منهم عن ذلك أصيب بالعار الذي لا يمحى , هو وأولاده من بعده . وفي الوقت ذاته يفتخر الرجل بالمرأة النسيبة الجميلة . إذ يسير أمامها فخوراً منفوخاً يحاول لفت نظرها إلى رجولته وبطولته , وأحياناً يتقمص أمامها شخصية غير تلك التي إعتاد عليها في سائر أوقاته , ويصل الأمر به لحد القتال بغية إعجاب المرأة التي تنظر إليه . ومن الجدير بالذكر أن المرأة عند العرب تستنكف أن تسلم جسدها لرجل ٍ جبان . إذ كثير ما يهمها أن تتفاخر بزوجها أمام أترابها من النساء ؛ .إن أحد الأسباب الرئيسة التي جعلت الجسد النسوي يتحول من جسد إنساني إلى جسد دمية يحركها الرجل كيفما يشاء , هو السلطة المستبدة للرجل , والأنانية التي تسيطر على قرارته , فلأنها وعاء الأنساب لابد له أن يقيدها ويحرمها حق العيش بالرؤية التي تراها , في وقت هو ينفذ ما يرغب به دونما حساب , وهذا سببه الرئيس مبدأ القوة التي فُضِل به الرجل في عملية الخلق على المرأة , أي أن الرجل العربي والعراقي تحديداً لم يتمكن من الإنسلاخ عن ثقافة الغاب التي رسخت الصحراء حروفها في رأسه . وربما هذه الثقافة هي من جعلت الكثير من العرب يرون أن " المرأة ليس لها دور ثقافي ولا سياسي , لا دخل لها في برامج التربية ولا نظم المجتمع ... ذكر إسمها عيب , ورؤية وجهها حـــرام , وصوتها عورة , ووظيفتها الأولى والأخيرة إعداد الطعام والفراش " , بالرغم من تفوق عدد من النسوة , بأكثر من مجال حياتي , أما سبب إنكار ذلك , فيعزوه الباحث إلى الإزدواجية المريرة التي ينظر بمنظارها بعض الناس , فهم على سبيل المثال يمجدون بالصوت الجهور للسيدة (زينب بنت علي) في المطالبة بالحق الذي كانت تراه في واقعة الطف المعروفة , ويؤمنون بها ويقدسونها , ولكنهم مع ذلك يفسرون صوت النساء الأُخر على أنه عورة . إن التقدم العلمي والتطورات التكنولوجية الكبيرة التي شهدها العالم , لم تخفف الوطء عن جسد المرأة العراقية إلا بنسب قليلة , فما زالت على سبيل المثال عبر مواقع التواصل الإجتماعي الكثير من النسوة تتخفى خلف صور وأسماء مستعارة , خوفاً من تعرضهن لمهاجمة الذئاب التي ترتدي أزياءاً ذكورية , بالإيذاءات الجسدية المادية أو حتى تلك السمعوية . ما زالت نظرة البعض من أبناء المجتمع العراقي للمرأة , متمثلة بالكثير من النقصان , إذ ينظر إليها على أنها قاصر لا تعرف كيف تدير شؤونها أو تحافظ على جسدها , وبذا لا بد لها من رجل يحميها . وإذا لم تكن متزوجة , فالبيت أولى بها , أما البعض الآخر وهو الأقل نسبة عددية , يؤمن كما يؤمن البعض الأول , إلا أنه يزيد عليه بأهمية إعطائها التعليم , والبعض الأقل عدداً من البعض الثاني يسمح لها بالعمل من بعد التعليم , والبعض الأخير يمنحها حريتها بشكل قريب من المطـلــق , وفي كل الأحوال الرجل هو من يحدد نسبة حريتها , ومشاركاتها في الحياة العملية . يرى الباحث إن سبب هذه النظرة – أي نظرة الرجل بالقصر والضعف للمرأة - يعود إلى العادات التي تربى عليها , فصارت جزءاً لا يتجزأ من أساليب عيشه الحياتية , فضلاً عن غياب عنصر الإدراك الذي يميز صحة السلوكيات الإنسانية من عدمها , يزاد على ذلك ما يقوم به بعض الرجال من تجاوزات تجاه النساء اللواتي لا تجمعهم بهن أية روابط عائلية أو إجتماعية , وبالتالي هم يسعون لتكبيل من تهمهم أو تقربهم للحيلولة من حدوث مبدأ الإدانة ( كما تدين تدان) , فينعتوهن بالقصر والضعف بغية السيطرة عليهن . تذكر الآنسة ( منة الله ظاهر), بأن المشكلة " أن المجتمع العراقي منغلــق في تفهمه للمرأة , وأكثر شبابه ينظرون لجسدها على أنه فريسة و مجرد شهوة جنسية, وإذا كانت بمظهرها تسير بشيء من التبرج , أكثرهم يجدون فيه عيباً , وينظرون إليها على أنها فتاة ليل , مما يجعلها تتعرض للمعاكسات والمطاردات , وإستخدام ألفاظ مشينة لا تليق بها كإمرأة " . إن عدم تفهم الرجل للمرأة وحريتها برأي الباحث ليس فقط لأنه يعيش بمجتمع منغلق على المرأة , وإنما الأمر أعم من ذلك فالإنغلاق يصل إلى الجهل بكل أساليب العيش الجديدة التي توصل إليها العالم من جهة ومن جهة أخرى تمسك الأفراد اللا عقلي بتقاليد الأجداد .أما السيدة ( لهيب جعفر) فترى : " أن شخص المرأة هو من يحدد النظرة المجتمعية لها , فأنا قادرة على التواجد في مكان كله رجال , بلبس جذاب وأنيق يتناسب مع الحداثة , ولا أحد يستطيع التجاوز بكلمة واحدة , إنني أعتقد أن عيون المرأة هي من توجه الرسالة , فهي تستطيع بعينيها تحديد موقف الآخريـــن , إن المرأة تمتلـــك أسلحـــة بريئــة كاللامبالاة , وإن العين هي الجريمة الكبرى " .
إن التحول الملاحظ بين الموقفين السابقين لكل من ( منة , لهيب) سببه الرئيس يعود إلى إختلاف طبيعة المكان الذي تقطنه كل منهما , فالأولى تفطن بغداد أما الثانية فواقعها أوربياً , وبإختلاف المكان تختلف سبل العيش فضلاً عن الأفكار . وبناءاً على ما تقدم يرى الباحث , أن الجسد النسوي من المحال إستعراضه كجسد مجرد من حضوره الإجتماعي , وما يترتب على ذلك الحضور من معطيات من شأنها رسم المبادئ والتحولات , التي يمكن من خلالها رسم آليات التعامل معه , وفق طبيعة ذلك المجتمع الذي يقطنه الجسد , وبما أن البحث يدور في فلك العرض المسرحي العراقي , والممثلة التي تجسد الشخصية النسائية بجسدها وصوتها هي إمرأة عراقية , لذا وجب على الباحث التعرف على المحددات أو المرجعيات السوسيولوجية العراقية لهذا الجسد , لأنها تؤدي إلى فهم العوامل والمتغيرات التي تؤثر في تحولات الجسد .
• من أبرز تلك المرجعيات:

1. العقيدة الدينية :
ينماز العراق بتعدديته الدينية , ففيه الكثير من الديانات السماوية والوضعية التي يؤمن بها أبناء الشعب , بيد أن أغلبيتها تعتبر أقليات إذا ما قُرِنَت بالديانة الإسلامية المستحوذة على الأغلبية الساحقة من أبنائه , وهذا يعني أن أثرها على الجسد والمرأة لا يمثل شيئاً أمام تأثيرات الدين الإسلامي . لقد وضع الدين الإسلامي محددات للجسد النسوي يحرم على المرأة تجاوزها , كما على الجسد الذكري , فقد قعد الدين ما كان سائداً إذ ذاك محاولاً وضع حالة توافقية تخدم طرفي الحياة , لقد كان الرجال يقترنون بأعداد غير محددة من النساء , نتيجة ولعهم الشديد بالجنس . إذ يذكر قبل الإسلام كانت " نساء مكة يفتحن بيوتهن للدعارة العلنية ويرفعن عليها الرايات حتى يعرف المسافر أين يجد ضالته " ولم يكن عرب ما قبل الإسلام يستحون من ممارسة الجنس أو الحديث عنه فقد مُلِئت أشعارهم بالتعبير عن الشهوات والملذات ووصف أجساد النساء . " يظهر ولع العرب بالجنس في لغتهم التي إحتوت على أسماء لا حصر لها للعضو التناسلي عند المرأة وفي أوصافه كذلك . وحتى عملية الممارسة الجنسية أعطوها أسماء تختلف من حيوان للأخر. فقالوا مثلاً : نكح الإنسان، وكام الفرس، وباك الحمار ... أما نكاح المرأة فقد تفننوا في تسميته. ومن ما قالوا : باضعها، وذخمها، وخجأها، ووطأها ... ومن شدة غرامهم بالنكاح فقد وصفوا نزول المطر على الأرض به ، فقالوا : نكح المطر الأرض، ونكح النعاس عينيه " . أما عند مجيء الإسلام , فلم تمنع ممارسة الجنس وإنما قُننت , ووضع سقف أعلى للزيجات والبالغ (4) , كما أبيح أيضاً زواج المتعة ليستفيد منه المسافرين وغير القادرين على الإرتباط الدائم ضمن شروط محددة , لكي لا يقع الإنسان بالإضطراب النفسي نتيجة الإمتناع . يلاحظ الباحث أن الإسلام بالرغم من الثورة الإجتماعية التي أحدثها وقتذاك بالمجتمع العربي (البدوي , العشائري) , لم يتمكن من ضبط الرجل , إذ صار هذا الأخير يفصل الدين على مقاييس خاصة به , ويسعى لترجمة تخدمه , فلم يلاق ِ أمامه إلا كبح جماح المرأة , بإطلاق جملة من التحريفات مازجها مع الدين لينتهي بدين جديد بالإسم ذاته وبمضامين كثير منها مختلفة عن الأصل , لذا صار الجسد النسوي مكبل بشكل أو بآخر بالعقيدة الدينية المنحرفة والتي من نتاجاتها وضع محددات جديدة مناسبة لتسلط الرجل عليها , وبذا فقد الجسد رونقه وجماله الفني , لدا أغلب النساء العراقيات الملتزمات بتطبيق الشريعة الدينية إلا من خالفت منهن الشريعة , وهذه الأخيرة نالت أكثر مما تستحق من قسوة وعقاب , فقد تعرضت الكثير من النسوة المخالفات إلى التصفيات الجسدية , وشتى أنواع الإساءات وأبرزها تشويه السمعة الإخلاقية , والتي تلعب دوراً مهما في تقييم المرأة إجتماعياً . ولم تقف العقائد الدينية عند هذا الحد , بل تعدت الأمر وصولاً إلى النساء المطبقات والملتزمات بها , فوضعت لهن حدوداً أكثر صرامة وتعقيد من خلال الخطب التوجيهية المستمرة , مهددة ً من لا تلتزم منهن بمضمون هذه الخطب بدخول النار , مستغلين الفقر الثقافي الذي يعوز الكثير منهن , نتيجة تعرض البلد إلى كوارث الحروب , والعزلة الدولية , وهذا ما جعل أغلب النساء يلتزمن بأوامر رجل الدين , بل وصل الأمر عندهن إلى الطاعة العمياء , بل وحتى بعض الرجال , دونما التفكير إن كان الكلام من الدين الصحيح أم من إرهاصات رجل الدين وشطحاته الفقهية , مما أدى ذلك إلى سيادة الكبت لدى أغلب رجال ونساء المجتمع من غير المتزوجين . وهذا بدوره إنعكس بشكل واضح على جسد المرأة , بحكم الحالة الذكورية التي يعيشها المجتمع , فصار ينظر على أغلب حركاته موضع إتهام وشك بأنها تشير إلى شيء جنسي ما , ترغب به المرأة , حتى وإن كانت الحركة بريئة كأن تكون إبتسامة أو إشارة غير مقصودة , وبذا صار الجسد يعد أمراً محورياً في اكتساب المنزلة الاجتماعية وتحقيق التميز الشخصاني , مما جعل أغلب النساء متشابهات في حركتهن وزيهن , كي لا يثرن تساؤلات الآخرين , فيتعرض إلى سيل جارف من الإنتقادات.

2. المد البدوي :
البداوة نظام إجتماعي يلائم حياة صحراء وهو لا يظهر إلا فيها على الأكثر , أما الأمم التي ليس في بلادها صحراء فليس من الضروري أن تمر بمرحلة البداوة , إنها قد تقفز مرة واحدة من المرحلة البدائية إلى المرحلة الزراعية . إن الدور الطويل الذي قامت به البداوة في مجتمعنا منذ أقدم الأزمان , لا يمكن أن يختفي دون أن يترك أثره في أخلاقنا ونظرتنا للأمور . فقد كانت الأقوام البدوية على صلة مباشرة بالعراق كون الصحراء التي تتاخم العراق من أعظم منابع البداوة , أن لم تكن أعظمها على الإطلاق , ولم يكن هنالك حاجز طبيعي بينها وبينه , ولذا كانت القبائل البدوية على استعداد دائم لدخول العراق والسكن فيه , وهي تفعل ذلك حالما تجد الفرصة مؤاتية لها , كما في فترات الفوضى والحروب أو في الأوقات التي تكون فيها الحكومة ضعيفة مهملة , والحضارة مضمحلة , تتغلغل القبائل البدوية في إنحاء العراق , فتسيطر على الطريق وتهدد المدن والقرى , مما يؤدي بسكانها إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم , وبهذا تنتشر قيم العصبية والثأر والغزو بينهم . ولم تحض المرأة بما تستحق لدى الأقوام البدوية , إذ كانت تعتبر عندهم رمزاً للضعف وقلة الحيلة , حتى أن الرجل عندهم إذا أرادوا إهانته قالوا أنه كالمرأة . إن مجتمعنا الراهن هو من أكثر المجتمعات في العالم تأثراً بالقيم البدوية في محاسنها ومساوئها والأخيرة أوضح أثراً عليه , فالفرد أحيانا ً يتقمص مظاهر الحضارة ولكنه مع ذلك لا يستطيع أن يتخلص من بقايا القيم البدوية , فالمتعلم مثلاً قد ينادي أحياناً بتحرير المرأة وبالدعوة لمساواتها مع الرجل , وهو يكتب المقالات ويلقي الخطب في ذلك , ولكنه قد يغضب كل الغضب , عندما يقال عنه أنه ضعيف يشاور المرأة في أموره أو أنه كالمرأة لا يرد الصفعة بعشرة أمثالها . يرى الباحث أن عملية التدخل في شؤون الآخرين , وسيادة الثقافة الجمعية على حساب الثقافة الفردية أو إنعدام هذه الأخيرة في بعض الأحيان , أدى إلى بقاء المفاهيم البدوية إلى جانب مفاهيم التحضر والرقي , مما جعل بعض الأفراد في حالة إزدواجية مريرة , فبألسنتهم أمام الجمع يقولون شيء , وفي بيوتهم يقولون آخر. وهذا إنعكس بشكل واضح على المرأة , فصارت تشعر بالدونية حيال الرجل , بل ومؤمنة أحياناً وبشكل قطعي أن الرجل أفضل منها , وإنها لم تخلق إلا كنوع من الكماليات التي يستخدمها الرجل , كما وتخشى كل شيء لاسيما إبداء الرأي أو حرية التصرف بالجسد , فهي لدى الرجل كما العبد لدى سيده , أي أن جسدها مقيد , لا يحق لها في كثير من الأحيان , التصرف به دونما موافقة الرجل.

3. العشائرية :
نظام لإدارة الشؤون الإجتماعية أثبت عدم جدواه منذ قرون , نتيجة لتعصبه وتميزه بين الناس على أساس الجنس والمكانة الإجتماعية . منزلة المرأة وقيمتها لدى العشائر , إختلفت عما كانت عند أسلافهم من البدو فقد هبطت هبوطاً فظيعاً , وذلك بفقدانها جميع الإمتيازات التي كانت تمتلكها . فقد كان وما زال الكثير من رجال العشائر ينظرون إلى المرأة نظرة إقتصادية جعلتها مرهقة جداً بأعباء فوق قدرتها في كثير من الأحيان . فهي تعمل دائبة تحت ظروف قاسية لا يتحملها الرجل نفسه . بل أن الرجل ينوط بها أصعب شؤون العمل , فهي دائبة الإنحناء تجتث الأعشاب والطفيليات وتجني المحاصيل . ولا يكتفي الرجل بذلك فيعمل على إستغلالها بطريقة أخرى , حيث يرسلها إلى الأسواق تحمل بعض المنتجات اللبنية أو الحقلية لبيعها هناك , وهو ينتظرها آخر النهار لتأتي له بشيء من النقود , وإذا لم تأت له بما كان متوقع يسرع إلى ضربها وإهانتها . وسبب إرسال المرأة من قبل الرجل إلى السوق هو إستنكاف الأخير من ممارسة هذه المهنة , التي يراها لا تليق به تليق بالمرأة لأنها دونه . ولا تقف أشكال الإساءة للمرأة عند هذا الحد, فقد صار جسدها سلعة يباع ويشترى كأي رقيق أو حيوان بإسم الزواج , إذ تظلم المرأة بالزواج الإجباري من إبن عمها وإن رفضها هذا الأخير أو لم يطلبها , الأب يسعى إلى مقايضة من يتقدم لزواجها بالمال المتمثل بالمهر , فقد جرت العادة أن يستحوذ الأب على ثلثي مهر إبنته , أو عليه كله , وقد يساوم على زيادة المهر, ثم يعطي إبنته لمن يدفع فيها مبلغاً أكبر . لأنه أحياناً يشعر بالخسارة عند زواج إبنته لأنها كانت تعمل وتأتي بالمال له قبل الزواج , وبذا هو يريد تعويض هذه الخسارة بالمهر . وأحياناً لا يأخذ الأب أو الأخ المهر من خلال إتفاق يجري مع الخاطب أن يتزوج هذا الأخ أو الأب أخت الشخص الخاطب أو أحدى قريباته , وبالتالي لا داع لوجود المهر بينهم . أيضاً من الأمور التي تتعرض لها المرأة في النظام العشائري هو عملية تقديمها كجزء من التعويض في الفصول العشائرية , فقد تتفق عشيرتان متعاديتان على صلح يتضمن تقديم عدد من النساء أو الحيوانات أو مبالغ من المال على سبيل التعويض عن الخسائر في الأرواح أو الأموال التي مُنيت بها إحدى العشيرتين . أيضاً هناك مسألة خطيرة لابد من ذكرها وهي عملية (غسل العار) والتي من خلالها يتم قتل المرأة عند الإشتباه بسلوكها دونما التأكد من الحالة إن كانت صدقاً أم كذباً , وسبب القتل هو ليبرهن الرجل من خلاله أنه شريف . يرى الباحث أن جسد المرأة عند العوائل التي يكون لها إنتماء عشائري في العراق وهي الأغلبية , يكون جسداً مقيداً , كالأسير الذي يأتمرُ بأوامر سجانه , فهي لا تستطيع فعل شيء , يخالف المبادئ العشائرية التي تسير عليها الأسرة , وإذا حصل وفعلت , فحسابها يكون شديداً للغاية . أن النزعة العشائرية في المناطق المدنية تختلف بنسبة ما عن المناطق الريفية , فالأولى تكون أقل تمسكاً من الأخيرة نتيجة الإحتكاك الذي مسها مع العوائل المدنية المتحضرة . ولكن هذا لا يعني أن جسد المرأة هنا تكون حريته كاملة أو أكثر بكثير , بل هي أيضاً في موضع مراقبة الرجل وتحكماته.

4. البرمجة السابقة :
وتكون هذه نتيجة , لكل ما إكتسبه الإنسان في حياته من خلال الأسرة أو الأصدقاء أو مكان العمل , وبالتالي سيبرمج الإنسان عليها . فترسم حدود أفكاره ومحدداته في الحياة , ولا تخص هذه البرمجة إنسان دون آخر , وإنما تشمل جميع البشر , كل ٌبحسب ظروفه التي برمجت حياته وفقها , فنرى الإنسان يتصرف ويتحدث ويناقش , ويتخذ كافة قراراته الحياتية وفقها . إن " هذه البرمجة تتم في المخ في مكان معين , وتحدث بالحواس الخمسة ... فحينما يغضب الإنسان – وإن لم يتماد في غضبه – فإن المخ يدرك ذلك , ومن ثم يفتح ملفاً عقلياً يحمل نفس العنوان الذي أوحيت إليه به : ( أنا غاضب) وكلما غضبت أدرجت نفس الأحاسيس والأفكار في ذلك الملف , وبالتالي تتراكم الأحاسيس وتتزايد حدت مشاعر الغضب , ومع تقدم الإنسان في السن وتراكم الأحاسيس يصل الإنسان حين يثار بأتفه الأمور إلى ذروة الغضب بسرعة " . إن ما يريد الباحث تسليط الضوء عليه هنا , هو أن المرأة العراقية التي ولدت وعاشت في العراق , تربت في ظروف مليئة بالكبت والإساءة والعشائرية والبدوية والتفاسير الدينية الخاطئة التي سبق ذكرها , ونتيجة هذه التربية هي البرمجة غير الصحيحة التي يصعب عليها الخروج منها . لقد " أشار باحثو جامعتي سان فرانسيسكو وهارفارد إلى أن 90 % منها ذو أثر سلبي ؛ لأن الفرد يكتسبها من المحيط الإجتماعي دون أي إدراك أو تحكم منه , وبالتالي قد تكون غير مناسبة للفرد وطبيعة معيشته بالحياة " , ولكي تخرج المرأة منها لا بد لها من التوجه صوب العلم والثقافة والنهل منهما , وبسبب الظروف التي مر ويمر بها العراق , صارت الكثير من النسوة بعيدات عن التعليم , بل وحتى الكثير من الأهالي , مازالت إلى الآن برمجتهم السابقة تقول لهم : لا يجوز دخول البنات إلا المدارس أو يكفي أن تصل البنت إلى مرحلة السادس الإبتدائي , فهي هنا تعرف أن تكتب إسمها وهذا يكفينا كأسرة , لأنها من الممكن أن تتعرض لمطاردات الشباب المراهقين , وتجلب لنا المشاكل أو العار . وبالتالي عانت المرأة العراقية من نظرة المجتمع القاسية والمتصيدة لها في كل حين لترمي عليها سيل الإتهامات , وهذا بدوره ينعكس بشكل مباشر على تعاملها مع جسدها , لذا يلاحظ الباحث الكثير من النسوة عندما يتحدث إلى إحداهن رجل ترمي بأنظارها إلى الأرض , وتحاول قدر الإمكان أن تخفي جسدها , حتى لو كان وجهها المحلل النظر إليه وفق شريعتها الإسلامية في التعاملات الحياتية , وهذا سببه البرمجة السابقة .
5. المشكلات الإقتصادية :
وضعت المشكلات الإقتصادية النسوة في موقف محرج , فلم تهيء بعضهن لممارسة الأعمال بغض النظر عن نوعها , مما جعلهن يضطرن لشطر أجسادهن وتُدفعْنَّ نحو الحاجة إلى كسب المال وتلبية الحاجات الأسرية – لا سيما النسوة اللواتي لا معيل لهُّنَ - مما ينعكس هذا بشكل أو بآخر على تنمية أجسادهن , لا سيما إذا كن صغيرات في العمر , فهن من جهة يهملن الإعتناء بأجسادهن , ومن جهة أخرى يتعرضن لمضايقات في العمل , تجعلهن يسرن بأحد الإتجاهات الثلاثة : أما الميل إلى الإنحراف اللاإخلاقي من وجهة نظر المجتمع وهذا وارد نتيجة الظرف الإقتصادي السيء , فضلاً عن التواجد في المكان غير المناسب لهن , أو التعرض للتحرش الجنسي كالإغتصاب وما شاكل ذلك , أو الإتجاه إلى المحافظة المتزمتة على إجسادهن . وفي كل الحالات هن بإلإتجاه غير الطبيعي . كما أنهن بشكل أو بآخر يكن موضعاً لإتهامات المجتمع - لاسيما إذا ما كُنَّ في عمر الصبا - أو على الأقل يُنظَر لهن على أنهن أقل درجة ومكانة من اللواتي يقطن في بيوتهن .إن الكثير من الأعمال التي تمارسها النسوة اليوم , هي ليست أعمال مختارة أو ضمن الطموح , والسبب هو تعاسة الحالة الإقتصادية بسبب الفقر المتوارث أو (الأب , الزوج) المفقود , وبذا تشعر المرأة أنها تقوم بواجبات أكبر من قابليتها , فهي الأم والأب في وقت واحد . إن هذا بدوره يساهم بإضرابات نفسية تنعكس على المرأة ذاتها إجتماعياً , أنها ستنظر لذاتها على أنها أقل شأناً من باق النساء .
المصادر :
1. هادي العلوي : فصول عن المرأة , ( بيروت : دار الكنوز الأدبية , 1996 ) , ص 32 .
2. جون ليشته : خمسون مفكراً أساسياً معاصراً من البنيوية إلى ما بعد الحداثة , تر : فاتن البستاني , (بيروت : مركز دراسات الوحدة العربية , 2008 ) , ص 331 .
3. علي شريعتي : مسؤولية المرأة , تر : خليل الهنداوي , ( بغداد : مكتبة المعرفة , 2012 ) , ص 16.
4.شكوة نوابي نجاد : الأسرة المعاصرة (الأنساق والمشكلات) , مجلة المنهاج ، تر : خالد توفيق ، سلسلة (المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر ، إشكاليات التراث وتحديات الحداثة) ، ( لبنان : مطبعة الغدير ، 2002 ) ، ص 42 .
5. جون ستيورات مل , إستعباد النساء , تر : إمام عبد الفتاح إمام , ( القاهرة : مكتبة مدبولي , 1998), ص73 – 74 .
6.علي الوردي : دراسة في طبيعة المجتمع العراقي , ( بيروت : دار ومكتبة دجلة والفرات , 2013 ) , ص 77 – 79 .
7. محمد الغزالي : قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة , ( القاهرة : دار الشروق , د. ت ) , ص 33
8. مقابلة أجراها الباحث مع الآنسة منة الله طاهر , عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك , وذلك في يوم الأربعاء , بتاريخ 3 / 12 / 2014 , الساعة 3-4 عصراً .
9. مقابلة أجراها الباحث مع السيدة لهيب جعفر , عبر موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك , وذلك في يوم الأربعاء , بتاريخ 3 / 12 / 2014 , الساعة 3-4 عصراً .
10.كامل النجار : مفردات الجنس عند العرب , جريدة الحوار المتمدن , ( الموقع الألكتروني للجريدة : عد 1732 , 2006 ) .
11.علي الوردي : منطق إبن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته , ط2 , ( لندن : دار كوفان , 1994 ) , ص 246 – 259 .
12. علي الوردي : دراسة في طبيعة المجتمع العراقي , المصدر السابق نفسه , ص233-239 .
13. إبراهيم الفقي : فن وأسرار إتخاذ القرار , ( القاهرة : بداية للإنتاج الإعلامي , 2008) , ص 42–43 .
 
أعلى