لَعلّكِ في اللّجِّ
ولعَلّكِ في الرّجعِ
أو في غَسَقِ اللّيالي
وأنا مع رعاة العزلة
انْتبذتْني الآفاقُ ..
وانْتبَذتْكِ الصّحاري
والبحارُ مثَل وشْم .
تصْدُرُ عَني أحلام
النّهارِ وعنك آهات
الجرح ولغو الياسمين !
أرى الْوَقْتَ دونِي
عِنْدَكِ أخْضر والظلّ
نَدِياً وللجميع إلا
أنا تَهَبينَ نبيذ
الشّوق والخمر والحب
فها أنْتِ ذي..
أمطار وغُيوم !
انْتَبَذْتُ عُرْيَكِ كي
أرانِيَ معك أكثر ..
إنّه الْوَلَهُ الجنوبيّ
كَمْ مِن سُكارى
بِكِ في جَسَدي !
وَمَشْهَدُكِ نارنجة
مُزْهِرَة ولا نصّ أجلى
مِن نَصِّكِ الكونيّ
أمامَ ناظِري !
من أيْنَ لَكِ بكلّ
هذا الشِّعْرِ ..
وفنون السحرِ ؟
لا شَيْءَ يشبهك
ما مِن شَكٍّ !
لَعَلّكِ فاخِتَةٌ..
حانَةٌ بَحْرِيّةٌ أوْ
صَهْوَةُ بُراقٍ .
حتّى أراكِ أكثر
مَحْكومٌ مِنْكِ
عَلَيّ بالسّهَرِ.
إذْ لا أحدَ أجْدَرُ
مِنْكِ بالنّظَرِ..
أُذَكِّرُكِ بِذلِكَ
وأحْلُمُ بك أكثر
عارية كَالنّهْر فأنا
أدُقُّ وما زلت
أدقّ لأِرى الصورَة
جَلِيّةً أمامي
في الْمشيئَةِ
إذْ بِكِ صَبَأْتُ !
إلاّ أنِّ مِنَ المؤكّد
أنِّيَ لا اعلم في
أيّ مَكانٍ هِيَ
الصورة ..أعْني
المكان الْمُفْتَرَضَ..
اَلْمَكانَ الْعَصِيَّ
اللاّمَوْجودَ حَتّى
في أدْغالِ
الْحَكْيِ والأساطيرِ.
أنا خَيْمَةٌ في
البَرْدِ أمْلَتْكِ عليّ
الرِّياح وضمئْت إليك .
ها هُوَ الْماءُ وأنا
اللُّهاثُ فماذا ترين ؟
أنا النّسْرُ..
أُحَوِّمُ عندك بَيْنَ
الْبَطْنِ وَاليَدَيْن .
بِلِسانِكِ الْبَعيدِ
الذي كالخَمْرِ
والنّبيذِ أغْوَيْتِني.
أتَفَحّصُ كُلّ
اللائي ألْتَقي اُفَتِّشُ
عنْكِ في السِّرِّ .
ما زِلْتُ أدُقُّ أترنّم
بِاسْمِكِ أدقّ عليك
الباب ياقصيدتي
و زجاج النوافذ ..
حَيْثُ وَجْهُكِ لي
في اللُّغَةِ كله
جنان الغيب معلقة
وفي الحاضر ..
مُدُنٌ وَكتب وحَدائِق .
أنا أدْلَجْتُ مع
الطّيْرِ أُحَلِّقُ بك
في اللّفْظِ والصّورَةِ.
إذ لا نِدَّ لَكِ في
الكون حيث نهدك
عندي هري قمح
وضحكتك لي ..
لُؤْلؤٌ في الملكوت .
بِلِسانِكِ الفصيح
كَأفْعى أغْوَيْتِني !
أنْتِ الْيَدُ التي
بِالْجودِ أعْرِفُها
وَأنْتِ مَلِيكَتي..
اَلْمَنْعوتَةُ بالْكُلِّ .
محمد الزهراوي أبو نوفل