نصار الصادق الحاج - السماء تهطل يا قديسة الروح

( 1 )
أيّتُها النّجمة الخضراءْ . فاكهة الملائكة الطيبين . سأرصف الطّريق إليك بأشواقٍ عارية .
على صندل النهر ألامس قلبكِ، جمرةً من لهفة الذات النضيرة وهو يزرف لغةً شاهقةً تفتح شريان النبوءة في الرِّيح . الريح التي أمسكتُ رعشتها بلهفةٍ . سادراً في الغناء على أصوات المكان . المكان الذي يسعُ الأنثى في شُرْفةِ القلب . القلب الذي يترنّحُ الآن على أبوابكِ أيتها السّاحرة . المرأةُ التي تشبهُ رائحة العالم فيّ . المرأة التي تشرِقُ كي يصير الكون محراب الأصدقاء الأنبياء . سأختبئُ في عينيكِ . عينيكِ العاريتين إلا من صهيل الغناء . وأتسكعُ في ردهات الذاكرة . في أقاليم قلبك . في الحبر الذي يسيل على بريّةِ أرضكِ . ألملمُ كل هذا الهطول الغزير من مراعي روحك العالية . يا غزالة العراء النبيلة .


( 2 )
سأُربِّي قصائد الليل
وأناشيد الطفولة
ورقصات العصافير
لتنزلَ
واحدةً ... واحدةً
مثل أوراق العاشق في الأساطيرِ البعيدة
وتَرِفُ على أحضانكِ . أحضان الديار التي تُرَبِينَ إشراقَ نورها بالعذوبة النّادرة . قبِّليها دون خوف . لتُزْهِرَ في السماء العاشرةْ . وتذهب الأرواح إلى نجيلةِ القمر . القمر الذي ينتظر رنين أقدامنا .
عندها
سيفتح الله أبوابه
لنغسلَ العرشَ بالعناق الطويل
ننامُ
في سرير الالفةِ النبيل . شجر الجنّة القريب . سكّة الورق اللّذيذْ .


( 3 )
أيتها القديسة
يا راهبةَ التراتيل
الوقتُ يمشي على أطرافِ وجدنا
وأنت تجرحين الليل بلذّة الرؤيا
تزيحينَ العتمةَ عن جسد الكتابة
والفراغ يشتهي حبرُ الرسائل الطازج
ليمشي عارياً كآلهة الجبال .

(4 )
كأنك الوردة
تشيع المحبة في بستان الروح
كأنك السماء
تخلع السحاب عن فخذيها وتمنح الكون قبلة المطر .
كأنك ورقة طازجة
عرّتني أمام العالم
وعمّدتني رسول الأشواق الأخير . لأحصدَ كل هذه المحبة العالية . أمسكتُ بكِ كثمرةٍ من هباتِ هذه الورقة المقدسة . أمسكت بكِ كي لا أتهاوى في بركان النسيان بعد أن أفرغت ذاكرتي على حدود الهذيان ورفقة الحنان الساطعة . لترقصين معي في بساط العشب الأخضر . رقصة النهر في عيد الخصوبة، على شهواتِ الحوريات الغائبات، في انتظار جنون كهذا ليخرجن من دورة الغيب والخلود إلى رقصٍ نعبّدُ موسيقاه معاً، على طبول الذكريات . تسفحين روحك بقداسة مبجلة على هامشِ الكتابة التي خلقتنا هكذا في ذاكرة الكون .

( 5 )
أنت تُعيدينَ للذاكرة فاكهتها
تغسلين بلّوراً غائباَ في الدهاليز
تكتبين الرحيق على شفاهِ اليابسة
وأنا
أمسكُ بخصلة الشوق في الطريق إليك . أشرعة الضوء تقودني لعرشكِ . هنااااااااااااك في قمر العشقِ الأخضر . يدٌ تمسح وجهك الطاهر، كأنها تكلّمُ الإله ليحفظ القديسة من نوايا الكهنة وصبيان الشوارع الصعاليك . وأنت الرّاهبة والقديسة التي ترعى نبيذَ الصلاة في بهو الملاذات العالية . هنالك أزرع حدائق روحكِ بشجر الحناء وبخور الأمهات في جسد العروس .

( 6 )
الظل غرفة العاشقين
الأرض شهوة المطر
الكتابة عرين الأشواق
الرسائل دفاتر الليل اللذيذة .



نصار الصادق الحاج
نهار ومساء 12/04/2005


.



 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...