لينا هويان الحسن - الرواية تتشخلع

ما يحدث يشبه تماما موجة الفيديو كليب ،حيث الفنانة لا صوت ولا صورة فتحشو جسدها بالسليكون وتختبئ وراءالميكرفونات ومصفيات الصوت وتعري جسدها قدر ما يتاح لها .

أما إذا كانت فاقدة للموهبة تماما:فإنها تتشخلع وهذا ما يحدث مع الرواية العربية حاليا ،إنها باختصار تتشخلع ...تشخلعا مكشوفا ،مؤقتا مجانيا ،يلجأ له الكتاب لإخفاءالجانب الفني الركيك للرواية فيعمد الكاتب قليل الموهبة إلى ما يعمد إليه فنان صاعد ليس لديه صوت يساعده ،ويعمد إلى إحاطة نفسه بالنساءالشبه عاريات على أمل لفت النظر ..مهما كان الثمن ومشكلة هذا النمط من الأدب أنه أدب رواجه مؤقت لأن افتعال الجرأة وتصنيع التابو استجداء للشهرة بكل الأحوال لن يجعله في مصاف الأدباء الكبار ..المعلمين ؟ فالكتابة في الجنس مسألة حساسة تحتاج إلى ذكاء وذائقة سليمة وقلم يمتلك فنية هائلة بوسعه أن يقتنص اللحظة الغرامية بلحظة شهوة صحيحة تأتي بسياقها الطبيعي ،مثال ذلك وهذا رأيي الشخصي .من أجمل الأقلام التي استطاعت مقاربة غرف النوم هو قلم ماريو بارغاس يوسا ...فنقل مايحدث في غرفة نوم مسألة مهمة تمتلك جمالياتها الخاصة يفترض أن لا يستهان بها وإلا فإن النتيجة ستكون مثل فيلم عربي رخيص هابط ملئ بالراقصات ومشاهد ساخنة في الكبريهات ...وهذا ما يحدث مؤخرا في روايات الموجة إن صح التعبير ؟! عاجلا أم أجلا سيكتشف اولئك (المجربون)أن الأدب لا يحتمل المزاح بشأن الموهبة إما أن تكون موهوبا أو لاتكون ،إما تبدع في كل ما تكتب أولن تبدع مهما قلل الكاتب المفترض«أدبه»ظناً منه أنه يخترق تابو...الأدب للعمالقة ؟! والزمن ذكي جداً؟؟‏
 
أعلى