محمد ياسين رحمة - العهر للنساء.. الشرف للرجال

قدرُ المرأة العربية أن تتحمّل مسؤولية الشرف العربي لوحدها، فلم يتبقّ من هذا الشرف العربي إلاّ قطعة لحم بين فخذي المرأة، وأما لحم مئات آلاف الأبرياء الذي يتطاير في الانفجارات والقنبلة ويحترق في نيران القصف والتقتيل، فهو لحمٌ لا يعني شيئا في منظومة الشرف العربي.
قدر المرأة أن تكون هي القحبة والعاهرة والفاجرة والفاسقة إذا استثمرت الثروة التي بين فخذيها في تحقيق مصالحها ومطامحها، وليس مهما إن كانت ظروف الحياة هي التي دفعتها إلى ذلك أو كان مزاجها هو الذي دفعها.. وأما الرجل فهو دوما سيّد الشرف والصلاح لأنه يستطيع أن يتخفّى خلف منصبه أو قوته أو بدلته أو حتى لحيته. ولكن غالبا ما تكون القحبة العاهرة الفاجرة الفاسقة من زمرة الفقراء والمعذبين في الأرض، فهي إن كانت من أصحاب المال أو الشهرة ولبست فستان الإنسانية فستكون سيدة العفاف والشرف التي يتودّد إليها الرجال من كل نوع ومشرب، الشرف العربي صار كالمياه المعدنية في القناني فهو يُشترى أيضا بالمال.

إن من يشهرون سيوف ألسنتهم وأقلامهم ضد المرأة التي ضيّعت شرفها ودخلت تصنيق العهر، يقيمون الصداقات مع النساء ويمارسون مختلف أنواع الغزل مع من يمتلك حظا من الجمال أو الشهرة أو المال.. ولكنهم يحاولون أن تبقى أخواتهم وزوجاتهم بعيدا عن عالم الصداقة ومختلف أشكال العلاقة بين المرأة والرجل.. وكثيرون من الرجال يريدون لأخواتهم وزوجاتهم أن يبقين في المطبخ وفي أشغال البيت أو يمارسن عملا تحت المراقبة الخفية، بينما يقومون هم بإقامة العلاقات مع النساء في كل مكان ولا سيما في شبكات التواصل الاجتماعي.. بمعنى أنهم هم من يصنعون العهر ويفصّلون فساتينه بألوان جميلة ولكنهم يُلبسونه لمن هن بعيدات عنهم في العائلة والقرابة.

إن الاستقحاب والعهر والفجور والفسق صارت من مظاهر الحياة اليومية، وصارت القاعدة العامة هي أن المرأة شريفة وعفيفة ما لم تُبصرها العيون وتشهد عليها أعمالها بأنها تُمارس العهر.. فقد تغفل عيون الآباء والأمهات والإخوة والأقرباء عن عهر المرأة إذا كان يحقق لهم المصالح، وربما يحدث هذا نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشنا الناس على الخصوص، فرجولة الرجل في قدرته على الإنفاق وأما إذا كان جيبه خاليا فلا رجولة له بحكم العصر وظروف الحياة الراهنة.

والسؤال المهم: لماذا تكون المرأة قحبة وعاهرة بحكم أعراف المجتمع وأحكام الشرع الإسلامي.. أليس الرجل المتزوج الذي يقيم علاقة جنسية يستوجب رجمه حتى الموت شرعا، أم أن عدم تطبيق الشرع الإسلامي وممارسته للعهر بعيدا عن عيون عائلته يُسقط عنه هذا الحكم الشرعي وإن الله غفور رحيم؟

إن العهر السياسي والإعلامي والاقتصادي.. هو نتيجة طبيعية لاختزال الشرف في قطعة لحم بين فخذي المرأة. وإن عفن الواقع الذي لم تعد ريحته تُحتمل هو نتيجة حتمية لمن ينتسبون إلى الإسلام ويحملون صفة مُسلم، ولكنهم يريدون للإسلام أن يكون في بيوتهم ومع أفراد عائلاتهم، ثم يُمارسون كل أشكال العهر والفسوق خارج بيوتهم وشعارهم "إن الله غفور رحيم".
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...