إلى صاحبة الكعب العالي اكتب كلماتي.. كتب نزار عن حافية القدمين وغنى القيصر بصوته الساحر لجميع النساء وقال بآه "قاتلتي ترقص حافية القدمين" لكنه نسي أمرك.. سأكتب لك بتواضع أو ستكونين في كلامي مثلاً أنا إمرأة أحبذ السير حافية القدمين لأن الأرض تبرد نيران القلب المشتعلة داخلي.. أنا أسير هكذا لأني لا أتقن التوازن الذي يتطلبه السير بكعب يرفعنا عن الأرض القليل.. أشعر بغياب الأمان في أرضي.. أنا هكذا ولم أكلف نفسي عناء وضع الكتاب فوق رأسي ومحاولة السير بالكعب العالي في بيتي لأتعلم حفض توازني.. أنا إمرأة لا ألبس الأشياء التي ترونها أساسية في الأنوثة وتبالغ بعضكن فيختزلن الأنوثة فيها.. على سبيل الذكر لا الحصر: الكعب العالي.. لكن يا سيدتي أسير هذه الأيام بكعب عال وحاد على قلبي.. ألبست برجا من الألم والذكريات أسير بها على قلبي فيرجع وقع خطواتي على روحي كما الصفعة المتكررة على وجه رضيع لا يفقه أسباب الألم لكنه يبكي.. لم أرد هنا أن اتحدث عن الأحذية ومقاساتها ومدى دورها في الأنوثة من غيابه.. فقط هي إستعارة خطرت في خاطري وأنا أرى وجهي في المرآة هذا الصباح بعد ليلة ملأها الإنتظار.. نظرت في وجهي وقلت "كأني أسير على قلبي بكعب عال" ربما لأن الألم الذي يسببه لي هذا الفعل كبير ليعادل ما أشعر به هذا الصباح.. أتدركن أني أتهاوى وأكابر سقوطي المحتم من علي هذا البرج؟؟ لقد لبست الإنتظار كعبا غاية في العلو أهدانياه رجل طاب له المرور من بين شموعي المنطفئة وقال حدثيني يا شهرزاد... قلت لقد قتلت شهرزاد ليلة سمحت لشهريار أن يحتل قلبها ويسكت فمها الناطق بالحكايا بقبلاته المحمومة.... هذا الرجل الذي حسبته اله اللهفة وقلت أني اعتنقت دينه لكني على وشك الإلحاد من جديد... لا يليق بي الكعب العالي أعرف!! لا أحسن طقوسه من ترنح وتغنج وأنوثة مفرطة في ذوبان القوام مع النسمات .. أنا إمرأة أسير عرجاء بهذا بكعب الإنتظار.. خطوة إلى الأمام والباقي اقضيه واقفة أعدل من هندامي.. انتظر لحظات وأنا أتخيل مرآة ترافقني في طريقي تعكس قوامي الرشيق وأنا مرتفعة مترنحة أسير الهوينة بكل دلالي أنظر في عيون شهرياري التي تعريني من كلي ومرآتي إلى من انتظاري.. لكن أتعرف يا شهريار أني إمرأة جبلية أهوى السير على التراب وفي الوحل والثلوج بقدمين حافيتين خاليتين من أي زينة؟؟ أتدرك أني لا اتحمل ألمي كي أبدو في نظرك فاتنة ومثيرة؟؟ هل خطر ببالك أن الكعب العالي يحد من طيراني وأنا الهوائية؟؟ هل تصدق أني تعودت السير حافية ولو على أشواك نسياني...؟؟
.
صورة مفقودة
بيكاسو