نقوس المهدي
كاتب
عنوان الكتاب : (مُختصَرُ طَوْقِ الحَمَامَةِ وَظِلِّ الغَمَامَةِ في الأُلْفَةِ وَالأُلَّاَفِ).
تصنيف: الإمام أبي محمد علي بن حزم الأندلسي (456هـ) رحمه الله.
تحقيق: الشيخ عبد الحق بن ملا حقي التركماني حفظه الله.
الكتاب: في مجلد ويقع في (454) صفحة مع الفهارس.
دار النشر: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع. (1423هـ/2002م).
وهذه نبذة قصيرة في التعريف بكتاب (طوق الحمامة), طبعة دار ابن حزم الأولى تحقيق الشيخ عبد الحق التركماني نفع الله به، ومدى أهمية هذه الطبعة وفضلها على سابقتها من الطبعات.
ـ 1 ـ
نظرة المحقق على العمل أثناء العمل
يقول ص8: (وعندما بدأتُ في العمل في تحقيق هذا الكتاب ؛ خشيت أنْ لا أقدِّم جديدًا ـ سوى تصحيح نصَّه وتحريره , بالمقابلة على نسخته الخطِّيَّة الوحيدة ـ فالدراسات والتحقيقات حول الكتاب ومادَّته كثيرةٌ وواسعةٌ, حتى أنَّني ظننتُ أنَّ ما سأكتبه لن يكون إلا مُعادًا مكرورًا , وتذكَّرت قول كعب بن زهير ـ رضي الله عنه ـ :
مَا أَرَانَا نَقُولُ إلا رَجِيعًا = وَمُعَادًا مِنَ قَوْلِنَا مَكْرُورا ).
ـ 2 ـ
وبعد انتهاء العمل
قال ص8: ( والآن ـ بعدَ أنْ انتهيتُ من خدمة الكتاب ـ يمكنني أنْ أزعم أنَّ في هذه الطبعة الجديدة المحققة , الشَّيء الكثير من الجديد والمفيد, من ذلك:
ـ تصحيح عنوان الكتاب وتكميله.
ـ توثيق نسبة الكتاب إلى ابن حزم من مصدرين هامَّين , أحدهما أندلسي , والآخر مشرقي.
ـ العناية بتخريج أحاديثه , والحكم عليها تصحيحًا وتضعيفًا.
ـ تصديره بدراسةِ شرعيةٍ تهدفُ إلى توضيح بعض مقاصد المؤلِّف ـ رحمه الله ـ , وتصحيح ما أخطأ فيه , والاستدراك عليه بما يشتدُّ حاجة قارئ كتابه إليه…, نصحًا لله تعالى, ولدينه , ولعامة المسلمين , ووفاءً لابن حزم ولما له مِنْ منزلةٍ في القلوب).
ـ 3 ـ
وقد شملت النظرة الشرعية في الكتاب , على ما يأتي:
1ـ هل أخفق ابن حزم في تعريف الحبِّ ؟.
2ـ الحبُّ بين الاضطرار والاختيار.
3ـ مخالفات شرعية بين الحكاية والإقرار.
وتحتها:
ـ التصاوير.
ـ الأشعار.
ـ الاختلاط المحرَّم بين الرجال والنساء.
ـ النظر إلى الاجنبية.
ـ الغناء والمعازف.
4ـ علاج الحبِّ بين الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمهما الله ـ .
ومما جاء تحت هذه النقطة.
قول المحقق ص39: ( يمكنني أن أزعم ـ في ضوء قراءاتي ودراساتي للمذهب الظَّاهري ـ أن الظاهرية ليست مذهبًا فقهيًا حسب, بل هي طريقة في التفكير, قد ارتضاها أصحابها لأنفسهم , لا لجمودهم وحرفيتهم, ولا لضيق نظرهم وتفكيرهم, وإنما لبراهين عقلية تقرَّرت عندهم, وترجحت لديهم, بشواهد من الكتاب والسنة !
فالظاهرية تخفي وراءها نزعة عقلية , يمكن رصد بعض أبعادها من خلال ملاحظة عوامل التكوين الفكرية والعلمية لأئمتها, ودراسةِ تراثها المتميز بالأصلالة والتنوع والإبداع).
ثم قال ص40: (من هنا فإنني أستطيع أن أقول : إن ابن حزم كان (ظاهريًا) في فهم الحب , وكان (ظاهريًا) في علاجه ـ أيضاَ ـ , وظاهريته في الحالتين (ظاهرية عقلية) , تبطل العلل , وتبتعد عن الجانب المعنوي والروحي).
ثم قال ص40: ( أمَّا شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيميَّة النُّميري (728هـ), فإنه عالج موضوع (الحب) [و] لم يقف عند (ظاهر) ما يجوز وما لا يجوز, بل نفذ إلى أعماق القلوب ليربط تصوراتها وإراداتها , بالمعاني الإيمانية العظيمة التي دلَّت عليها نصوص الكتاب والسنَّة, على هدىً من فهم مقاصدها وأسرارها, وإدراكٍ لما يتعلق بتلك التصورات والإرادات من عللٍ وأسباب.
وهو في ذلك ـ كلِّه ـ مستند إلى منهجه (السلفي الأثري…) في التمسك بالكتاب والسنة وفهم سلف الأمة , وإعمال العقل في إدراك حقائق الشَّرع والقدر, وإثبات العلل والمناسبات والأسباب, بربَّانية خاشعة, ورقَّة بالغة, وروحانية صافية, وبصيرة نافذة, وقلب ملؤه الإخلاص والإنابة وصدق التوجُّه إلى الله تعالى , والانكسار بين يديه.
وقد أشار العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري إلى هذا الفرق بين الإمامين في معالجة العشق , فقال عن تطبيب ابن حزم ـ رحمه الله ـ : (ولم يَبْلغ شَأوَ شيخ الإسلام في تطبيبه ). (كيف يموت العُشَّاق؟ ص183)..).
5ـ شخصية ابن حزم وأخلاقه.
ومما جاء تحت هذه النقطة.
قول المحقق ـ حفظه الله ـ ص57: و(أستطيع الزعم بأنَّ هذا الكتاب كما هو كتاب حبٍّ, فهو ـ أيضًا ـ كتاب سيرة وذكريات واعترافات شخصية, وهو ـ أيضًا ـ كتاب أخلاق وقيم.
لهذا تجدني أكرر ما ذكرته في مقدمة كتابه الآخر[ص20] : (الأخلاق والسير) من أنَّه يمكن استخراج كثير من الفوائد منه, خاصَّة فيما يتعلَّق بشخصية ابن حزم وحبِّه للحق والعدل والصِّدق , وبغضه الشديد للباطل والظُّلم والكذب).
وقال ـ حفظه الله ـ في شخصية ابن حزم ـ رحمه الله ـ ص 59: (وقد اتصف ابن حزم بخصلتين جُبل عليهما , هما الوفاء وعزة النفس, وكل واحدة من هاتين السَّجيَّتين تدعو لنفسها, فالوفاء يدعو إلى الثبات وعدم التلون والنسيان, وعزة النفس لا تقرُّ الضيم, وتهتم بأقل ما يرد عليها من تغير المعارف, فتدعو ـ بطبيعة الحال ـ إلى الهجر والنسيان …).
ـ 4 ـ
ثم ذكر المحقق ـ حفظه الله ـ في : مقدمة التَّحقيق , ما يأتي :
1ـ وصف النسخة الخطية:
قال المحقق ص87: (للكتاب نسخة خطية وحيدة , يحتفظ بها قسم المخطوطات الشرقية في مكتبة جامعة ليدن , في هولندة, في مجلد لطيف , تحت الرقم: (927).
وقد اطلعتُ عليها في المكتبة المذكورة , وكتبتُ الوصف التَّالي لها…).
ثم ذكر الوصف.
وقال عن النَّاسخِ ص88: ( وهكذا أغفل النَّاسخ اسمه, رغم أنَّه قام بعمل خطير في اختصار الكتاب , وتصغير حجمه).
وقال عن خط النسخة ص89: (والنسخة مكتوبة بخطِّ نسخٍ مشرقيٍّ).
2ـ توثيق نسبة الكتاب لابن حزم:
قال المحقق ص 89: ( نسبة هذا الكتاب إلى مصنِّفه : الإمام ابن حزم , نسبة أكيدة, لا يداخلها شكٌّ, والأدلة على ذلك كثيرة جدًا… ).
وقال أيضًا ص 90: ( وقد اطَّلعت على ترجمة ابن حزم في مصادرَ كثيرةٍ ـ أندلسيَّةً ومشرقيَّةٍ ـ فلم أجد أحدًا ممَّن ترجم له, ذكر كتابه هذا بين ما ذكر له من مؤلفاتٍ ـ باستثناء الفيروزءابادي,….. , ولعل السَّبب في ذلك يرجع إلى رغبتهم في إماتة ذكر الكتاب , خاصَّة مع ظنِّ بعضهم أنَّ ابن حزم تأخَّر في طلب العلم ـ بناءً على قصَّة باطلةٍ ـ فيكون كتابه هذا مما ألفه قبل ذلك ! ومهما يكن , فإنَّ غير واحد من العلماء صرَّح بنسبة الكتاب لابن حزم منهم :… ).
ثم ذكرهم بتفصيل ونحن نذكرهم بأجمال , وهم:
1ـ الإمام محمد بن عبدالله القضاعي الأندلسي, المعروف بابن الأبَّار (658هـ) , في كتاب (التكملة لكتاب الصِّلة).
2ـ العلامة اللغوي محمد بن يعقوب الفيروزءابادي (871هـ), في كتابه (البلغة في تراجم أئمة النَّحو واللغة), ذكر الكتاب من جملة مؤلفاته.
3ـ الإمام ابن القيم الجوزية (751هـ) في كتابه (روضة المحبين).
4ـ الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي (842هـ), في كتابه (توضيح المشتبه).
5ـ الحافظ مُغُلْطاي (762هـ).
6ـ العلامة أحمد بن علي المَقْرِيُّ (1041هـ), في كتابه ( نفح الطيب من غصن الأندلس الرَّطيب).
3ـ عنوان الكتاب:
قال المحقق ص 95: ( وقد كان العلامة المؤرِّخ الأديب المتفنِّن أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ نفع الله به ـ قد أشار عليَّ ـ عندما حدثته برغبتي في تحقيق هذا الكتاب ـ أن أضيف إلى العنوان كلمة (مختصر) , وقال لي: ( إنَّ تحقيقك للكتاب لا يكتمل حتى تجعل عنوانه : مختصر طوق الحمامة , لأن ما بأيدينا الآن ليس نسخة كاملة , بل هو مختصر, كما صرَّح به ناسخ المخطوط) أو كلامًا نحو هذا ).
ثم قال المحقق ص96: ( وبناءً على ما تقدم , فقد ترجَّح عندي أن يكون عنوان الكتاب هكذا : (مُختصَرُ طَوْقِ الحَمَامَةِ وَظِلِّ الغَمَامَةِ في الأُلْفَةِ وَالأُلَّاَفِ)..).
ثم ذكر معنى هذا العنوان : ( وبهذا يتَّضح مقصود ابن حزم من عنوان كتابه , إذ يشير بجزئه الأول, إلى الحب الثابت , والوفاء الجازم , والمودَّة الأكيدة, التي تلازم صاحبها ملازمة (طوق الحمامة) لها.
ويشير بجزئه الثَّاني , إلى الحبِّ الذي يزول , لنقص في صاحبه , من قلًّةِ وفاءٍ وصدقٍ, أو لأنه لم يكن في أصله إلا (ضربًا من الشَّهوةِ) , فهذا مثل (ظلِّ الغمامة) لا يدوم بل يسرع انقضاؤه.
وتمام العنوان يوضِّح أن موضوع الكتاب ليس فقط في (العشق) , وإنما هو أعمُّ, فيشمل جنس المحبة والمودَّة والتآلُف… ).
4ـ تاريخ التأليف:
5ـ طبعات الكتاب السَّابقة:
وذكر أن المستشرق الهولندي رينهارت دوزي, أول من اكتشف النسخة الخطِّية المختصرة من: (طوق الحمامة), وعرَّف بها في (فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة جامعة ليدن… ).
ثم ذكر تعريف موجز بتلك الطبعات.
6ـ التَّرجمات :
وقد تُرجم الكتاب إلى عدة لغات منها : (الإنجليزية , والروسية , والإيطالية , والفرنسية , والإسبانية , والإنجليزية الثانية, والفرنسية الثانية , والهولندية والتركية). هامش ص106.
ثم قال المحقق ص106هامش : ( وهذه أشهر التَّرجمات , ولعله يوجد ترجمات أخرى لم أعلم بها… ).
7ـ منهج التحقيق:
ذكر فيه المحقق منهجه في إخراج هذا الكتاب , من تنضيد الكتاب , ومقابلته على النسخة الخطيَّة مقابلة دقيقة متأنية , ومقابلته مرة ثانية بعد الانتهاء من التحقيق, وذكر الأخطاء الإملائية في هوامش الكتاب , والاحتفاظ بجملة كبيرة من تعليقات الأستاذ إحسان عباس, وكذلك تصحيحات الأستاذ محمود محمد شاكر ـ رحمه الله ـ , لبعض كلمات وعبارات الكتاب في قائمة أوردها الدكتور إحسان عبَّاس كاملة, وكذلك خرَّج أحاديث الكتاب تخريجًا موجزًا , وعلق على مواضع في الكتاب , ظهر للمحقق أنَّ المصنف ـ رحمه الله ـ قد جانب الصَّواب فيها , وكذلك قد صنع للكتاب فهارس تيسر الانتفاع بمادة الكتاب.
قال المحقق ـ حفظه الله ـ ص109: ( ولقد بذلت جهدًا كبيرًا في خدمة هذا الكتاب , ضبطًا وتحقيقًا وتحريرًا , وأعترف أنني لم أبلغ الغاية , بل إنني لم أحقِّق ما كان في نفسي من ذلك ! ومهما يكن الباحث دقيقًا ومتأنيًا في عمله فلابد أن يقع في أخطاءٍ وأوهام , بَلْهَ ما أنا فيه , ( مِنْ نُبوِّ الدِّيار , والجلاء عن الأوطان , وتبدُّل الأيام , وتغيُّر الإخوان , وفساد الأحوال , والغُرْبة في البلاد, واليأس عن الرجوع إلى موطن الأهل ) , ومدافعة الأمراض , وتحمُّل الأوجاع… ).
وقال أيضًا ص 10: ( وأخيرًا ؛ لابد أن أشكر ناشر الكتاب , الأستاذ أحمد قصيباني ـ وفقه الله ـ على عنايته الفائقة بإخراج الكتاب في أحسن حلة , وصبره على إعادة تصحيح تجاربه مرارًا , وكأنِّي به لم يرضى لنفسه أن تحمل (داره) اسم الإمام (ابن حزم), حتَّى يؤدِّيَ تجاهه بعض ما يجب لمثله من معاني التَّقدير والوفاء , فيعطي كُتُبَهُ حقَّها من حُسْنِ الطِّباعة , وجمال الإخراج , فجزاه الله ـ تعالى ـ على ذلك خير الجزاء ).
وأخيرًا, أقول لعلي وفقت بالتعريف بهذه الطبعة للكتاب, ومن رجع إلى الأصل وجد الكثير مما لم يذكر هنا من فوائد الفرائد.
والحمد لله أولًا وآخرًا , وصلى الله وسلم وبارك على محمد.
ـ 5 ـ
محتويات الكتاب
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ ص135:
( وهيئتها في الإيراد :
[1] أوَّلها هذا الباب الذي نحنُ فيه, وفيه صدر الرسالة, وتقسيمُ الأبواب , والكلامُ في ماهِيَّة الحبِّ.
[2] ثم باب علامات الحُبِّ.
[3] [ثم باب من أحبَّ في النوم].
[4] ثم باب من أحبَّ بالوصف.
[5] ثم بابُ من أحبَّ مِنْ نظرةٍ واحدةٍ.
[6] ثم باب من لا يحب ألا مع المُطاولة.
[7] ثم بابُ من أحب صفة لم يحبَّ بعدها غيرها مما يخالفها.
[8] ثم باب التعريض بالقول.
[9] ثم باب الإشارة بالعين.
[10] ثم بابُ المراسلة.
[11] ثم باب السَّفِير.
[12] ثم باب طي السِّرِّ.
[13] ثم باب إذاعته.
[14] ثم باب الطاعة.
[15] ثم باب المخالفة.
[16] ثم باب العاذل.
[17] ثم باب المساعد من الإخوان.
[18] ثم باب الرَّقيب.
[19] ثم باب الواشي.
[20] ثم باب الوصل.
[21] ثم باب الهَجْرِ.
[22] ثم باب الوفاء.
[23] ثم باب الغَدر.
[24] ثم باب البَيْن.
[25] ثم باب القُنُوع.
[26] ثم باب الضَّنى.
[27] ثم باب السُّلُوِّ.
[28] ثم باب الموتِ.
[29] ثم باب قُبْح المعصية.
[30] ثم باب فَضْلِ التَّعَفُّفِ).
وكتب
خالد بن صالح العراقي
الجمعة : 1من ذي الحجة 1432
28من تشرين الأول 2011
تصنيف: الإمام أبي محمد علي بن حزم الأندلسي (456هـ) رحمه الله.
تحقيق: الشيخ عبد الحق بن ملا حقي التركماني حفظه الله.
الكتاب: في مجلد ويقع في (454) صفحة مع الفهارس.
دار النشر: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع. (1423هـ/2002م).
وهذه نبذة قصيرة في التعريف بكتاب (طوق الحمامة), طبعة دار ابن حزم الأولى تحقيق الشيخ عبد الحق التركماني نفع الله به، ومدى أهمية هذه الطبعة وفضلها على سابقتها من الطبعات.
ـ 1 ـ
نظرة المحقق على العمل أثناء العمل
يقول ص8: (وعندما بدأتُ في العمل في تحقيق هذا الكتاب ؛ خشيت أنْ لا أقدِّم جديدًا ـ سوى تصحيح نصَّه وتحريره , بالمقابلة على نسخته الخطِّيَّة الوحيدة ـ فالدراسات والتحقيقات حول الكتاب ومادَّته كثيرةٌ وواسعةٌ, حتى أنَّني ظننتُ أنَّ ما سأكتبه لن يكون إلا مُعادًا مكرورًا , وتذكَّرت قول كعب بن زهير ـ رضي الله عنه ـ :
مَا أَرَانَا نَقُولُ إلا رَجِيعًا = وَمُعَادًا مِنَ قَوْلِنَا مَكْرُورا ).
ـ 2 ـ
وبعد انتهاء العمل
قال ص8: ( والآن ـ بعدَ أنْ انتهيتُ من خدمة الكتاب ـ يمكنني أنْ أزعم أنَّ في هذه الطبعة الجديدة المحققة , الشَّيء الكثير من الجديد والمفيد, من ذلك:
ـ تصحيح عنوان الكتاب وتكميله.
ـ توثيق نسبة الكتاب إلى ابن حزم من مصدرين هامَّين , أحدهما أندلسي , والآخر مشرقي.
ـ العناية بتخريج أحاديثه , والحكم عليها تصحيحًا وتضعيفًا.
ـ تصديره بدراسةِ شرعيةٍ تهدفُ إلى توضيح بعض مقاصد المؤلِّف ـ رحمه الله ـ , وتصحيح ما أخطأ فيه , والاستدراك عليه بما يشتدُّ حاجة قارئ كتابه إليه…, نصحًا لله تعالى, ولدينه , ولعامة المسلمين , ووفاءً لابن حزم ولما له مِنْ منزلةٍ في القلوب).
ـ 3 ـ
وقد شملت النظرة الشرعية في الكتاب , على ما يأتي:
1ـ هل أخفق ابن حزم في تعريف الحبِّ ؟.
2ـ الحبُّ بين الاضطرار والاختيار.
3ـ مخالفات شرعية بين الحكاية والإقرار.
وتحتها:
ـ التصاوير.
ـ الأشعار.
ـ الاختلاط المحرَّم بين الرجال والنساء.
ـ النظر إلى الاجنبية.
ـ الغناء والمعازف.
4ـ علاج الحبِّ بين الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمهما الله ـ .
ومما جاء تحت هذه النقطة.
قول المحقق ص39: ( يمكنني أن أزعم ـ في ضوء قراءاتي ودراساتي للمذهب الظَّاهري ـ أن الظاهرية ليست مذهبًا فقهيًا حسب, بل هي طريقة في التفكير, قد ارتضاها أصحابها لأنفسهم , لا لجمودهم وحرفيتهم, ولا لضيق نظرهم وتفكيرهم, وإنما لبراهين عقلية تقرَّرت عندهم, وترجحت لديهم, بشواهد من الكتاب والسنة !
فالظاهرية تخفي وراءها نزعة عقلية , يمكن رصد بعض أبعادها من خلال ملاحظة عوامل التكوين الفكرية والعلمية لأئمتها, ودراسةِ تراثها المتميز بالأصلالة والتنوع والإبداع).
ثم قال ص40: (من هنا فإنني أستطيع أن أقول : إن ابن حزم كان (ظاهريًا) في فهم الحب , وكان (ظاهريًا) في علاجه ـ أيضاَ ـ , وظاهريته في الحالتين (ظاهرية عقلية) , تبطل العلل , وتبتعد عن الجانب المعنوي والروحي).
ثم قال ص40: ( أمَّا شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيميَّة النُّميري (728هـ), فإنه عالج موضوع (الحب) [و] لم يقف عند (ظاهر) ما يجوز وما لا يجوز, بل نفذ إلى أعماق القلوب ليربط تصوراتها وإراداتها , بالمعاني الإيمانية العظيمة التي دلَّت عليها نصوص الكتاب والسنَّة, على هدىً من فهم مقاصدها وأسرارها, وإدراكٍ لما يتعلق بتلك التصورات والإرادات من عللٍ وأسباب.
وهو في ذلك ـ كلِّه ـ مستند إلى منهجه (السلفي الأثري…) في التمسك بالكتاب والسنة وفهم سلف الأمة , وإعمال العقل في إدراك حقائق الشَّرع والقدر, وإثبات العلل والمناسبات والأسباب, بربَّانية خاشعة, ورقَّة بالغة, وروحانية صافية, وبصيرة نافذة, وقلب ملؤه الإخلاص والإنابة وصدق التوجُّه إلى الله تعالى , والانكسار بين يديه.
وقد أشار العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري إلى هذا الفرق بين الإمامين في معالجة العشق , فقال عن تطبيب ابن حزم ـ رحمه الله ـ : (ولم يَبْلغ شَأوَ شيخ الإسلام في تطبيبه ). (كيف يموت العُشَّاق؟ ص183)..).
5ـ شخصية ابن حزم وأخلاقه.
ومما جاء تحت هذه النقطة.
قول المحقق ـ حفظه الله ـ ص57: و(أستطيع الزعم بأنَّ هذا الكتاب كما هو كتاب حبٍّ, فهو ـ أيضًا ـ كتاب سيرة وذكريات واعترافات شخصية, وهو ـ أيضًا ـ كتاب أخلاق وقيم.
لهذا تجدني أكرر ما ذكرته في مقدمة كتابه الآخر[ص20] : (الأخلاق والسير) من أنَّه يمكن استخراج كثير من الفوائد منه, خاصَّة فيما يتعلَّق بشخصية ابن حزم وحبِّه للحق والعدل والصِّدق , وبغضه الشديد للباطل والظُّلم والكذب).
وقال ـ حفظه الله ـ في شخصية ابن حزم ـ رحمه الله ـ ص 59: (وقد اتصف ابن حزم بخصلتين جُبل عليهما , هما الوفاء وعزة النفس, وكل واحدة من هاتين السَّجيَّتين تدعو لنفسها, فالوفاء يدعو إلى الثبات وعدم التلون والنسيان, وعزة النفس لا تقرُّ الضيم, وتهتم بأقل ما يرد عليها من تغير المعارف, فتدعو ـ بطبيعة الحال ـ إلى الهجر والنسيان …).
ـ 4 ـ
ثم ذكر المحقق ـ حفظه الله ـ في : مقدمة التَّحقيق , ما يأتي :
1ـ وصف النسخة الخطية:
قال المحقق ص87: (للكتاب نسخة خطية وحيدة , يحتفظ بها قسم المخطوطات الشرقية في مكتبة جامعة ليدن , في هولندة, في مجلد لطيف , تحت الرقم: (927).
وقد اطلعتُ عليها في المكتبة المذكورة , وكتبتُ الوصف التَّالي لها…).
ثم ذكر الوصف.
وقال عن النَّاسخِ ص88: ( وهكذا أغفل النَّاسخ اسمه, رغم أنَّه قام بعمل خطير في اختصار الكتاب , وتصغير حجمه).
وقال عن خط النسخة ص89: (والنسخة مكتوبة بخطِّ نسخٍ مشرقيٍّ).
2ـ توثيق نسبة الكتاب لابن حزم:
قال المحقق ص 89: ( نسبة هذا الكتاب إلى مصنِّفه : الإمام ابن حزم , نسبة أكيدة, لا يداخلها شكٌّ, والأدلة على ذلك كثيرة جدًا… ).
وقال أيضًا ص 90: ( وقد اطَّلعت على ترجمة ابن حزم في مصادرَ كثيرةٍ ـ أندلسيَّةً ومشرقيَّةٍ ـ فلم أجد أحدًا ممَّن ترجم له, ذكر كتابه هذا بين ما ذكر له من مؤلفاتٍ ـ باستثناء الفيروزءابادي,….. , ولعل السَّبب في ذلك يرجع إلى رغبتهم في إماتة ذكر الكتاب , خاصَّة مع ظنِّ بعضهم أنَّ ابن حزم تأخَّر في طلب العلم ـ بناءً على قصَّة باطلةٍ ـ فيكون كتابه هذا مما ألفه قبل ذلك ! ومهما يكن , فإنَّ غير واحد من العلماء صرَّح بنسبة الكتاب لابن حزم منهم :… ).
ثم ذكرهم بتفصيل ونحن نذكرهم بأجمال , وهم:
1ـ الإمام محمد بن عبدالله القضاعي الأندلسي, المعروف بابن الأبَّار (658هـ) , في كتاب (التكملة لكتاب الصِّلة).
2ـ العلامة اللغوي محمد بن يعقوب الفيروزءابادي (871هـ), في كتابه (البلغة في تراجم أئمة النَّحو واللغة), ذكر الكتاب من جملة مؤلفاته.
3ـ الإمام ابن القيم الجوزية (751هـ) في كتابه (روضة المحبين).
4ـ الإمام ابن ناصر الدين الدمشقي (842هـ), في كتابه (توضيح المشتبه).
5ـ الحافظ مُغُلْطاي (762هـ).
6ـ العلامة أحمد بن علي المَقْرِيُّ (1041هـ), في كتابه ( نفح الطيب من غصن الأندلس الرَّطيب).
3ـ عنوان الكتاب:
قال المحقق ص 95: ( وقد كان العلامة المؤرِّخ الأديب المتفنِّن أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ نفع الله به ـ قد أشار عليَّ ـ عندما حدثته برغبتي في تحقيق هذا الكتاب ـ أن أضيف إلى العنوان كلمة (مختصر) , وقال لي: ( إنَّ تحقيقك للكتاب لا يكتمل حتى تجعل عنوانه : مختصر طوق الحمامة , لأن ما بأيدينا الآن ليس نسخة كاملة , بل هو مختصر, كما صرَّح به ناسخ المخطوط) أو كلامًا نحو هذا ).
ثم قال المحقق ص96: ( وبناءً على ما تقدم , فقد ترجَّح عندي أن يكون عنوان الكتاب هكذا : (مُختصَرُ طَوْقِ الحَمَامَةِ وَظِلِّ الغَمَامَةِ في الأُلْفَةِ وَالأُلَّاَفِ)..).
ثم ذكر معنى هذا العنوان : ( وبهذا يتَّضح مقصود ابن حزم من عنوان كتابه , إذ يشير بجزئه الأول, إلى الحب الثابت , والوفاء الجازم , والمودَّة الأكيدة, التي تلازم صاحبها ملازمة (طوق الحمامة) لها.
ويشير بجزئه الثَّاني , إلى الحبِّ الذي يزول , لنقص في صاحبه , من قلًّةِ وفاءٍ وصدقٍ, أو لأنه لم يكن في أصله إلا (ضربًا من الشَّهوةِ) , فهذا مثل (ظلِّ الغمامة) لا يدوم بل يسرع انقضاؤه.
وتمام العنوان يوضِّح أن موضوع الكتاب ليس فقط في (العشق) , وإنما هو أعمُّ, فيشمل جنس المحبة والمودَّة والتآلُف… ).
4ـ تاريخ التأليف:
5ـ طبعات الكتاب السَّابقة:
وذكر أن المستشرق الهولندي رينهارت دوزي, أول من اكتشف النسخة الخطِّية المختصرة من: (طوق الحمامة), وعرَّف بها في (فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة جامعة ليدن… ).
ثم ذكر تعريف موجز بتلك الطبعات.
6ـ التَّرجمات :
وقد تُرجم الكتاب إلى عدة لغات منها : (الإنجليزية , والروسية , والإيطالية , والفرنسية , والإسبانية , والإنجليزية الثانية, والفرنسية الثانية , والهولندية والتركية). هامش ص106.
ثم قال المحقق ص106هامش : ( وهذه أشهر التَّرجمات , ولعله يوجد ترجمات أخرى لم أعلم بها… ).
7ـ منهج التحقيق:
ذكر فيه المحقق منهجه في إخراج هذا الكتاب , من تنضيد الكتاب , ومقابلته على النسخة الخطيَّة مقابلة دقيقة متأنية , ومقابلته مرة ثانية بعد الانتهاء من التحقيق, وذكر الأخطاء الإملائية في هوامش الكتاب , والاحتفاظ بجملة كبيرة من تعليقات الأستاذ إحسان عباس, وكذلك تصحيحات الأستاذ محمود محمد شاكر ـ رحمه الله ـ , لبعض كلمات وعبارات الكتاب في قائمة أوردها الدكتور إحسان عبَّاس كاملة, وكذلك خرَّج أحاديث الكتاب تخريجًا موجزًا , وعلق على مواضع في الكتاب , ظهر للمحقق أنَّ المصنف ـ رحمه الله ـ قد جانب الصَّواب فيها , وكذلك قد صنع للكتاب فهارس تيسر الانتفاع بمادة الكتاب.
قال المحقق ـ حفظه الله ـ ص109: ( ولقد بذلت جهدًا كبيرًا في خدمة هذا الكتاب , ضبطًا وتحقيقًا وتحريرًا , وأعترف أنني لم أبلغ الغاية , بل إنني لم أحقِّق ما كان في نفسي من ذلك ! ومهما يكن الباحث دقيقًا ومتأنيًا في عمله فلابد أن يقع في أخطاءٍ وأوهام , بَلْهَ ما أنا فيه , ( مِنْ نُبوِّ الدِّيار , والجلاء عن الأوطان , وتبدُّل الأيام , وتغيُّر الإخوان , وفساد الأحوال , والغُرْبة في البلاد, واليأس عن الرجوع إلى موطن الأهل ) , ومدافعة الأمراض , وتحمُّل الأوجاع… ).
وقال أيضًا ص 10: ( وأخيرًا ؛ لابد أن أشكر ناشر الكتاب , الأستاذ أحمد قصيباني ـ وفقه الله ـ على عنايته الفائقة بإخراج الكتاب في أحسن حلة , وصبره على إعادة تصحيح تجاربه مرارًا , وكأنِّي به لم يرضى لنفسه أن تحمل (داره) اسم الإمام (ابن حزم), حتَّى يؤدِّيَ تجاهه بعض ما يجب لمثله من معاني التَّقدير والوفاء , فيعطي كُتُبَهُ حقَّها من حُسْنِ الطِّباعة , وجمال الإخراج , فجزاه الله ـ تعالى ـ على ذلك خير الجزاء ).
وأخيرًا, أقول لعلي وفقت بالتعريف بهذه الطبعة للكتاب, ومن رجع إلى الأصل وجد الكثير مما لم يذكر هنا من فوائد الفرائد.
والحمد لله أولًا وآخرًا , وصلى الله وسلم وبارك على محمد.
ـ 5 ـ
محتويات الكتاب
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ ص135:
( وهيئتها في الإيراد :
[1] أوَّلها هذا الباب الذي نحنُ فيه, وفيه صدر الرسالة, وتقسيمُ الأبواب , والكلامُ في ماهِيَّة الحبِّ.
[2] ثم باب علامات الحُبِّ.
[3] [ثم باب من أحبَّ في النوم].
[4] ثم باب من أحبَّ بالوصف.
[5] ثم بابُ من أحبَّ مِنْ نظرةٍ واحدةٍ.
[6] ثم باب من لا يحب ألا مع المُطاولة.
[7] ثم بابُ من أحب صفة لم يحبَّ بعدها غيرها مما يخالفها.
[8] ثم باب التعريض بالقول.
[9] ثم باب الإشارة بالعين.
[10] ثم بابُ المراسلة.
[11] ثم باب السَّفِير.
[12] ثم باب طي السِّرِّ.
[13] ثم باب إذاعته.
[14] ثم باب الطاعة.
[15] ثم باب المخالفة.
[16] ثم باب العاذل.
[17] ثم باب المساعد من الإخوان.
[18] ثم باب الرَّقيب.
[19] ثم باب الواشي.
[20] ثم باب الوصل.
[21] ثم باب الهَجْرِ.
[22] ثم باب الوفاء.
[23] ثم باب الغَدر.
[24] ثم باب البَيْن.
[25] ثم باب القُنُوع.
[26] ثم باب الضَّنى.
[27] ثم باب السُّلُوِّ.
[28] ثم باب الموتِ.
[29] ثم باب قُبْح المعصية.
[30] ثم باب فَضْلِ التَّعَفُّفِ).
وكتب
خالد بن صالح العراقي
الجمعة : 1من ذي الحجة 1432
28من تشرين الأول 2011