لانا عبد الستار - عطرٌ ونبيذٌ وكَرَزْ

الليلة أرجيلة
معسل كرز
وجمر يضيء العتم
ملأت قارورتها نبيذاً
أحمر
لتتراقص خلف الكريستال
فقاعاتٌ مجنونة،
يفور النبيذ
ويصعد رذاذه العذب
يلامس الكرز بدلالٍ
ويتسرب
حيث حلقينا
ورئتينا
يدخل متسللاً
ليخرج دخاناً جريئاً
يداهم خصلات شعري
يمتزج الكرز بالنبيذ
ورائحة عطري الشوبارد
الذي أدمنته،
يتقد الجمر أكثر
ليطلق بخار روحينا
خلف المحال
وتعود تشتم شعري..
الكرز ينعشك
والنبيذ يسكرك،
توليفةٌ عجيبةٌ
كتوليفتي معك
رغبة
وألوهية
يتقد الجمر أكثر
يضيء قلادتي
تلمع أحجارها الشفافة
حول عنقي
تلامسها أناملك
فتفوق جمرك
اشتعالاً وبريقاً
( ومن الشوق رسولٌ بيننا
ونديمٌ قدم الكاس لنا...
هل رأى الحب سكارى
سكارى مثلنا)؟
يعبر صوت الست
لتسألني:
متى نمشي في طريق مقمر؟
تتقد قلادتي أكثر
ونستسلم للـ(ميوزيك)
وتراقصني
ريشة أنا بين يديك
أعلو وأهبط
تقترب كثيراً
ترمي برأسك حيث كتفي
تعود طفلاً معي
بلا هموم
ولا متاعب
تدفن وجهك في شعري العبق
وتغيب مع التوليفة المقدسة..
ياااه كم أحبك!
تهمس لي
لأرتجف
تعلو روحانا
عالياً
فوق فلك الزمان
كيف تقلب دنياي أنت؟
وكيف أقلب دنياك؟
أيها القادم من خلف الغيم
ألمح الجمر
أقول لك: غداً رماداً
تضحك وأنت تقول:
إلا نار الحب،
تحملني بين ذراعيك
وتسير بي
حيث نحب
لتستلذ بكرز نهدي
وعطر عنقي
ونبيذ كعبي
وننتشي
في توليفة جديدة..


.

صورة مفقودة

...............
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...