1
ـ الجنس في البيت النبوي .. وعائشة
كانت عائشة عذراء، حين تزوجها النبي، والأمر طبيعي حتماً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار سنّها آنذاك. بالمقابل كانت كلّ نسائه الأخريات غير عذراوات حين تزوج بهن - باستثناء مارية القبطية التي لا نمتلك معلومات دقيقة حول بكارتها - وكان لبعضهن أكثر من تجربة. ورغم أنّ زواج رجل بامرأة عذراء مسألة أكثر من عادية، فقد كان ذلك شغل عائشة الشاغل: الشيء الأبرز (وربما الأوحد) التي استطاعت أن تتباهى به على غيرها من نساء النبي.
من هذا الإنشغال الهاجسي بالعذرية، ذلك النص الذي أورده الطبري في تاريخه(1)، والذي تقول فيه عائشة: "تزوجني بكراً: لم يشركه فيّ أحد من الناس، وكان يأتيه الوحي وأنا وهو في فراش واحد"؛ وفي السمط الثمين(2) يروى عنها قولها: "إنني لأفخر على أزواج النبي (ص) بأربع: ابتكرني ولم يبتكر غيري..". وفي تفسير ابن كثير(3)، يقال: "لم ينزل على رسول الله (ص) الوحي في فراش امرأة سواها.. قال بعض العلماء: لأنه لم يتزوج بكراً سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه". - لكننا لم نفهم سر العلاقة بين جبريل والعذرية!!!
كانت عائشة، كما لاحظنا في فصل أم سلمة، تشبه جسدها بمزرعة - أو حقل أو ما شابه - لم يؤكل منها، وأجساد نساء النبي الأخريات بمزارع رعيت، وتسأل النبي بعدها: أين كنت ترتع بعيرك؟: "قالت: يا رسول الله! أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أُكل منها، ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال: في الذي لم يرتع منها. تعني أن رسول الله (ص) لم يتزوج بكراً غيرها"(4). - لكن ما الذي تعنيه ببعير رسول الله؟
يتبع ..