نقوس المهدي
كاتب
اصدرت محكمة مصرية يوم السبت حكما بالسجن لمدة عامين على الكاتب مصري احمد ناجي بعد اتهامه بـ«خدش الحياء العام» وذلك بسبب ما جاء في رواية كتبها ونشرت صحيفة حكومية فصلا منها. رغم ان اثنين من كبار الكتاب المصريين وهما صنع الله ابراهيم ومحمد سلماوي، قدما شهادتهما دفاعا عنه.وذكر مصدر قضائي ان الحكم الصادر بحق الكاتب احمد ناجي جاء بعد ان طعنت النيابة في حكم اصدرته المحكمة الابتدائية ببراءته، واعتبرت ان كتاباته الجنسية تخدش الحياء العام. وتم نقله الى السجن مباشرة بعد الجلسة، مع تمكينه من حق الطعن في الحكم.
كما حكمت المحكمة بتغريم طارق الطاهر رئيس تحرير جريدة «اخبار الأدب « بمبلغ مالي مهم جدا بسبب سماحه بنشر فصل من رواية احمد ناجي «استخدامالحياة» في الصحيفة. وقدمت الدعوى ضد الكاتب بعد تلقي شكوى من قارئ لجريدة «اخبار الأدب» الواسعة الانتشار في مصر.
هذا الخبر جعلنا نحمد الله على انه تذكر الشيخ التونسي عمر بن محمد النفزاوي نسبة الى نفزاوة الموجودة في الجنوب التونسي ولم يطل في عمره الى يومنا هذا ولم يبعثه في عصرنا هذا وإلا كان اعدم بسبب كتاب « الروض العاطر في نزهة الخاطر « وهو كتابه الوحيد وقد تناول فيه امور العشق والجنس وفنون الحب والمداعبات الجنسية بطريقة وصفت بكثيرة الجرأة والاقتحام. وبلغة مباشرة ومكشوفة هذا الكتاب نقله الى اللغة الانقليزية المستشرق البريطاني ريتشارد بيرتون وأدرجه موقع نصوص مقدسة ضمن النصوص المختارة التي يوفرها لقرائه وترجم الى اغلب اللغات الهندية والى اللغة الفرنسية ايضا. وطبعت اول نسخة منه في تونس عام 1928، ثم توالى نشرها مراراً.وبين سنتي 1926 و 1929 ظهرت الترجمة الألمانية لهذا الكتاب الذي وضع في خانة الادب الايروسي.
« الروض العاطر في نزهة الخاطر» الفه الشيخ النفزاوي في بداية القرن السادس عشر تقريبا في 925 هجري والشيخ النفزاوي ليس الوحيد الذي كتب عن الجنس بل هناك من كتب قبله وبعده وتركوا للمكتبة العربية قرابة المائة كتاب من بينها كتاب ابو العباس بابا الصنهاجي مؤلف فوائد النكاح على مختصر الوشاح « للسيوطي و»الروض اليانع في فوائد النكاح وآداب المجامع « لأبي محمد عبد الله بن مسعود التمكروتي وكتاب « الممتع المحتاج في اداب الأزواج «لأبي عبد الله محمد بن الحسين بن عرضونوكتاب «اداب النكاح ومعاشرة الأزواج « لأحمد بن عرضون و«طوق الحمامة» لاحمد بن حزم وكتاب «شقائق الاترنج في رقائق الغنج» لابي الفضل جلال الدين السيوطي الامام والفقيه و ديوان « الجواهر المنظومة لابن يامون التليدي الذي تحدث عن الجنس شعرا.ان سجن الروائي المصري احمد ناجي بسبب فصل في رواية تناول فيه الجنس سواء كان موظفا لفائدة الاحداث او مسقطا لجلب القارئ والتمسك به انما هو رسالة خطيرة وقاسية تشير الى توتر علاقة المثقفين بالسلطة الحاكمة في مصر اليوم ومحاولات التعدي على حرية الرأي والإبداع التي يكفلها الدستور المصري والمواثيق والمعاهدات الدولية التي وافقت عليها مصر وأصبح لها قوة القانون. ويحتاج مثل هذا الاعتداء على حرية التعبير وقفة حازمة من المجتمع المدني المصري. وهذه العقوبة السالبة للحرية التي يمنعها الدستور المصري سيكون لها تأثير سلبي على الابداع المصري مستقبلا لأنها تبث الرعب والخوف في نفوس السينمائيين ورجال المسرح والفنون التشكيلية.
الوضع مزر ولكنه يطرح سؤال: اذا سجن المصريون اليوم في القرن الواحد والعشرين اديبا لأنه ادرج في روايته فصلا اعتبره قارئ ما خادشا للحياة فماذا كانوا سيفعلون بالشيخ التونسي عمر بن محمد النفزاوي لو كتب نزهة الخاطر في الروض العاطر اليوم في بلادهم علما بأننا لا نعرف اذا كان يوجد من بين الكتاب المصريين اليوم او في القديم من كتبوا في موضوع مثلما كتب النفزاوي ووصف وحلل.
علياء بن نحيلة
كما حكمت المحكمة بتغريم طارق الطاهر رئيس تحرير جريدة «اخبار الأدب « بمبلغ مالي مهم جدا بسبب سماحه بنشر فصل من رواية احمد ناجي «استخدامالحياة» في الصحيفة. وقدمت الدعوى ضد الكاتب بعد تلقي شكوى من قارئ لجريدة «اخبار الأدب» الواسعة الانتشار في مصر.
هذا الخبر جعلنا نحمد الله على انه تذكر الشيخ التونسي عمر بن محمد النفزاوي نسبة الى نفزاوة الموجودة في الجنوب التونسي ولم يطل في عمره الى يومنا هذا ولم يبعثه في عصرنا هذا وإلا كان اعدم بسبب كتاب « الروض العاطر في نزهة الخاطر « وهو كتابه الوحيد وقد تناول فيه امور العشق والجنس وفنون الحب والمداعبات الجنسية بطريقة وصفت بكثيرة الجرأة والاقتحام. وبلغة مباشرة ومكشوفة هذا الكتاب نقله الى اللغة الانقليزية المستشرق البريطاني ريتشارد بيرتون وأدرجه موقع نصوص مقدسة ضمن النصوص المختارة التي يوفرها لقرائه وترجم الى اغلب اللغات الهندية والى اللغة الفرنسية ايضا. وطبعت اول نسخة منه في تونس عام 1928، ثم توالى نشرها مراراً.وبين سنتي 1926 و 1929 ظهرت الترجمة الألمانية لهذا الكتاب الذي وضع في خانة الادب الايروسي.
« الروض العاطر في نزهة الخاطر» الفه الشيخ النفزاوي في بداية القرن السادس عشر تقريبا في 925 هجري والشيخ النفزاوي ليس الوحيد الذي كتب عن الجنس بل هناك من كتب قبله وبعده وتركوا للمكتبة العربية قرابة المائة كتاب من بينها كتاب ابو العباس بابا الصنهاجي مؤلف فوائد النكاح على مختصر الوشاح « للسيوطي و»الروض اليانع في فوائد النكاح وآداب المجامع « لأبي محمد عبد الله بن مسعود التمكروتي وكتاب « الممتع المحتاج في اداب الأزواج «لأبي عبد الله محمد بن الحسين بن عرضونوكتاب «اداب النكاح ومعاشرة الأزواج « لأحمد بن عرضون و«طوق الحمامة» لاحمد بن حزم وكتاب «شقائق الاترنج في رقائق الغنج» لابي الفضل جلال الدين السيوطي الامام والفقيه و ديوان « الجواهر المنظومة لابن يامون التليدي الذي تحدث عن الجنس شعرا.ان سجن الروائي المصري احمد ناجي بسبب فصل في رواية تناول فيه الجنس سواء كان موظفا لفائدة الاحداث او مسقطا لجلب القارئ والتمسك به انما هو رسالة خطيرة وقاسية تشير الى توتر علاقة المثقفين بالسلطة الحاكمة في مصر اليوم ومحاولات التعدي على حرية الرأي والإبداع التي يكفلها الدستور المصري والمواثيق والمعاهدات الدولية التي وافقت عليها مصر وأصبح لها قوة القانون. ويحتاج مثل هذا الاعتداء على حرية التعبير وقفة حازمة من المجتمع المدني المصري. وهذه العقوبة السالبة للحرية التي يمنعها الدستور المصري سيكون لها تأثير سلبي على الابداع المصري مستقبلا لأنها تبث الرعب والخوف في نفوس السينمائيين ورجال المسرح والفنون التشكيلية.
الوضع مزر ولكنه يطرح سؤال: اذا سجن المصريون اليوم في القرن الواحد والعشرين اديبا لأنه ادرج في روايته فصلا اعتبره قارئ ما خادشا للحياة فماذا كانوا سيفعلون بالشيخ التونسي عمر بن محمد النفزاوي لو كتب نزهة الخاطر في الروض العاطر اليوم في بلادهم علما بأننا لا نعرف اذا كان يوجد من بين الكتاب المصريين اليوم او في القديم من كتبوا في موضوع مثلما كتب النفزاوي ووصف وحلل.
علياء بن نحيلة