منذ التقيتك
ما عدتُ أنتمي لهذا العالم
ما عادت الساعات ساعاتي
ولا الأيّام تشغلني
كيف تشغلني وأنت تسكنين أفكاري ؟
وتعيشين بإحساسي
تتنفّسينني
وتقذفين بي في جزرك العجائبية
منذ عرفتك
صار الناس يمرّون بي من خلف زجاج
لا هم من عالمي ولا أنا منهم
لا دنياي دنياهم
ولا ديني من دينهم
لا شيء يربطني بهم ما دُمتِ تقفين لي بالمنتصف
تقفين بيني وبين أشيائي
وقد صرتِ كل أشيائي
تُوَسوِسين لي بصلاتي
وتتلبّسين دعائي
تظهرين لي في كل الوجوه
كأجمل هلاوسي
تهمسين لي بدفءٍ مع كل قطرة مطر تسقط عليّ
وتنبتين لي كياسمينة بين كل نهدين مغرورين
بكل لوحة أراك
وفي كل لحن أسمعك
وأيّة أغنية حب هي بالنسبة لي عنك
أنا طفلك
وحبيبك
وزائر موطنك التّعب
أنا المهاجر إليك
والسّاكن فيك
أنا الذي على باب قصرك واقفٌ
أرسم قلباً وأكتب فيه أول حروف إسمك
أضع رجائي بأعتابك
وأُناجيك :
إنّي على بابك واقفٌ،
فافتحي، وخذيني إليك
لهم دينهم وأنت لي دين..
فهل يا أطيب قلبٍ للقلب السائل تفتحين ؟
.
صورة مفقودة