أتقاسم وإياك تسابيح الزمن الغريب
تحظين انت بمسار النجم البعيد
واتداخل انا بحزن الموت
بشوارع الالم الدفين
بمومس عجوز تنتظر بقية زاد يوم كان قريب
محظوظة انت
احتكرت الزاد واشلاء متاع الزمن العصيب
تقاسمت واياك انكسارات الضوء المتجرد من انبعاثات الصباح
من تكسر الصوت عند فوهة بندقية
اليوم امس وغدا امارس الحياة وفي جيبي ثمن اطلاقة
مفقودة جرائد المساء
اشتريت موتي عندما كانت الحياة رخيصة تباع وتشترى
مفقودة جرائد المساء
اضاعوا الخبر اليقين
وتكلمت الاذاعات عن اخبار الصباح
تقدمت عقارب الساعات ليصبح المساء صباحا
واخبار المساءات ما زالت مفقودة
محظوظة انت
تقرئين جرائد المساء في الصباح
وتتعرين صباح كل يوم تحسبينه مساء
أغلقي الابواب والشباك ولا تنسي ثقب الباب وفوهة الحنفية
واحذري الاعين فهي رقيبة تتربص بالاشياء،
بمداخل اللذة العمياء لتوفر لمحكمة الثوار متهما جريمته سياسية
احذري العشق فهو جريمة سياسية
احذري الملابس الحمراء فامتلاكها جريمة سياسية
واحذري شيوعيي العالم فالتحدث معهم جريمة سياسية
****
ايه يا وطن العشق
كم هو صعب ان يعشق الغرباء
وعاشق يعشق العشق
ينافس العشاق وكتاب الكلمة الرعشاء
يا وطن العشق
في جيبي ثمن اطلاقة تنتظر مطلقها
عذرية القمر انتهكتها اقدام المخبرين
وعمر لينين في قبره يتجاوز المئة
وانا في قبر الحياة اقرأ عن عاشق اغتاله عشقه
الرصاصات تحدث موتا ضوءا وصوتا يفزع الحمامات
الرصاصات صوتها يضيع في صرخة المناضل الذي اغتيل عند مدخل البار العتيق
الرصاصات صوتها يضيع في صرخة حبلى تنتظر الحياة
في عيني جائع ينتظر الخبز الاحمر
ودموع طفل ينتظر اباه المناضل الذي اغتيل ذات مساء عند مدخل البار العتيق
***
لو كان الجوع المرتسم في أعين الفقراء يحدث صوتا
لو كان الموت يحدث صوتا
لأصبح اغتيال المناضلين في مقاهي المدينة الحجرية صعبا
حتى وبوجود تغطية ذكية
ولارتفع ثمن الرصاصات
ولوجد أشباح نهارات المدينة الحجرية انفسهم بلا عمل ولا هوية
لكن الموت لا صوت له وكذلك الجوع
فلنقتل ولنقتل حتى يصبح للموت صوت
يصل لاذن صاحب المطرقة والمنجل
ولنقاسم لينين قبره
فالموت يخيم على المدينة
ومايزال في جيبي ثمن اطلاقة
والبوليس السياسي يبحث في البار العتيق عن مناضل
الموت يخيم على المدينة
والبوليس السري يبحث بين احضان عاهرات المدينة
عن مناضل اغتيل ذات مساء عند مدخل البار العتيق
بغداد
1975/3/5
- مضر حمد السعيد
شهادة عن مناضل اغتيل ذات مساء عند مدخل البار العتيق