مقتطف من رواية
......................................
(لم تكن فيكتوار وأمها الوحيدتَين اللتَين تُضرمان رغبتَيهما المستكنّتَين بما يسمحُ للشَرَر المتطايرِ أن يُحييَهما. ثمةَ فتيات خادمات كانَ حضورهن وحده يمخّض حَشاي كمٍحراثٍ يفلعُ تُربةً. الجديداتُ فحسبُ هنّ من يولينَني اهتماماً. فقد كبرُنَ غير مكترثاتٍ بقوةِ العادة. وأنا لا أزالُ صغيراً، انزعجَ بعضهن حين رأينَ ما بي من قوةٍ مُجَمّدة. بعضهن طافَت عيونُهن. من ثمّ هَرولن، مرتعباتٍ؛ أو ضحكنَ فقط. واحدةٌ منهن، مرة، أدركَت ما كانَ يدورُ بداخلي. فتاةٌ بطيئةٌ طويلة، بيدَين متوانيتَين. غسّالة. حين لا يكون ثمة أحدٌ في الغرفة، تنتصبُ أمامي من دونِ أن تقولَ كِلمة. يعتمُ وجهُها. تدعُ الزمنَ يمرّ. ثم تفتح عندئذٍ فخذَيها تماماً. اعتادَت أن تعودَ وتفعلَ ذلك مرتَين أو ثلاثاً في اليوم. تنظرُ حولها في الغرفة. تفردُ شَعرها بيدٍ واحدة. لم تمَسّني قطّ بطرفِ كُمّها في الأشهرِ الستة التي ظلّت بها في المزرعة. ذاتَ صباح، وأثناء الحصادِ، والجميعُ في الحقول، ظهرَت كالمعتادِ وجاءت فزرعَت نفسَها أمامي. وفي بالها شيءٌ ما. هزّت رأسَها كمَن يقول لا. كانت تسخَنُ عبرَ سؤالٍ عويص. وعلى نحوٍ أخرقَ رفعَت جونلتها كاشفةً عن رابيتِها. رابيةٌ بديعةُ الجمالِ بلونٍ بنيّ خفيف، محدّبةٌ لَحِيمة. كانت تلبسُ جَورباً قطنياً رمادياً مرفوعاً بحِبال. أنزلَت الفتاةُ الجونلة؛ ثم سارت، وهي تكلّم نفسَها: "عليّ أن أرى أينَ وَضعتُ الحليبَ". بعدَ ثلاثةِ أيام، غادرَت المزرعةَ، فقد تسلّمَت رسالةً.
.
صورة مفقودة
Darin Ahmad