فى حَديقتهِ ...
آهٍ...
تَخْرُجُ مَحْشُوةٌ بتفاصيلٍ لا حصرَ لهاَ ..
إذنْ ..
كيفَ أكتبكِ فى سطورٍ يا حديقةِ الحدائقْ ..
وَهَلْ يُمكنَها الحروفُ
أنْ تَنْطِقُ بما تراهُ العيونْ..
بما تَرَاُه وَتَحّسُه الرُّوحْ..
ها هى التفاصيلُ تَجْتَاحُنى..
آهٍ ...
لا أَجُد من سندٍ
إلا هذَا القوامُ الفارعُ..
الْقَوَامُ الذى دَاهمنِى خِفْيَةً
قَبْلَ رُؤياه بزمنٍ بعيدٍ ..
الْقَوَامُ الذى تَحدّثتْ عنهُ جنياتِ البحرِ
وجميلاتِ ألفُ ليلةٍ وليلةْ
وكنوزهنّ الْثريّة..
الْقَوَامُ الذى تَسْكُنه الأُنثى الجنّية
التِى تَخْرُجُ مِنْ بَحْرِهَا فى دلالٍ طاغٍ
لِتَنْطِقْ عُيونَها
هِيتَ لَكْ...
افرِدْ جَنَاحَكَ يا فَتى..
خُذْ مِنْ حَكَايَا الليّلِ أَوْجَاعِى
خُذْ من بريدِ الصبحِ دَهْشَتَهُ..
وأدخلْ مفازةَ جَنّتى..
فأنَا دَخَلْتُكَ بَغْتَةً
وَسَرِقْتُ رُوحكَ مرتيّنْ
أنَا غَيْمَةٌ..
وَقَدْ اصطفيتكَ يَا عصىّ
فاخْلَعْ قميصكَ
وأدنْ من غُصنى الطّرى ...
هذى كُنوزُ عَوَاصِمِى..
فَتّشْ..
وَمُرْ بيدّيكَ..
فَكّ ضَفَائِرى
واحذْر شُموس يا شَقىّ..
أيَّتها الجِنيّه..
كيفَ للْشَقِىّ العاشقِ أنْ يَحْذَرْ
وهوَ المشدودُ إلى وَتَرِ الحكايَا..
هو المكبّلُ بقيودِ فتنتكِ الطّاغيةْ..
كيفَ...كيفَ..
وهو الذى قالَ فى سطور شعرهِ:
دَاهَمتنْى عَتْمَةٌ
قَالتْ:-
أبيضَّ شَعْرُكَ..
صِرْتَ عَجُوزاً..
تَلَفتُّ حولى...
لا شئَ...
لا شئَ ...
بعدهَا لمْ يَمْلِكْ سوى أن ينطلق إلى البحرِ بَحْثاً عن جَنّيتهِ..
حَدِيقتهِ..
نادى كَثيراً كَثيراً..
فجأةٌ تَخْرُجِينَ...
تفردينَ أعضاءكِ...
تَنٍْشُدِينَ للبستانى العاشقْ:
طوعُ أَمْرِكَ..
صَبْوتِى وجنونىِ..
فى حديقتِى سَتَكْتُبُ..
وفى عيونى.. حَتْماً
تَقِيمُ!
خَاتِمةْ..
لحديقتهِ يقولُ البستانىُّ العْاشَقُ:
يا حديقةِ ربّ الأربابْ..
ما أجملكِ.. ما أبهاكِ..
يا كنز الكنوزْ..
يا خبيئةَ المصرى القديمِ..
وأعذب أناشيدهِ..
ما أشهى حروفكِ البِكرْ..
ما أروع تفاصيلكِ..
يا حديقة ربّ الأربابْ
عيناكِ واحتى،
موسيقَا شَجَنِى.
عيناكِ مِنْحَةَ منانٍ عطوفٍ ..
منحةَ خالقِ الملكوتْ.
- من كتاب العشق
محمود مغربى
.
زاهي خميس