/الغبار ، حديث الذين ينصتوا ولا يسمعهم أحد/
كالغبار أتعلق بفراء المسافة بيننا
أنوي الدفء ولكني بلزوجة البرد أسقط
لا عيناك تنظرانني فأصعد
لا يداك تتحسسانني فأهدأ
لا أنفك يمتلئ بي
فأخرج مغشية على نفسي
أغرق في شبه دوار
ولكنني
أنتمي للغبار
لهذا الكائن الذي تخشاه امرأة مولعة بالنظافة
أنتمي لبلادته
لتكاثره غير المفهوم
لوجوده اللامرغوب فيه
لسماكته التي تسبب نوبات الذعر والخوف
/الغبار ، أخر صفاتي/
ولأنك ذات قصيدة
لم تكتبها بعد
قررتَ أني امرأة غائبة
لا حضور لها
مرّت نيرانك بي ببطء القاتل السادي
تُحرقني
نفسا تلو أخر
/منذ اندلاعك بي/
وأنا لا أمل لي في العودة
إلا كغبار
منذ أن أوجدتني وألغيتني
ولا حقيقة أنتمي إليها
إلا ما تراكم على سريرك وأنت تفتح النافذة
تبحث عمن تهبك درج الشعر
نافذة أعلى نهديها
وباب لا أقفال عليه يقودك كالأعمى حتى العالم السُّفلي.