مصطفى القلعي - الكلب الذّكر والكلبة الأنثى

"الكلب الذّكر والكلبة الأنثى: نهمس في أذن النّائبة (وهي في العربيّة المصيبة) التي شتمت رفيقنا منجي الرّحوي بنعته بصفة الكلب بأنّنا ندعوها إلى الانتباه إلى ضرورة تقنين مهنة الاتّجار في الكلاب لأنّها مهنة ظلّت هامشيّة في سوق المنصف باي.. فلا بأس من سنّ قانون ينظّمها ويضع سقفا لثمن الكلب الذّكر والكلبة الأنثى باعتبار جملة من مقاييس التثمين والتعيير. ومنها: مقياس السّلامة من داء الكَلَب وكثرة النّباح وسرعة اللّقاح وقِصر مدّته اتّقاء لعراك الذّكور. بعض الكلبات يمتدّ لقاحُها وتجمُّع الذّكور حولها أسبوعا بحاله فيتعب صاحبها من هشّ الذّكور ويتأذّى العابرون إذ الصّبوة إلى نكاح الأنثى يلهب عدوانيّة الذّكور فينكرون حتى أصحابهم ومواليهم فيعملون فيهم أنيابهم إذ يبدو أنّ الغلمة أشدّ من الألفة والوفاء عند الكلاب. والكلاب ذكورهم وإناثهم في ذلك يعبثون بالأخلاق الحميدة فتراهم يمارسون الدزّ والرصّ والرّهز جهارا وأعضاؤهم مكشوفة يتقاطر منها ما لا يجب ذكره والجميع يسترقون النّظر ويبلعون ريقهم خجلا.
ولن يعزّ على النّائبات بالمعنى المذكور أعلاه سنّ هذا القانون احتراما للأخلاق الحميدة ومنعا للفتنة وتكريسا لفصل الأنثى عن الذّكور. ولهم في الأغلبيّة عزوة وحصانة وشرعيّة. فالكلبة الأنثى متى صبئت واغتلمت جُنّت بشهوة النّكاح فتنادى حولها الذّكور واجتمعوا وجامعوها في كلّ وقت وحين. فكانت واحدة وهم كثر لا يكاد أحدهم ينزل عن ظهرها حتى يصعد الآخر. وهي تستلذّ ولا تشبع ولا تكفّ في طلبهم إلى مجامعتها حتى يستحي صاحب الكلبة من كلبته فهي تنسب إليه حين يقال هذه كلبة فلان يجتمع حولها الكلاب الذّكور فتهلكهم نكاحا إذ يتعبون ولا تتعب. فيضحك الآخرون من صاحب الكلبة خفية وجهارا فلكأنّه في مكانها.
وعلى النّائبات أن يضمنّ لقانونهنّ الفاعليّة بإجراءات تكفل التزام الكلاب بأخلاق الكلاب من غير الكلاب إذ كلابهم غير كلابنا. فكلابهم نوائب ونائبات وكلابنا حدّد معناها النّائبان المناضلان منجي الرّحوي ومراد العمدوني. فهذا حديث الكلاب.. وإن عدتم إليه عدنا. ولنا فيه ما نزيد"
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...