قصة ايروتيكية يوسف نصّر - ليلٌ على هَامِشِ الحُلـمِ ... أو إيروتيـكا الظّلام ...

  • بادئ الموضوع يوسف نصّر
  • تاريخ البدء
ي

يوسف نصّر

يخفُتُ الضّوءُ المنبعثُ من بقايا قنديلٍ زيتيّ مرميّ في ركـنِ الغرفةِ ، أصبحُ كالأعمى الذي يتحسّسُ طريق العودة إلى بيتهِ عائدا من يومـهِ الهزيـل ، أضمُّ ركبتيّ إلى صدري و أتكوّرُ كالصبيّ الغرير هاربا من صقيعِ خيالـهِ ، أمرّرُ يدي على جسمي النّحيل ، ألاعبُ عشب ذقني الذى نما رغما عن صبايَ ، تجتحاني ألافُ الأمنياتُ البعيـدهْ ، يقطعُ تفكيري صورة جسدك يزاحمُ وحدتي على فراشي الذي ملّ من ثقلي الخفيف ، هل تأتين هذه اللّيلة ؟ تطرقين باب معبدي هاربة من وجعٍ قديمٍ لا زال ينحتُ أثارهُ على لوحِ كتفيك ، أفكّرُ في قتلكِ ذات مرّة حتّى تعلو صورتي أوائل الصّحف المهجورة ، لـكن هل أقدرُ فعلا على ذلك ؟ ماذا سيحدثُ بعدها ؟ هواجسُ متداخلة لا وقت لـي بتنضيدها على رفّ المخيّلة ... أتلوّى تحت الغطاء باحثا عنك بين حضني الفارغ ، و أنت تنسليّن منسحبة من جحيمِ رغبتي الفائرة ، تصرّين أن تبدوي متمنّعـةً مقاومةً لطواحين اللّيل الهادرة بكلّ صخبِ الهيجان . تضعين معطفكِ القرمزيّ على دولابي الفارغ ، مازالت تسكنهُ بقايا تدخينك المختلسِ عن عيون المـارّة ، اه لقد تبلّل برذاذ مسائيّ خجولٍ ، لا وقت لنا حتّى تسردي لي حوادث يومك : كم غازلكِ على الرّصيف من قطّ بريّ و ما عدد الذين إنتصبت أعضاؤهم و هم يتخيّلون ما تحت تنّورتك الشفافة ، و كم من مرأة لعنت نفسها لأنّها لا تملكُ كلّ هذا الإغراء الطّاغي ... لا وقت لنا حتّى تقصّي حماقاتك الأنثويّة التي آلفتها و لم تعدْ تثيرُ فيّا أيّ شعور بالغيرة ، ما يهمّني أنّك الآن معي تحتَ سقف اللّيل فأنا لا أعترفُ إلاّ بخيانات اللّيل و ما تجذبني إناث النّهار ، أنت الآن تتربّعين مختالةً في كبريائك على ظلامي و وحشتي ، طوبى لك أنّك استطعت أن تكسري هذا الزجاج حول قلبي ، سنواتٌ مرّت و لم أعرف فيها طعم الشّفاه الورديّة ، لم أعرف فيها أن تسكنك روحٌ غير التي هي أنت ... ما يحتاجـهُ العالم ليكون سعيدا فقط هو أنثى تعرفُ كيف تضعُ أحمرَ الشّفاهِ ، " أين ذهبت ؟ " باغتني سؤالها " أنا ... لا أعرفُ فقط افكّر فيك بطريقة ثانية "
- أنت دائما هكذا تفسدُ مواعاداتنا بتفكيرك اللّولبيّ الذي لا ينتهي .
- ربّما ... لا أتقنُ طريقةً أُخرى غير الصّمت أعبّر بها عن هذا التجلّي الذي يفيضُ بي .
- هذا ليسَ أوانهُ ... أنا هنا .
إنّها هنا ، كلمتان تختزلان كثافة هذا الكونِ و تبيدان أيّ محاولّة للنّهوض ، و هل أقوى على أن أتحرّر منك و بكِ ...؟
مرَّ من اللّيل نصفهُ ، و رأسها لم يفارق باحات صدري ، أحسُّ بضجرها منّي أعرفُ ما يدورُ بمخيّلتها .
كيف لهذا الرّجل أن يصمدَ لساعتين أمامي ، كيف لهُ أن يتحدّى جيوشي الأنثويّة الفيّاضة ...
خشخشة المذياع تؤنسُ وحدتي المؤذيـة ، أغان آلفتها حتّى كلّتها مسامعي ، و هي عادة العميان أنْ يتوسّلوا السّمعَ حتىّ يستعيضوا بـهِ عن فقد البصر ...
- يا رجل أما آن لصخرتك ان تتحطّمُ ؟
ماذا أفعلُ و ما حيلتي أمام هذا الوحش الشهوانيّ الكاسر ؟ أظنّ انّهُ ليس لي غير الإذعان و الإستسلامِ ... فليكن إذن ...
أ تُرى أفتحها أم تفتحني ؟ تغزوني أم أغزوها ؟ لنقم بذلك سويّا ... هذه راحتي المتعرّقة تتمسّحُ بوجنتيها الحريريتين ، إصبعي يلامس شفتها الرطبة ، دبيب لطيفٌ يسري في جسدينا أحسُّ بذلك ... أُنزلُ يدي قليلا إلى عنقها المخملي ثم هناك ، حيث انتصبت ألهة الصّدر ، أمرّرُ يديّ على كاعبين متصلّبين فتهتزّ قليلا ... أما هي فقد غارت يداها تفكُّ إزاري لتعبث بي من أخمص قدميّا حتى عقب رأسي الثّقيلة ... تلتصقُ بي حتى تكادُ تصيرني أو اصيرها أحسُّ بإرتجاف قلبها يدقّ على أضلــعـي ، أنفاسها تحرقني بإختناق جميل ، أنزعث عنها ما شابها من درنِ الثّياب فترتخي وديعةً جامحةً ... أقطفُ من إستدارة فمها سكّرا لـمرارة العمرِ ، أطوّقها كأنّي أخافُ أن تهرب منّي ، و تثبّتني كأنّها تتوجّسُ من إرتدادي و إنكساري ، كان مشهدا موقّعا بآهات الألم و الرّغبة ، مشهديّة تمتزجُ فيها رجولةٌ منكسرةٌ على أعطاف الأنوثةِ المقدّسة ، إنها تهدد عروشي التي طالما تقيّنتُ من مناعتها و أنّ لا يدَ تطولُ بنيانها ، ها قد جئتي و كانت ليلتنا ، هذا الخصرُ و هذان الرّدفان حطّما قواعدَ حسبتُ كالغبيّ أن لا أنثى لها من الثّقل أن تسحقها ... إنّها الآن عندي تعتصرني و اعتصرها قبلاتنا قطعتْ الصّمت المخيّمَ ، حتّى الفراشُ شاركنا صلاتنا ، أخذَ يتمايل و يهتزّ على وقعِ تبادل الموضع بيننا ... الآن يتوقّفُ الزمن عند نقطة معيّنة من جسدها ، بين فخذيها و تحت السرّة ، هناك أين السرّ العظيم و الاسم الخالدُ . اين تولدُ الحياة و يموت الموتُ اين يعانق الخير الشرّ ... لا وقت للتردّد الآن تحثّني ... فيكون لها ما لي يداهمها عضوي العطشان فتشهق المسكينةُ ... ذبنا في سيلٍ حميمٍ ... تنظرُ في وجهي تهمُّ بقول شيءِ اضعُ سبّابتي لكي أمنعها ، الوقتُ ليس وقتُ كلامٍ ، فتبتسم متأوّهةً ... لقدْ كنتُ محظوظا بهذا الجسدِ الأسطوريّ ... مرَّ الزّمن و لم اشعرْ إلاّ بأشعّة الشمس تغمرُ الغرفـة ... لقد كانت ليلة او بالأحرى حلما ...


.

صورة مفقودة
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...