هذا الصباح وقبل أن تأخذ زوجتي حمامها ، حدقت فى صدرها ومسحت الجلد ، بينما كنت أقف عند حافة السرير أحدق فى صورتها المنعكسة عبر المرآة ، التفتت نحوي فى خجل ويدها تتحركان لتغطية صدرها بفوطة الحمام .
أكدت على بروز العلامات السيئة للتقدم في العمر ، مشيرة بنزق إلى علامات الترهل فى صدرها والدوالي العنكبوتية فى رجلها ، ثمة نغمة إذعان فى صوتها وتفهم أن الجمال فى طريقه إلى الزوال ، جذبتها نحوي ، وأنا أتفقد شعري من الخلف ، وأُريها مقدمة رأسي الخالية من الشعر ، ثمة نظرة خاوية لثانية ، بينما تتفحص شعري ، ثم فجأة قفزت نحوي ونظرت عن قرب قائلة :
- شعرك يتساقط ؟
ابتسمت :
- نعم ، بدأ شعري يتساقط
أخذ الأمر برهة قصيرة لكي تركز لأنها يبدو كانت قد شردت فى حلم يقظة ، استقرت عينها على الشعر المتراجع وقالت :
- هل وجدت شعرا فى الحوض أو فى مشطك ؟
ابتسمت ثانية وقلت :
- لا
وقفت وتركت الفوطة تسقط من ذراعيها ، كاشفة عن صدرها ، كانت على وشك الدخول إلى الحمام ، استغرقت فى تأمل كلماتي ، عند ذلك جذبتها من الخلف ، قلت لها :
- أنا سعيد
تساءلت :
- لأجل ماذا ؟
واجهتنى ، صدرها عارٍ ، علامات الترهل ، الخطوط البيضاء تمتد حتى أسفل الثديين ، منتظرة كلمة استحسان ، لم تكن تفهم أن الدوالى وعلامات الترهل ، كل عيوبها هذه ليست مجرد جزء من جمالها .
قلت :
- هذا يعني أننا نكبر معا
اقتربت وقبلتني فى فمي ، كانت شفتاها مبللتين من أحمر الشفاه
وأخيرا قالت :
- أظن ذلك .. أظن ذلك .
صباحات
تأليف: سيتوا باول إيجنارد
ترجمة : محمد عبد الحليم غنيم
.