حين تندفع يداكِ
يا حبيبتي
تجاه يديّ
ماذا تقدمان لي
إذ هما تطيران؟
لماذا تتوقفان فجأة عند فمي
ولماذا أتعرف عليهما دائما
كما لو كنتُ قد لمستهما
الآن ومن قبل
كما لو كانتا قد عبرتا فوق جبيني
وفوق خصري
من قبل أن توجدا؟
.
لقد هفهفت عذوبتهما
فوق الزمن وفوق البحر،
فوق الدخان وفوق الربيع؛
وحين وضعتِ يديك على صدري
عرفتُ فورا
جناحي تلك اليمامة الذهبية
عرفت فورا
ذلك الصلصال
ولون القمح ذاك.
.
لقد تجولت طوال سنوات عمري
بحثاً عنكِ
صعدتُ السلالم
وعبرتُ الطرق
وحملتني القطارات
وأعادتني المياه
واعتقدتُ أنني قد لمستكِ
عندما لمستُ حبات الكرم.
.
ويعيد لي صقيل الخشب فجأة
ملمسكِ إلى ذهني
وتهتف بي شجرة اللوز
بعذوبتكِ الخفية
إلى أن تنغلق يداكِ في صدري
وتنهيان رحلتهما هناك
كأنهما جناحان صغيران.
*
ترجمة: ماهر البطوطي
من ديوان أشعار القبطان
.