للجسد سلطته وسطوته وقوته الميتافيزيقية المضافة،وللطقس طقوسه وأجواؤه وحرارته المستعرة ، وبين هذا وذاك تتماهى العين الفاحصة ...الجسد واحد والقراءات تختلف تأكيدا لمعيارية الجمال .
أليس العري حالتنا الطبيعية الأولى ؟لماذا الخوف ؟فالجسد لا يغادر دائرة الصمت إلا إذا مااحتوته لغة المجاز والتخيل وأفصح عن حقيقته بواسطة منطق الاستعارة " قطيطة، غزالة . حلوى،."
أليس الجسد دعوة للإبداع في التجدد والحياة ؟ ألم تكن المرأة في اليونان القديم نورا مقدسا تجب حمايته وحجبه حتى يظل جماله متقدا، وهو الجمال الذي تتبارز لأجله العضلات والأفكار وتتهيأ لبلوغه أرهف أجنحة الإغراء ؟
ألم ينظر فقهاء الإسلام إلى المرأة كموضوع شهوة وفتنة للرجل ، لذلك وجب حجب جسدها عنه ، في حين أنها تستطيع إغراءه بمختلف الطرق بما في ذلك الحجاب ..وكثيرات من المتحجبات يستطعن إيقاظ شهوة الرجل أكثر من المرأة السافرة وشبه العارية . .ورحم الله أحد أساتذتنا الأجلاء والذي شبه المرأة المستورة ب" الطاجين ذو الرائحة الشهية ، بحيث لا تعرف ما بداخله حتى تكشف عنه الغطاء ..
لو عاش هذا الأستاذ لما احتاج إلى " طواجينه "لأن الكل أصبح يفضل الآكلات الخفيفة السريعة ، وان عثر على واحد من طواجينه يصدم برداءة الطبخ ..إن الحديث عن الجسد مبرر، كوننا صرنا نحاصره ، يخلق ويجلب المتاعب ..فكم من واحدة ولولت ، ولزوجها أو أخيها هرولت ، شاكية باكية نائحة أنها للتحرش تعرضت ، فيؤيدها في قولها الفضوليون ، والطامعون ، وهي وان دققوا النظر وجدوها عن جزء ثديها كشفت ، وعن صرتها أبانت ..وبمؤخرتها شركات الموضة كتبت : جرب ، اتبعني ، ولو مرة ...، أنا هنا ..
لا تقل مظلومة ..فالرجل من يتعرض للتحرش،ولوأن إحدى الدراسات قالت بان نسبة مهمة من الرجال المغاربة تعاني من العجز الجنسي ، لتضيع شعارات الفحولة ،وغزوات الليل لدى البعض، فتغدو مغتصبة كالخبز اليومي كالوهم ..
تأملوا معي: أليس الرجل موضوع اشتهاء وفتنة للمرأة ؟ ألا يوقظ فيها غريزة الشهوة بنظراته ،ملامحه ، عضلاته ،..إن اشتعال الشهوة لا تكون بغير التفاعل الحراري بين ذكر وأنثى ، فلماذا إذن تتعرض الأنثى للمحاسبة والقصاص ،ويسلم وينجو حين يكشف الرجل عن جسده سوى ما غطته ورقة التوت ؟
ألا نسلم جميعا بأن الايروسية ليست إيديولوجية لأنها لا تبشر بشيء ما عدا اكتشاف الجسد للجسد ، ولننظر للجسد بعيدا عن ثنائية الطهر والدنس ، لان البناء الحقيقي للجسد.
طنجة الاخبارية
الأربعاء 21-10-2009