نقوس المهدي
كاتب
أنثى ـ1ـ
هل كان كل ما أفكر به يشبهك لدرجة أني لمحت وجهك في السوق المزدحم، وجهك المكفن بحجابك الأبيض كأنما نبت منه، الذي كنت تلبسينه بتلك الطريقة (الأكابرية) كما كنت تدعين، والذي كنت ترتدين نكايةً به الملابس الضيقة لتظهري فحش جسدك الذي ما كنت توفرين فرصة تتغزلين به أمامي ولا أدري أمام من أيضاً .
لم تكوني حينها تشبهينها.... "ولا الآن"
فما زالت لعينيك تلك النظرة الوحشية المركـَزة بالظل الخفيف و الكحلة الداكنة التي أسرفت في توحشهما العدسات الخضراء، وما زالت أصابعك المجدلية التي عمدتني بها يوما لا تفتأن تنسقان الإشارب (الأكابر) الذي طالما كرهتيه، وصوتك الصدفي، هل مازال برائحة الصنوبر؟
لكنك عندما لمحت عيناي تتلهفان إليك، أغضضت برهبة وهربت منهما تحادثين مرافقك.
خرجتُ من طعمك في نفسي وعدتُ إلى زحام الناس الذين هم مثلي يخشون العزلة والملل فينزلون للتسوق ليبحثوا عن لقاء ما صدفة أو ربما عمداً أو حتى غدراً كما التقيتك الآن.
أنثى ـ2ـ
جالساً على حافة الهدوء، على كرسي عند طرف الطاولة، في المكتبة، مع أي كتاب تأتي وتروح كلماته .
عندما دخلتِ بهدوء جسمك الفضاح الطراوة، معكِّرة هدوء القاعة بصخبه الرقيق، تناولت وصل الاستعارة وتوجهت إلى الصف الآخر من الطاولات .
كنتِ أنت بشعرك الطويل المجعد ووجهك الحنطي وأنفك البارز التي هدأت عليه نظارة بلا إطار،..... كنت تشبهينها قليلا .
لمحت صليبك المتساوي الأبعاد عن الحبة الزرقاء التي توسطته، والتي كنتِ تحتمي بها من رغائب جسدي وحسدي، والذي ما زال ملتصقا بجيدك كأنما زُرع فيه .
عندما نهضتِ وتوجهتِ لتعطي الوصل للموظفة، انتظرتُ أن تشعري بشحنة عينيّ النافرة اتجاهك، لكنك عدت دونما التفاتة وطأطأتِ منغمسة في الأوراق التي أحضرتها معك.
ناديتك بكل صمت جريح أن انتبهي إلي، فلم تسمعي، ولكني توهمت أنك سمعتني ولم تكترثي لتلهفي.
حاولت أن أقرأ جملة جديدة من هذا الكتاب الذي لا ينتهي أبداً فحضرت في ذهني قزحيتيك المختلفتي اللون، العسلية الصافية، والشهلاء المنمنة بخضَار فاتح، كان الفرق يبدو واضحا عندما تنزعين النظارة ، ولم تكوني تقبلين صلاتي لهما لأنهما كما قلتِ غير مرة أعلى من أن تصلهما صلاة.
اعترتني شهوة رؤيتهما ولعقهما.
و عندما نهضتِ لتأخذي كتابك أغلقتُ كتابي ونهضت مسرعاً لأرجعه، تلاقينا عند طاولة الإعارة فشعرت بدمي يخزني عندما اقتربتُ منك، والتَفَتي أخيراً، فاصطدمت عيناك بنظرتي وتهشم دمي، وانبهرتْ عيناك الإلهيتين من خلف النظارة، فالتقطتُ صلاة ربما أخيرة، فارتددتُ عن تطليعتك تلك، وبسرعة ناولت الكتاب وخرجت.
أنثى ـ 3ـ
"الرجال ينقصهم بعض الأنوثة ليصبحوا بشرا"
جملتك الأشهر في ذاكرتي.
التقيتك لا متدينة ولا ملحدة
لأنك ديانتي
لا سطحية ولا مثقفة
لأنك رؤاي
لا جميلة ولا بشعة
لأنك ذاتي
لا عفيفة ولا عاهرة
لأنك شغفي
التقيتك لأنك تشبهينها أكثر منهن
لأنك تبسطين كونك على نجمي الصغير
ولأنك الأنثى الموجوعة من الذكورة
أرجوك ادفنيني في أوجاعي
_Bridgman
.
هل كان كل ما أفكر به يشبهك لدرجة أني لمحت وجهك في السوق المزدحم، وجهك المكفن بحجابك الأبيض كأنما نبت منه، الذي كنت تلبسينه بتلك الطريقة (الأكابرية) كما كنت تدعين، والذي كنت ترتدين نكايةً به الملابس الضيقة لتظهري فحش جسدك الذي ما كنت توفرين فرصة تتغزلين به أمامي ولا أدري أمام من أيضاً .
لم تكوني حينها تشبهينها.... "ولا الآن"
فما زالت لعينيك تلك النظرة الوحشية المركـَزة بالظل الخفيف و الكحلة الداكنة التي أسرفت في توحشهما العدسات الخضراء، وما زالت أصابعك المجدلية التي عمدتني بها يوما لا تفتأن تنسقان الإشارب (الأكابر) الذي طالما كرهتيه، وصوتك الصدفي، هل مازال برائحة الصنوبر؟
لكنك عندما لمحت عيناي تتلهفان إليك، أغضضت برهبة وهربت منهما تحادثين مرافقك.
خرجتُ من طعمك في نفسي وعدتُ إلى زحام الناس الذين هم مثلي يخشون العزلة والملل فينزلون للتسوق ليبحثوا عن لقاء ما صدفة أو ربما عمداً أو حتى غدراً كما التقيتك الآن.
أنثى ـ2ـ
جالساً على حافة الهدوء، على كرسي عند طرف الطاولة، في المكتبة، مع أي كتاب تأتي وتروح كلماته .
عندما دخلتِ بهدوء جسمك الفضاح الطراوة، معكِّرة هدوء القاعة بصخبه الرقيق، تناولت وصل الاستعارة وتوجهت إلى الصف الآخر من الطاولات .
كنتِ أنت بشعرك الطويل المجعد ووجهك الحنطي وأنفك البارز التي هدأت عليه نظارة بلا إطار،..... كنت تشبهينها قليلا .
لمحت صليبك المتساوي الأبعاد عن الحبة الزرقاء التي توسطته، والتي كنتِ تحتمي بها من رغائب جسدي وحسدي، والذي ما زال ملتصقا بجيدك كأنما زُرع فيه .
عندما نهضتِ وتوجهتِ لتعطي الوصل للموظفة، انتظرتُ أن تشعري بشحنة عينيّ النافرة اتجاهك، لكنك عدت دونما التفاتة وطأطأتِ منغمسة في الأوراق التي أحضرتها معك.
ناديتك بكل صمت جريح أن انتبهي إلي، فلم تسمعي، ولكني توهمت أنك سمعتني ولم تكترثي لتلهفي.
حاولت أن أقرأ جملة جديدة من هذا الكتاب الذي لا ينتهي أبداً فحضرت في ذهني قزحيتيك المختلفتي اللون، العسلية الصافية، والشهلاء المنمنة بخضَار فاتح، كان الفرق يبدو واضحا عندما تنزعين النظارة ، ولم تكوني تقبلين صلاتي لهما لأنهما كما قلتِ غير مرة أعلى من أن تصلهما صلاة.
اعترتني شهوة رؤيتهما ولعقهما.
و عندما نهضتِ لتأخذي كتابك أغلقتُ كتابي ونهضت مسرعاً لأرجعه، تلاقينا عند طاولة الإعارة فشعرت بدمي يخزني عندما اقتربتُ منك، والتَفَتي أخيراً، فاصطدمت عيناك بنظرتي وتهشم دمي، وانبهرتْ عيناك الإلهيتين من خلف النظارة، فالتقطتُ صلاة ربما أخيرة، فارتددتُ عن تطليعتك تلك، وبسرعة ناولت الكتاب وخرجت.
أنثى ـ 3ـ
"الرجال ينقصهم بعض الأنوثة ليصبحوا بشرا"
جملتك الأشهر في ذاكرتي.
التقيتك لا متدينة ولا ملحدة
لأنك ديانتي
لا سطحية ولا مثقفة
لأنك رؤاي
لا جميلة ولا بشعة
لأنك ذاتي
لا عفيفة ولا عاهرة
لأنك شغفي
التقيتك لأنك تشبهينها أكثر منهن
لأنك تبسطين كونك على نجمي الصغير
ولأنك الأنثى الموجوعة من الذكورة
أرجوك ادفنيني في أوجاعي
_Bridgman
.