بعينين مثقلتين بسحر الألم
يمسك الحب العقب الواحدة
بشفتيه
ساعة الأصيل
فيمسي التبغ وردا
والقطران رحيقا جوريا
والدخان حلما ملموسا
فتشتعل نارا من حمرة الشفاه
فالحب لا يخشى شيئا
ينفث قائلا: تبا
لكم، وبعد
يسعدني ويشرفني
أن أسب محتوى عقولكم
وأحيط سيادتكم
علما
بأن التدخين لا يضر بالصحة
مثلا، كأن:
تدخن وأنت في كوبا
سيجارا واحدا
فتفيد صحة وعيك السياسي
وإن مت تمت حرا
راقيا، تصم بالعار الجبين الرأسمالي
كلامكم لا يقدم ولا يؤخر
.. لِم لا تكتب الشركات: "التدخين يقتل"
على شواهد قبور الضحايا،
بدل أن تزين بها علب السجائر؟!
ثم ينتشي الحب وهو يقبل السيجارة
ويتمثل له البحر أمامه
.. وإن كانت المدينة داخلية!
يبتسم متحسسا قصة شعره المثيرة
.. ويقول:
اتفقنا إذن
.. ولا يبقى بعدُ سوى الحنين
خالصا معتقا
منذ القرن العشرين
هو الحب،
يجلس في مقهى المحطة الأخيرة
فرحا، تتحسس صفحة عنقه
قميص الحب
يمسك بين إصبعيه سيجارة واحدة
بعينين واثقتين دون ذرة ندم
.