لا تنام!
لأن سريره وسادة للأرق .
هي لا تنام ...
لأن وسادته منفضة لرذاذ الكحل على حواشي البكاء..
أوسلة مهملات لما تساقط من قرمز الشفتين على وسنات
منفضة صماء
مهيض الكحل
[1]
خافت أن تموت سريريا خشية أن تصاب بالأرق قبل الموت، فترجلت عن ظهر التابوت .
[2]
حتى لا يضجر الظل من الطريدة... وافتها المنية على هيئة قصاص أثر.
[3]
كان باهتا كشخير متعب استنفذ قيلولته الطويلة على أرجوحة الخيش قبالة ساحلها العاجي ..
ولما استدار.. اصطك الساحل من شخيره..
[4]
قالت له مرة على لسان ' سرير الغريبة ': ' لتكن أنت أمي في بلد الغرباء '
يا ذئبي الأليف يا آكل المحار والشوكولا.. والنساء
بكتها بدمع اليتم الوسواس ...
ورمت على صفحة العشب الساحلي قبلة كيديّة، في عطرها السري حبل من مسد..
ثم اختفت في سرها ومضت وجهة العراء ..
[5]
رقصت معه اللامبادا... على متن الجسد ..
كان ناعما كعنقود نار
وياقته العارية مشرعة على شلال حار ..
مثخن برماح موسمية في غابة استواء !
[6]
يتغاويان..
فتنفرط جماجم اللؤلؤ من خلخال البحر
وقد اشتبكت معه بأيروتيك إيمائي... وتحللت من ريشها المنتوف
اندست في صوفه الفسيح كصحراء ادلهم بها الهشيم ..
وكلما ظمئت راوغت عطاشه
وراحت تحبو نحو لباء القيظ
تشرب قطرات الشوك المنداحة من إزميل الصبار..
وترشف بالملعقة الوسطى - بين الشفتين - آخر حبات الجمر البري ...
فاحترق البحر!
[7]
هنالك في قرارة الجبّ، راودت يوسفها عن غرقه ...
فانتشلت جُبّه !
وأغمدته كخفاش الليل في الكهف السحيق
نصبت خيمة العتم لتولم له خبز القمح... وحبة البركة ...
تلمست ما يسح من شظاياه بريق الاسفنج
فقطعت أنامل الريق دون أن يدري ..
وأوغرت فحيحها بظهره ثم موهت أدباره !
ولما أضلته.. رمت قميصها المشقوق على عينيه.. فاختلس العمى وأغمض الشقوق !
[8]
كانت تمشي حافية فوق أديم الرمل وهو ينغرس في نعل البحر كآثار الهرب ..
هل استدركت ظلها أم داهمها الجسد ؟
هي لا تدري !
لكنها تذكرت فيروز ذات أغنية: ' الحب بيقتل الوقت والوقت بيقتل الحب
كان عازف الجاز يغلي كركوة القهوة
فيشب الرقص في أوصال العاج... يهذي
يجنح للسمرة إذ تتصبب حولها كريق البُن ّ
هدأت... سكنت.. اختنقت.. لفظت ظلها الأخير بعيدا عن سرير الحب ...
فتدارك هزيمته على مائدة التابوت ، وأشاح كأسه عن نبيذها ..
شرب الوقت.. الحب دفعة واحدة..................واستكان إلى الأبد .
.
صورة مفقودة