تانيا جعفر الشريف - جسد المرأة ... حق شخصي أم دعوة الى الرذيلة ؟

كتبت السيدة بيان صالح والسيد سميرحميد موضوعين في غاية الاهمية والخطورة يندرجان ضمن غاية واحدة تتمثل بالدعوة العلنية لرفع القيود عما أسمياه بالحق التاريخي والسيكولوجي للمرأة بإقامة علاقات جنسية خارج نطاق الزوجية سواء قبلها أو أثناءها أو بعدها...
تنبغي الاشارة أولا وحتى لايظلمني أحد بالتطرف والتعصب والانغلاق على الذات إلى إنني مع المرأة في المساواة المطلقة مع الرجل ولكن بحدود المباح من الافعال والمسموح به شرعا وعرفا فلها وعليها حق أن تكون وتصبح كما الرجل بدون تمييز .هي واكبت الرجل في مسيرته بسراءها وضراءها والامتيازات غنيمة العمل المشترك بينهما ولا ينبغي بعد كل هذا الجهاد المشترك أن تقسم على إن في الامر سيد وعبد .
أنا مع كل من يقول إن مجتمعاتنا مجتمعات رجولية تغمط حق المرأة دون مسوغ .لماذا لإننا في الأمر تحكمنا وتتحكم بنا أعراف سالفة أبتلينا بها ولا يجرؤ صاحب القرار (الرجل) الى البوح ببطلانها لأعتبارات عديدة منها للأسف كونه رجل والاعراف السائدة منحته حضوة على المرأة لا ينبغي له التفريط بها ...
ونحن كمسلمين لم يكن ديننا بمنأى عما يشوب العلاقات الإنسانية من ثغرات فعالجها الشارع المقدس ومنح الجميع حقوقا متساوية وبما يتناسب والتركيبة السيكولوجية للخلق كذكر وأنثى.ولو عدنا تاريخيا إلى بدْء الخلق لوجدنا إن أول عمل أتاه أول مخلوقين في صيرورة الكون كان الممارسة الجنسية بين ادم وحواء والتي أفضت إلى كل هذا الخلق .
أعود إلى اصل الموضوع وهو حق المرأة في الفعل الجنسي مع من تشاء خارج حدود الله .الامر يختلف هنا إختلافا كبيرا جدا فمن قال إن الرجل الذي يفعل الأمر إنه يمارس حقه .
ألبشر هم أسمى المخلوقات وبالتالي ألمفروض إنهم قدوة المخلوقات فحتى الحيوانات والطيور لو تتبعناها مليا نجد إنها تمارس العملية الجنسية فيما بينها يقيود والتزامات مطلقة .من منا لم يشاهد أصغر الطيور وهي العصافير والبلابل فهي تمارس الجنس مع شريك واحد .هل تعرف الطيور إن في الامر حلال وحرام الجواب لا ولكن وتلك هي الحكمة التي على صاحب العقل (الإنسان) مراعاتها إن هناك سمو بالعلاقات الجنسية الانسانية والحيوانية وهو خط أحمر لاحظوا الطيور كيف تشتبك وتتصارع فيما بينها عندما يحاول ذكر غريب انتهاك حرمة أنثاه الى حد الموت والعوق أحيانا ..ماذا يعني هذا ؟
إنه يعني باختصار الى إمتلاك تلك الحيوانات الصغيرة الى ما يعرف بالغيرة على جزء أمسى مكملا له بموجب الغريزة على اختلاف طبيعتها .هذا في سائر المخلوقات فكيف هي وكيف يجب أن تكون بين أسمى هذه المخاليق كما يفترض وهو الانسان ..
موضوع العلاقات الجنسية موضوع شائك ومعقد لبني البشر ولكنه أيضا ينظر اليه للأسف نظرة تطرفية مبالغ بها...ثم إننا أمسينا لانفرق بين حق يمارسه الرجل ويمنع على المرأة وهو حق مشروع ومباح ومحلل وبين خطأ وابتذال يأتيه الرجل فتعتبره المرأة حقا مساويا لها وعليها أن تمارسه أسوة بالرجل ..
متى كانت العلاقات الجنسية بغير الزواج حقا يمارسه الرجل لتطالب به المرأة أسوة به.
المرأة كيان نبيل ومن الرائع أن يرتبط شرف الرجل به متى ما حافظ هو أيضا على شرفه الذي ينبغي أن يكون حصينا قبل أن تثأر كرامته لو تجاوزت المرأة هذا البعد الإنساني الراقي .
ثم إن المرأة متى ما مارست هذا السلوك الجنسي بدون قيود قبل الزواج أو أثنائه فقدت بعدا نفسيا ساميا ومهما يتمثل بفقدها متعة الممارسة الجنسية على الامد القادم (في أمريكا حكمت إحدى المحاكم الفدرالية لسيدة فقدت متعة التقبيل بحادث سير عرضي بملايين الدولارات ) فكيف إذا فقدت المرأة متعة الشعور بلذة الجنس المقدسة ..
أما ما ذهب إليه ألاخ سمير والأخت بيان فهو صراحة ليس مطالبة بحق بقدر ما هي دعوة للمجون وحل للروابط الاجتماعية ناهيك عن كونها رسالة مفادها الدعوة الى فك الارتباط الروحي بين الرجل والمرأة كشريكين خالصين في بناء إجتماعي رصين يتمثل بالعلاقة الزوجية وما يتمخض عنها من توابع بمجملها نبيلة وراقية ..
طبعا أنا أتحدث بواقع أفترض إنه مسلم أما سائر الديانات السماوية الاخرى فلها أحكامها التي ربما أجهلها تفصيلا .وإن كنت أجزم أن ليس فيها ما يدعو إلى القول إن جسد المرأة أو الرجل هو حق شخصي مطلق له يحق له بمقتضاه التصرف به ومع من يشاء وبالكيفية التي يرتأي إذ لابد من ضوابط تحكم العملية الجنسية وحدود لممارستها .من الرجل والمرأة على حد سواء أما القول إن ممارسة الرجل للجنس خارج الزوجية يعطي الحق للمرأة ذلك الحق وفق مبدأ المساواة فليس صحيحا بالمرة لإنه أصلا لم يكن حقا للرجل وبالتالي ليس للمرأة المطالبة بما ليس حقا أما إذا أرادت أن تمارسه انتقاما لخيانة الشريك فهذا شأنها وعلىالرجل أن يراعي أن المرأة الغريبة التي يمارس معها الحب أو الجنس ممكن أن يؤدي بالموازين الالاهية إلى أن تكون زوجته طرفا في علاقة مماثلة مع سواه وعليه انذاك أن يتقبل الأمر .ولي في هذا الأمر مقالا نشر على الحوار أتمنى أن يقرأه من يقرأ هذه المقالة وعنوانه (شرف المرأة وشرف الرجل والسؤال الممنوع)...
ليعذرني الأخ السيد سمير حميد إذا قلت إنه يكذب لو قال إنه يسمح أو يرتضي لزوجته أو أخته أو إبنته أن تقيم علاقة أو علاقات جنسيةمع رجال .لابد أن يثور ويرفض.. تلك سجايانا التي ميزتنا كمسلمين سواء كنا اسلاميين أو علمانيين تحت أي مسمى كان ...
أنا مع من يقول إن الشرف ليس ببكارة تفض والعفة ليس عفة مادون الخصر حصرا وإنما هي عفة الروح والجسد ولكن من حقي السؤال لمن يروج بإباحة الجسد ما هي الحكمة من وضع غشاء البكارة في عمق رحم المرأة أليس ثمة حكمة في الأمر؟ ما هي إذن...؟
لا أزعم المثالية أنا بقدر ما أود الإشارة إلى إن الدين كرم المرأة ولم يمتهنها . ربما كانت بعض الفتاوى الجاهلة حطت من شأن المرأة ونالت منه أضف إلى ذلك إلى أن المرأة إرتضت لنفسها هذا الوضع فصار قاعدة بعد إن بدأ عرفا وجاء القانون الوضعي ليضفي عليه بعدا الزاميا أخضع المرأة له دون الرجل (المقال المرفق)
لا أحد منا مهما كان يرتضي لنفسه أو شريكه أن يكون في وضع جنسي مع اخر لا المرأة ولا الرجل ..هناك أفعال جنسية شتى وقد تكون غريبة لا يسمح كل شخص رجلا كان أو إمرأة بالحديث عنها لخصوصيتها فكيف يرتضي لشريكه ممارستها مع اخر .وبالنسبة للزوجين ألا تفقد مماسة افعال جنسية مع الغير رابطة الحب بينهما على الامد الابعد قليلا على الاقل...
أنا لاأزعم المثالية ولكن تلك فطرتنا التي أفطرنا الله عليها ولا تبديل لخلق الله...
قد أكون مع أن تحب الفتاة ويحب الفتى وأن يختليا خلوة رومانسية ولكن أن يبيحا لنفسيهما كل شيء فلا ...أن يحب رجلا إمرأة تزوجها فبالنتيجة هناك امرأة أحبت رجلا فتزوجته هذا أمر رائع أقبله على نفسي طالما هو مقبول من غيري ولغيري أما أن تكون هناك علاقات غايتها الغريزة بعيدا عن أي هدف بعيد أو قريب فتلك دعوة للرذيلة بغطاء الحق الشخصي بالتصرف بالتجسد على إنه امتياز فردي محض لمالكه التصرف به بالكيفية التي يشاء ومع من يشاء ...
تعمدت إلى عدم الإشارة أو الإستشهاد بالكتاب والسنة لكي لا أتهم بإن نزعتي الإسلامية هي التي أملت علي ارائي وإن كنت لا أنفي عن نفسي تأثري بديني لكن رأيي في هذا الموضوع ناجم عن قناعتي أكثر من أي شيء اخر فالمرأة التي تقيم علاقات جنسية قبل الزواج لا يمكن أن تكون زوجة سعيدة لإنها فقدت الحب إبتداءا ولم يكن في يوم من الأيام غاية لها وقد يكون أمامها عمر طويل فكيف لها أن تقضيه مع عشير لا تحبه إلا إذا حكمت على نفسها بإن تعيش المتألق من سنينها في أحضان شتى ثم تستسلم لوحدتها بعد أن تمسي خريفية الجسد والروح .
وقد تتجه إتجاه" أسوء بعد أن تجد أن سوقها تهرأ وانزوت بعيدا عن أعين أصدقاء وضجيعي الامس فتلجأ الى الانتحار أو إدمان المخدرات في أحسن الاحوال ولنا في ما ال إليه أمر الكثيرات الشهيرات خير دليل .
وأخير إذا كنا نبيح لنفسنا أن نمارس الجنس على إنه حق شخصي لماذا إذن نكفر ونستكثر على الشيعة ممارسته في معادلة زوجية أحد أطرافها على الأقل غير متزوج أثناءها .على الأقل هي ممارسة فيها اتفاق مكتوب أو منطوق وهذا لا يعني بالنسبة لي إني أقر بمشروعية هذا الزواج . إقرأ مقالي في هذا الموضوع (زواج المتعة بين التشريع والبدعة) على الحوار...
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...