لم تنل قَسطاً من التعليمِ، بينما دامَ حملُها خمسينَ يوماً من أخيها. بالحاديةِ عشرة، صعدَ الجنيّ فيها، مثلَ حياةِ البشر. نقطةٌ
أخذَت تختفي، ثم تكبرُ. حطّمَ الأهلُ آلةَ الإنباتِ، قبلَ الفضيحةِ. وهي عمياءُ لا تَحفَل بدُنيا. كلّما واصلَ الأهلُ إيقاعَها، كانت تفرّ كالعَطسةِ نحو محيطِ المدينةِ. تعتليها أنساقُ نائحةٍ، بلمسةِ حزنٍ دونَ أن تستثمرَ التعبيرَ.
ووقتَ الرغبةِ، كالحاخامِ الفاسدِ وسطَ الراهباتِ
تأتلفُ مع البَخورِ وثديُها يقومُ كالصبّارِ. تُهلّلُ كلّما باضَ في دَلوها أحدٌ، حتى تولولَ. فتحبس بقدميها، إلى أن تبكيَ. عالمٌ سفليٌّ
بين وَقفةٍ ووَقفة، صخورٌ مُخضَرّة من الانقطاعِ تُبيحُ
دمامةَ الماءِ تحتَ الشمسِ.
فاتنُ تندسُّ بين النساءِ لتروي أفاعيلَها، بينما يستَزِدنَ المزيدَ، فالزوجاتُ مُرتَجَلاتُ الأداءِ بدونِ تنويعةٍ. وهي، لا تلتزم نوتةً. أبداً. وليسَت ماري المصريةَ،
التي نذرَت جسمَها لفنونِ الرجالِ، وأربعينَ عاماً تكفّرُ عن ذَنبها. دونَ حنانٍ، تلدُ. وأولادُها كلّ طيفٍ بلونٍ. أمّها دون أيّ تصوّفٍ، تخسرُ الذاكرةَ. فبعد سنّ العشرينَ شُباكٌ على بريّة.
فاتن، كاسٌ سوداءُ مَحشوّةٌ بالرَوَث.
وهل أخطأَت أُمّها؟ زمناً، تعذّبها بفتاتِ الموائدِ في الخلّ. تربطُ قدميها ليلاً في يديها بزِمامٍ، وتعلّق هيكلَها بالسقفِ ملفوفاً في بقايا سجادةٍ حائلة. دونَ تأمّلِ الانفعالِ. كضَربٍ من الوعي، خاوٍ. ترقبُ الموتَ
أن يتحلّقَ في دُخانٍ على الصالةِ كالنازيّ الطويل.
من ماءِ حَيضِها، هجَمَت بعصيرٍ على أمّها.
سكرَت ماما كوردةِ الحريرِ، وبشارةُ النورِ طازَجةً أزهَرَت. فاطمأَنت. وشمسٌ على مَرَجِ النومِ، تحفَلُ بالطبيعةِ. راقتِ العصافيرُ في مصانعِ الغيومِ، وهَسّ الهواءُ على سَعةٍ كبرهانٍ من الأشياءِ أن الله عادَ بالطينِ نحو الأرومةِ.
وفاتنُ لا تسمعُ. أو ترَى زَنخةَ الوقتِ.
قد شيّدَت أحلاماً أن عبادَ الله تدخلُها، تِباعاً.
عنقودُها كمِطبّات إسمنتَ، لا يتخيّلُ، حَدّ بلاهةِ القلبِ.
فاتنُ من كفنِ المفاهيمِ، تلطّخُ المرآةَ
بالأحمرِ. ثم تُطلقُ الحَمامَ، بعد أن تنخَسَه
بمساميرَ مُحمّاةٍ في النارِ. قنابلُ من جرادٍ، فوقَ سطحِ البيت.
.
صورة مفقودة