محمد بن عبدالكريم الاسحاقي - الامين الشنقيطي رحمه الله.. دعاني الناصحون إلى النكاح

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد :

هذه قصيده جميله من شعر العلامه والمفسر الكبير محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله فشعره هو الادب لمن يريد الادب,وفقه هو الفقه لمن يريد الفقه فرحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته,ونموذجنا اليوم من شعره في طلب العلم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - عليه رحمة الله ورضوانه-
فقد كان أعجوبة في الشعر كحاله في كل الفنون, وقد تركه متعمداً, ولما سألوه عن ذلك قال:"لم أره من صفات الأفاضل وخشيت أن أشتهر به ،والشعر أكذبه أعذبه فلم أكثر منه"

ومن قصائده رحمة الله عليه ما قاله لما طلب منه بعض أقرناءه الزواج قال ـ رحمه الله ـ في جوابهم وإيثاره الاشتغال بالعلم على النكاح:

دعاني الناصحون إلى النكاح =غداة تزوَّجتْ بيض الملاحِ
فقالوا لي تزوج ذات دلٍّ = خلوب اللحظ جائلة الوشاحِ
تبسم عن نوشرة رقاق = يمج الراح بالماء القراح
كأن لحاظها رشقات نبل = تذيق القلب آلام الجراح
ولا عجب إذا كانت لحاظ = لبيضاء المحاجر كالرماح
فكم قتلت كميًّاذا دلاصٍ= ضعيفاتُ الجفونِ بلا سلاحِ
فقلت لهم دعوني إن قلبي = من العي الصراح اليوم صاحي
ولي شغل بأبكار العذارى = كأن وجوهها ضوء الصباح
أراها في المهارق لابسات = براقع من معانيها الصحاح
أبيت مفكرا فيها فتضحي = لفهم القدم خافضة الجناح
أبحت حريمها جبرا عليها = وما كان الحريم بمستباح

وقال أيضا رحمه الله قصيدة في الغزل منها:

أنقذت من داء الهوى بعلاج = شيب يزين مفارقي كالتاج
قد صدني حلم الأكابر عن لمى = شفة الفتاة الطفلة المغناج
ماء الشبيبة زارع في صدرها = رمانتي روض كحق العاج
وكأنها قد أدرجت في برقع = يا ويلتاه بها شعاع سراج
وكأنما شمس الأصيل مذابة = تنساب فوق جبينها الوهاج
لم يبك عيني بين حي جيرة = شدوا المطي بأنسع الأحداج
نادت بأنغام اللحون حداتهم = فتزيلوا والليل أليل داج
لا تصطبيني عاتق في دلِّها= رقت فراقت في رقاق زجاج
غضوبة منها بنان مديرها = إذ لم تكن مقتولة بمزاج
طابت نفوس الشرب حيث أدارها = َشأٌ رمى بلحاظ طرف ساج
أو ذات عود أنطقت أوتارها = بلحزون قول للقلوب شواجي
فتخال رنات المثاني أحرفا = قد رددت في الحلق من مهتاج

قد ذكر تلميذه المخلص و وارث علمه الشيخ محمد عطية سالم.أثناء تحدثه عن سيرة الشيخ في مقدمة كتاب "رحلة الحج" أن الشيخ رحمه الله.في بداية طلبه للعلم.ذهب عند احدى الشيوخ يريد دراسة " لامية الأفعال ".فلما حضر الى الدرس وجلس .سأله الشيخ عمن يكون في ملأ من تلامذته .فأنشد الشنقيطي رحمه الله على البديهة.

هذا فتى من بني جاكان قد نزلا = به الصبا عن لسان العرب قد عدلا
رمت به همة العلياء نحوكـم = إذ شام برق علـوم نـوره اشتعـلا
فجاء يرجو ركاماً من سحائبه = تكسو لسان الفتـى أزهـاره حـللا
إذ ضاق ذرعاً بجهل النحـو = ثم أبى ألا يميز شكل العين من فعلا
وقد أتى اليوم صبا مولعا كلفا = بالحمد لله لأبغي له بدلا

منقول
__________________
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...