أدركني الصباح ذات مساء،
وبلغني يا مليكي أن شهرزاداتك في كل العالم
سكتن عن الكلام المباح وغير المباح،
وأن حكياتهن لم تعد تكفيك، وأجسادهن لم تعد تغويك.
بلغني أنك اضطجعت فوق الليل ووقعت فيه دون حرج،
فعلقت بين ليلك والنهار.
***
بلغني أنك سندباد البر والبحر صرت،
تاجرت بكل البضائع والفضائح والسياسات،
زرت أقاصي المدن ومررت ببيروت وبغداد وعمان،
ولما وصلت دمشق اختبأت بقمقم كي تراني ولا أراك.
***
بلغني أنك لملمت الغيوم من رحاب الكون،
سيرتها في الممالك على رسلك،
وأنهم لم يتهموك بالسرقة،
حسبوا أن أصابك مس من الجن،
فرقاك شيوخ القوم، وأنقذوك من نفسك،
وخلصوك من الهلاك.
***
بلغني أن الحسناوات في بلاد الفرنجة
راودنك عن نفسك فتمنعت على غير عادتك،
واعتصمت بحبل من العفة والكبرياء ...
***
بلغني أنك غادرت قصرك العاجي طوعا،
وهبت ديباجه المزخرف بالذهب
وأبانوسه المرصع بالزمرد ونفيس اللآلئ،
وبت مرتاح البال!
***
بلغني أن نقلاتك لم تعد ذكية،
وأنهم صاروا يطعمونك البيادق قطعا.. قطعا
والبيارق عندك منكسة طوال الوقت.
بلغني أنك شاه .... مات.
***
بلاغ
مادمت موصوماً بحبي إلى آخر العمر،
وقد سرقت من قبل قلبي بكل إباء،
واحتليت قلعتي بكل شمم ،
وانتشلت مني قبلة طويلة الأمد على الملأ ،
وصرخت بأعلى صوتك أمام الرعية:
سجلي يا دمشق أجمل قبلة عرفها تاريخك العريق،
وليفن كل الكتبة،
أعلن أنك شاه ما .... مات
وملك أبدا لن يموت.
.
صورة مفقودة