أهـاجك ربعٌ للـمـلـــــــــــــيحة أقفرا = دوارسُهُ تحكـي زبـورًا محـــــــبَّرا
أمِ اهتجْتَ أن نـاحت حـمـــامةُ أيكةٍ = هديلاً عـلى غصنٍ من البان أخضرا
أمِ الشـوق من داء الصـبـابة قد دعا = فهـاج لك الـداعـي الهـوى والـتذكُّرا
بـلى أنـت مـن بـيـن الأحـبَّةِ مدمـــنٌ = غرامًا متى عـانـاه صَخْرٌ تكـــسّرا
تعـالج شـوقًا مـن سعـادَ التي مضت = بعقـلك واعتـاضَتْك طـــــيفًا مشمّرا
سعـاد الـتـي قـالـت لجـارة بـيـتِهـــــا = أجـارتَنـا إن الأمـيـــــــــــــن تَغَيَّرا
تغـيَّرتُ إن لم أقضِ نحـبًا من الأسى = عـلى أنَّ للآجـال وقتًا مقــــــــــدّرا
ومـا ضرَّ ذاتَ الدلِّ لو عـاش مغرمًا = بـهـا مدّةً مـن عـمــره متحسّرا
فـيـا مَن لصـبٍّ لا يـزال متـــــــــيَّمًا = إذا كفكفَ الـــدمعَ الغزير تحدّرا
أيـا لائمـي فـي الـحـب تلك ضرورةٌ = أما لحليف الشـوق عذرًا فيُعذرا
لـحـا الله أقـوامًا يلـومـون في الهـوى = لقـد كـان عذرٌ بـالـمتـيَّم أجــدرا
وإنـي لـمكلــــــــــــــومُ الفؤاد بأنه = متى عسعسَ اللـيل الـبـهـيـم تحسَّرا
يقول نسـاء الحي لو عـشـتَ غيرها = لكان الهوى سهلاً عليك وأعذرا
أمـا والـذي أعطى جـمـــــالاً وعفَّةً = لسُعـدى عـلى كلِّ النسـاء ومنظرا
لقـد سكـنـت سعـدى بقـلـبـيَ منزلاً = من الحبِّ عن كل النسـاء موقَّرا
فلـو أنهـا تُسلَى بشـيءٍ سلـوتُهــــا = بقـومي بني جـاكان هامةِ «حِمْيَرا»
هُمُ الضـاربون الهامَ في حومة الوغى = إذا مـا القنـا يـومَ النزال تكـسَّرا
وهـم ألـمقـيـمـو النـاسِ في كلِّ شدةٍ = هـمُ الهـازمـون الفـيلقَ الـمتـنكِّرا
وإنـا لقـومٌ لا تلـيـن قنـاتُنــــــــــا = عـلى الضَّيـم إلا أن نمـوتَ فـنُعذرا
ونكرم أهل الفضل فضلاً وإننــــــا = نعـظِّم آلَ البيت غـيبًا ومحضرا
ومـا مـات مـنـا مِيـتةَ الســـوء سَيِّدٌ = ولا فرَّ فـي يـوم الكريـهة أزورا
ومنا الذي يشفي من الجهل علمُه = ومنا الذي «يلوي الحديد المصـمّرا»
ألا لا يَرُمْ حـيٌّ حِمـانـا فإنه = حِمى الغُرِّ من «جاكان» قد كان أوعـرا
رويـدَكـمُ أهلَ الـمفـاخر والعـــلا = فحسبُكـمُ فـي الـمـجـد مـا قـد تــيسّرا
رويـدكـمُ أهلَ الـمفـاخر والعـــلا = فإنّ لكـم مـن دوننـــــــــــــا متأخّرا
فلله قـومـي فـي الـمحـامد كلِّهـــا = إذا مـا سألـت الـدهـرَ عـنـــا فأخبرا
فإن حاربوا فـالدهر حربٌ على العدا = ومن سِلْمِهمْ في الدَّهـرِ سِلْمٌ تقرَّرا