حسن طلب - وداع يليق بسيدة جميلة

هذا أثرٌ حيٌّ من ظلِّ السيِّدة الناعمَةِ البضَّةِ
في الملْعبِ..
من أدواتِ اللّعبِ المكشوفةِ تحت شُعاعِ القمرِ الكاشفِ..
هذا مَلعبُها
هذا ما صنعتْ لاعبةُ الحبِّ..
مع الكُرةِ الحيرَي بين القاذِفِ واللاّقفِ ..
هذا مِضْربُها
هذا ظلُّ سريرِ السَّيدَةِ البضةِ وقتَ اللّعبِ..
وهذا ظلُّ السيدَةِ يُغطِّى قبل النومِ سريرَ السيدَةِ
ويكشفُ عن ساقيْهِ..
وهذا عاشقُها يدخلُ في منتصفِ الحُلمِ.. ويرقُبُها
يتَتبَّعُ آثارَ خُطاها في مُنتزَهِ اللّيلِ الوارفِ..
ثم يَحُفُّ بها حتى يتَّحدَ المَحفوفُ- تماماً- بالحافِفِ!
ثم يُدرِّبـُها:
ــ لمنَ التُّفاحةُ؟
ــ للقاطِفِ!
ــ لا يا حُلْوةُ.. بل للغُصْنِ..
يُنمِّيها.. ويُواريها خلفَ الحِصنِ..
فَيحميها من عبثِ العابرِ.. والسائرِ
يُهديها للمُقبلِ في فصلِ البُرعمِ مِن عامِ الوردةِ..
للمُنتظرِ الواقفِ..
ثم يُعذِّبـُها:
يأخذُها عبرَ الأدغالِ.. ويطلِقُها في الغابةِ
يتركها تركضُ حافيةً فوق الشّوكِ.. وفي الأوْحالِ!
لكي تتعلَّمَ أن الحريةَ كالمُهرةِ..
قد تتعثّرُ.. لكن تنهضُ في الحالِ
العبرةُ ليست بالأغلالِ
ولكن بالشّخصِ الرَّاسِفِ!
ثم يُهذِّبـُها:
ــ ولمن عسَلُ الأنثي المخطوفةِ
في خاتمةِ الحُلمِ السَّالفِ؟
ــ للذَّكَرِ الخاطفِ..
ــ لا يا عبْدةُ..
بل لمُخلِّصها من طيْشِ المغتصبينَ
وجَيشِ الجَوعَي الزّاحفِ..
ثم يؤنِّبـُها:
يا حلْوةُ.. لن تجدِي خلف ضَبابِ الرَّغبةِ
غيرَ خيالِ الشَّخصِ الزّائفِ!
إنّ تُرابَ المعنَي يتراكمُ في الطُّرُقِ.. وفوق الأرْصفةِ
فلا تَغترِّي بالصِّفةِ..
الموصوفُ يَدِينُ بنصفِ حقيقتِهِ لِلواصفِ!
……………………………..
سوف أقول: وداعاً يا حلوةُ..
فالآن طُقوسُ المعرفةِ اكتملتْ بِصَلاةِ العارفِ..
والآن سينسحبُ اللّحنُ من الأوتارِ..
يصيرُ حنينًا محضًا
ويعودُ جنينا غضًّـا بين ضُلوعِ العازِفِ..
سوف يعودُ أنينًا
يتَقلَّبُ بين البوْحِ المخْنوقِ.. وبين الصَّمتِ الآسِفِ!
……………………..
قلتُ وداعَا
يا بَدْرًا دلَّ علي كهْفِ العاكِفِ..
يا نجمًا في مُنتَصَفِ الحُلمِ أضاءَ.. وضاعَا
قلتُ وداعَا!


.

الشّاعر الدّكتور حسن طلب


.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...