في الـصـبـاح ِالبـاكـرِ جـداً
تـَفـَصـَّدَ دفءُ الـغـرفـةِ نـُهـرانـاً
بـيـن أعـالي شـجـرِ الـيو كـالبتوس
ونـافـذتـي .
بَـسـَمْ :
تـَلتـحِـفُ إزارَ السَّـريـر
تـُمـرِّر أنـامـلـهـا نـاحيـة العـطـرِ
العـطـر ُ
يـلهـو بأركـيلـةِ الجـأشِ
مـُدلِـفــاً خـيـالهُ فـيـمـا يـريـد .
بَـسـَم :
تـُرخـي إزارَ السـَّريـر
المُـمسِـك
مـا أَمـكـنـهُ ..
تـَفـِح ُ بوجـهـي نـأمـَتـهـا :
فـأسـتـغـفـرُ نـَظـرةَ (فـان كـوخ )
في الـركـن ِ كـليـلـة ً
تـَفـِحُ بـوجـهِ الـمـكـان .. فـيـلوذ ُ بـي
تـَفـِح ُ بـوجـهِ الزجـاج
فـتـشـي غـضـارتـهـا بـمـا يُد َوِّنُ .
مـِن تـحـتـِنـا :
الطـريـقُ تـمـاوجَ عـلى أكـتـافـِهـا مـِعـْطـَفُ الرَذاذ ْ ..
تـُوكـِئ رأسـهـا لـصـغـارِ السـيـسـبـان
نجمةٌ تـَقـضـَّت اللـيـل فـاغـرة الـفـمِ
بـَسـَمْ
تـَهـدرُ ظِـلَّـهـا فيضيء .
بـتـعـالـيـهِ ..
بـتـجـلـيـه ..
تـوقـظ الأشـيـاءَ بـمشـيـئـة ِ الـنّهـدِ
بـمـا يـشـتهـي .
الشـمـسُ تـخـاتِـلُ دِثـارَ الـصـبـاح
بـَسـَمْ
تـنـفـضُ إزارَ السَّـريـر .
توقِـن ُ الـكـلمـات مـا تـرتـضـيـهِ
عـن طـيـب ِ خـاطـره ِ يـُذعـِنُ الوضـوحْ
لـذائـذ َ
تـَنـْسـَرِبُ عـَبـرَ مـسـاربَ الجـُدرانِ .
بـَسـَمْ :
تـَعـِدُّ الـشَّـايَ وتـَدَّعـي :
إنـَّهـا تـَسـبـقُ " ولاّدَةَ " بـقـبـلـتـيـن
وَتـصـِرُّ أنَ لاأحـَدَ مـِنـهـا إسـتـكـفـى
ولا أحـد آمـاط سـلـسـالا عن خـصـرِهـا
إلا أنـا .
بـَسـَمْ :
تـُشـاكـِسُ "الجـنـز َ " عـن سـِعـَةِ صـَدْره ِ
وهـي تـَشـكُ كـنـزَتـهـا الحـمـراء
دُبـوس َ مـِيــِدوزا .
بـَسـَمْ :
تلاءم قـمـصـانـي بـمـا
يـُمـازجُ سـُمـرَتـي
وإسـتـبـداد بـيـاضـِهـا
بـَسـَمْ :
تـَعـرِفُ أن الـحـصـى يـَسـتـَمـعُ
وأنَ نـُدوبَ الأرضِ
عـن هـيِّـف ٍ تـغـاويـنَ الـخُـطـى ..
فـَتـُرد ِفُ ضـاحـِكـةً
وهـل يـرى ؟! ..
تـُسـابــِقُ إرتـجـاف َ خـُصـلاتـهـا
لـتـنـزوي عـن أعـيـن ِالـنـّاسِ إلـيَّ
وتـرتـمـي قـبـل إختلاج الـبـاص بـسـُعـْلاتـهِ
بـكـامـلِ هـيـبـةِ الـوركِ الـنـحـيـفْ .
بـَسـَمْ :
تـوقـِف ُ الـنـهـارَ عـِنـد الأشـارة ِ الحـمـراءْ
لـتـبـتـديـهِ
في الـصـبـاحِ الـباكـر جـداً
جـَسـَد يـَسـيـلُ
خـَلـفَ نـافـذةٍ تـعـلو سريرا
تـزاحـمـت عـلـيــه في غـيـابـهـا
مـجـامـر ُ الـبَـخـورِ
بأيـدٍ تـُصـلي
وملائـكـةٍ تـدورْ . . .
* شاعر عراقي
- تكست - العدد السادس
.
صورة مفقودة
بابلو بيكاسو