عائشة، يا عائشة، يااااا عائشة:
أقسمْتُ عليك بالذكرى وضحاها، بالفتنة وما يغشاها، أقسمت عليك بالليل العظيم.
تحضر عائشة مخفورة بالمهابة، والضوء الشاهق. تنظر للحزن الواقف جواري (يمتدّ صمت طويل) ثم تتساءل: عن فرح في المهد يختلج بالبكاء، عن سبب حقيقي لاحتفاء المرايا بالجدران، عن خواطر مصابة بروماتيزم العظام في المكتبة، عن هذه السنوات المتشابهة بطريقة كوميدية، سنوات تتآكل بهشاشة داخل إطار مستعمل، سنوات عليلة بهوس خارج السيطرة.
عائشة تهبط درج الروح، تتجول في عتمة منحدراتها،
عتمة، تتصرف بطريقة مألوفة، أثناء مضاجعة الكلمات.
العتمة التي كانت تضحك بصوت عال، تقف الآن
بإذعان جميل أمام عائشة.
يا عائشة:
أخشى الخرائب التي تتعقّب المفردات، القصائد وهي تجاهر بالفضيحة من أول السطر
لم أقدر على تفادي الطعنة التي صوّبها العالم إلى ظهري، عاجزا، عن التجديف بمشاعري الحقيقية في هذا الهذيان الدامي،
أعزلاً، في خرائط الخوف، أتأمل الغراب المتباهي بالخيانة، غير مبال بالقرابين ومهدئات الندم.
كانت الإضاءة أكثر مما هو متوقع، في مساء مثل هذا المساء
شديد الحلكة والزمهرير. انقضى بعض الوقت، قبل أن تتمكن عائشة من استعادة الأشياء المبعثرة في حرم الذاكرة.
شاعر من السعودية
* عن إيلاف