نقوس المهدي
كاتب
ان الطاقة الجنسية هي طاقة الخلق في الانسان ..
وحين تكبت هذه الطاقة بشكل تعسفي ..
تتحول الى طاقة سلبية .
وتؤثر سلبا في الصعد النفسية والجسدية والفكرية ..
ويمكن ان يتحول كبت الطاقة الجنسية الى سلوك عنفي ..
او الى اسقاط ديني هوسي ..
فالمكبوت جنسيا هو شخص مكبوت فكريا واجتماعيا ..
والكبت الجنسي يضعف المناعة النفسية لدى الفرد , لان الكبت يتطلب استهلاك طاقة داخلية حيوية كبيرة بحيث يعيش الشخص المكبوت حالة انفصام ..
بين ماتريده احاسيسه ورغباته وعواطفه ..
وبين مصفوفات المعتقدات والقيم التي تلزمه بفعل الكبت ..
فيعاني ( الكتام العاطفي ) المزمن .
وهكذا يتحول الشخص المكبوت جنسيا ..
الى ذكر مع وقف التنفيذ..
او الى انثى ..مع وقف التنفيذ ..
ومن يسمح لنفسه بكبت مشاعره واحاسيسه الذاتية زمنا طويلا ..
يسمح للاخرين بجعله شخصا يمكن استغلاله زمنا طويلا
ويصير فردا آليا مسيطر عليه من الخارج .
لذا تقوم الميليشيات والانظمة الدينية بفرض نوع من الملابس على النساء او فرض تحريمات معينة في كل مناحي الحياة , لكي تفرض منظومتها الفكرية القسرية بالقوة .
هكذا يصبح الانسان سهل الانقياد
ويغدو انسانا مطيعا من الخارج ..
وعصابيا من الداخل..
وجاهزا لان يكون آلة قتل تحرك زنادها ايادي الاخرين .
لقد صورت السلطات الدينية الجنس وكانه من صنع الشيطان ..
ووضعت الاخلاق الدينية الحميدة في ناحية ..
ورمت بالجنس الى الناحية المعاكسة ..
وزاوجت بين الجنس والقذار ة ,والزنى , والعهر, والفسق فصبغته بالخطيئة ..
هذا النوع من التفكير يمجد التخلف الجنسي ..
ويحتقر الانسان ورغباته , ويشجع الخصاء الشعوري , ويحتقر الفرح والتعبير عن العواطف , ويجعل من جسد المراة مثالا للشهوة ..
وجعله ( تابو )يمنع تجاوزه في الوقت عينه .انه فكر مصبوغ بنزعة مرضية .
لقد تمكنت المنظومة الاخلاقية للكبت الجنسي من السيطرة على الفرد وشل قدراته , وطاقاته الكامنة داخله...
فحولته من انسان ..الى نموذج بشري اجتماعي فقد تفرده ..
هذه المنظومة الاخلاقية تتحكم في المجتمع , وتمثل قيمه ..
كما تتحكم في الفرد , فتحتل راسه , جسده, روحه وارادته ...
وذلك من خلال التذنيب والترهيب .
الكبت الجنسي هو نتاج حتمي للمنظومة الاخلاقية القسرية ..
يمثل المصنع الاساس للتخلف والدعارة ..
للمتاجرة بالجنس , وللاباحية الجنسية المريضة .
وبما ان الموضوع الجنسي (غير اخلاقي ) ويلفه الكتمان والسرية وتابو يحرم اختراقه .
وفي الوقت عينه ,هو مارد جائع يصرخ بشكل دائم داخل الفرد ويطالبه باطعامه وتحقيق رغباته ..
لهذا يلجا المراهق ,بعيد اصطدامه بالمنظومة الاخلاقية القسرية الى الافلام الاباحية والعادة السرية ..
وتظلله الامية الجنسية ..
فيكتسب المعرفة الجنسية الخاطئة من الشارع ..
بطريقة مرضية مدمرة له ولعلاقاته العاطفية ..
فيكون هو من اوائل ضحايا التخلف الجنسي ..
وتكون حبيبته هي الضحية الثانية ..
ويكون حبهما هو الضحية الثالثة ..
وهكذا تبنى العلاقات بين الرجل والمراة بشكل مشوه ومضطرب وقلق بحيث تشوب هذه العلاقات حالة من عدم التفهم .
ومن الجهل الواضح للجنس الاخر ..
وبالتالي المعاناة من جراء فشل هذه العلاقات ..
فالفرد الذي تربى على المنظومة الاخلاقية القسرية ..
لديه مشكلة حقيقية في علاقته بجسده , وبعواطفه واحاسيسه ..
وبذكائه العاطفي , وذكائه الجنسي,وذكائه الاجتماعي .
ومن كان لديه عدم توازن في علاقته مع ذاته ..
لايمكنه اقامة علاقات متوازنة مع الاخرين .
فالمنظومة الاخلاقية القسرية تؤثر سلبا في الفرد ..
وفي صحته العقلية والجسدية والعاطفية ..
وتجعله يعتبر الجنس حراما ..
وعملا سلبيا , مخلا بالادب والحشمة .
وتجعله مكبلا بالشهوة الممزوجة بالخطيئة والشعور بالذنب ..
مايزرع بداخله العدوانية والاضطراب..
ويموت فيه حب الاكتشاف والفضول العلمي ..
ويصبح شخصا عدوانيا مع ذاته ..
و( وديعا) ومطيعا مع الاخرين .
فكيف يمكن للفرد اختبار السعادة وهو مخلوق مكبوت ؟
فرد عصابي, متنكر لحاجاته الانسانية الفطرية ..
ويكذب على احاسيسه الطبيعية ..
مخلوق يفعل كل شيء تريده منه الاعراف والعادات الاخلاقية الميتة ..
ولا يفعل شيئا تجاه ماتريده ذاته الحقيقية منه .
فيالف الجحيم في حياته , لكي يحيا ( النعيم )بعد مماته ..
ولذا تكون هذه الشعوب منقادة للسلطات الدينية والدنيوية الحاكمة .
ما اغرب هذه الوصفة السحرية التي تقدمها المنظومة الاخلاقية القسرية للانسان ؟
عليك ان تصل الى الاسوا في سبيل مجتمع افضل .
عليك ان تنكر ذاتك لكي يعترف بك الاخرون ..
عليك ان تميت رغباتك الانسانية الطبيعية لكي تحيا انت ..
عليك ان تكبل قدميك لكي تركض بشكل افضل ..
عليك ان تكون مخصيا قبل الزواج ..
ومخصيا (بشروط ) بعده ..
من اجل ان تصبح رجلا كاملا .ماهذه المعادلات الخائنة للعقلانية؟
اعلم ايها الفرد المسجون في الزنزانة الاخلاقية القسرية ..
انك لن تكون عازفا جيدا على بيانو الحياة ..
اذامنعت من استخدام يدك اليمنى ..
الطبيعة لاتريدك ان تكون ضريرا والا لما زرعت فيك عينين .
الطبيعة لاتريد خصائك , والا لما وهبتك صفاتك الجنسية ..
الطبيعة لاتريدك مغفلا , والا لما اعطتك الذكاء.
تكون انت مغفلا فقط حين :
ترفض ذكائك الطبيعي وتقبل استعباد الاخرين لك .
ترفض عينيك وتقبل ان تعيش ضريرا .
ترفض ان تكون متكاملا وتقبل ان تعيش مبتورا .
المصدر
كتاب : ( الوطن العالمي..الانساني ) – تاليف عماد سامي سلمان – ط1 – 2014 – الناشر : دار الفارابي – بيروت – لبنان .
وحين تكبت هذه الطاقة بشكل تعسفي ..
تتحول الى طاقة سلبية .
وتؤثر سلبا في الصعد النفسية والجسدية والفكرية ..
ويمكن ان يتحول كبت الطاقة الجنسية الى سلوك عنفي ..
او الى اسقاط ديني هوسي ..
فالمكبوت جنسيا هو شخص مكبوت فكريا واجتماعيا ..
والكبت الجنسي يضعف المناعة النفسية لدى الفرد , لان الكبت يتطلب استهلاك طاقة داخلية حيوية كبيرة بحيث يعيش الشخص المكبوت حالة انفصام ..
بين ماتريده احاسيسه ورغباته وعواطفه ..
وبين مصفوفات المعتقدات والقيم التي تلزمه بفعل الكبت ..
فيعاني ( الكتام العاطفي ) المزمن .
وهكذا يتحول الشخص المكبوت جنسيا ..
الى ذكر مع وقف التنفيذ..
او الى انثى ..مع وقف التنفيذ ..
ومن يسمح لنفسه بكبت مشاعره واحاسيسه الذاتية زمنا طويلا ..
يسمح للاخرين بجعله شخصا يمكن استغلاله زمنا طويلا
ويصير فردا آليا مسيطر عليه من الخارج .
لذا تقوم الميليشيات والانظمة الدينية بفرض نوع من الملابس على النساء او فرض تحريمات معينة في كل مناحي الحياة , لكي تفرض منظومتها الفكرية القسرية بالقوة .
هكذا يصبح الانسان سهل الانقياد
ويغدو انسانا مطيعا من الخارج ..
وعصابيا من الداخل..
وجاهزا لان يكون آلة قتل تحرك زنادها ايادي الاخرين .
لقد صورت السلطات الدينية الجنس وكانه من صنع الشيطان ..
ووضعت الاخلاق الدينية الحميدة في ناحية ..
ورمت بالجنس الى الناحية المعاكسة ..
وزاوجت بين الجنس والقذار ة ,والزنى , والعهر, والفسق فصبغته بالخطيئة ..
هذا النوع من التفكير يمجد التخلف الجنسي ..
ويحتقر الانسان ورغباته , ويشجع الخصاء الشعوري , ويحتقر الفرح والتعبير عن العواطف , ويجعل من جسد المراة مثالا للشهوة ..
وجعله ( تابو )يمنع تجاوزه في الوقت عينه .انه فكر مصبوغ بنزعة مرضية .
لقد تمكنت المنظومة الاخلاقية للكبت الجنسي من السيطرة على الفرد وشل قدراته , وطاقاته الكامنة داخله...
فحولته من انسان ..الى نموذج بشري اجتماعي فقد تفرده ..
هذه المنظومة الاخلاقية تتحكم في المجتمع , وتمثل قيمه ..
كما تتحكم في الفرد , فتحتل راسه , جسده, روحه وارادته ...
وذلك من خلال التذنيب والترهيب .
الكبت الجنسي هو نتاج حتمي للمنظومة الاخلاقية القسرية ..
يمثل المصنع الاساس للتخلف والدعارة ..
للمتاجرة بالجنس , وللاباحية الجنسية المريضة .
وبما ان الموضوع الجنسي (غير اخلاقي ) ويلفه الكتمان والسرية وتابو يحرم اختراقه .
وفي الوقت عينه ,هو مارد جائع يصرخ بشكل دائم داخل الفرد ويطالبه باطعامه وتحقيق رغباته ..
لهذا يلجا المراهق ,بعيد اصطدامه بالمنظومة الاخلاقية القسرية الى الافلام الاباحية والعادة السرية ..
وتظلله الامية الجنسية ..
فيكتسب المعرفة الجنسية الخاطئة من الشارع ..
بطريقة مرضية مدمرة له ولعلاقاته العاطفية ..
فيكون هو من اوائل ضحايا التخلف الجنسي ..
وتكون حبيبته هي الضحية الثانية ..
ويكون حبهما هو الضحية الثالثة ..
وهكذا تبنى العلاقات بين الرجل والمراة بشكل مشوه ومضطرب وقلق بحيث تشوب هذه العلاقات حالة من عدم التفهم .
ومن الجهل الواضح للجنس الاخر ..
وبالتالي المعاناة من جراء فشل هذه العلاقات ..
فالفرد الذي تربى على المنظومة الاخلاقية القسرية ..
لديه مشكلة حقيقية في علاقته بجسده , وبعواطفه واحاسيسه ..
وبذكائه العاطفي , وذكائه الجنسي,وذكائه الاجتماعي .
ومن كان لديه عدم توازن في علاقته مع ذاته ..
لايمكنه اقامة علاقات متوازنة مع الاخرين .
فالمنظومة الاخلاقية القسرية تؤثر سلبا في الفرد ..
وفي صحته العقلية والجسدية والعاطفية ..
وتجعله يعتبر الجنس حراما ..
وعملا سلبيا , مخلا بالادب والحشمة .
وتجعله مكبلا بالشهوة الممزوجة بالخطيئة والشعور بالذنب ..
مايزرع بداخله العدوانية والاضطراب..
ويموت فيه حب الاكتشاف والفضول العلمي ..
ويصبح شخصا عدوانيا مع ذاته ..
و( وديعا) ومطيعا مع الاخرين .
فكيف يمكن للفرد اختبار السعادة وهو مخلوق مكبوت ؟
فرد عصابي, متنكر لحاجاته الانسانية الفطرية ..
ويكذب على احاسيسه الطبيعية ..
مخلوق يفعل كل شيء تريده منه الاعراف والعادات الاخلاقية الميتة ..
ولا يفعل شيئا تجاه ماتريده ذاته الحقيقية منه .
فيالف الجحيم في حياته , لكي يحيا ( النعيم )بعد مماته ..
ولذا تكون هذه الشعوب منقادة للسلطات الدينية والدنيوية الحاكمة .
ما اغرب هذه الوصفة السحرية التي تقدمها المنظومة الاخلاقية القسرية للانسان ؟
عليك ان تصل الى الاسوا في سبيل مجتمع افضل .
عليك ان تنكر ذاتك لكي يعترف بك الاخرون ..
عليك ان تميت رغباتك الانسانية الطبيعية لكي تحيا انت ..
عليك ان تكبل قدميك لكي تركض بشكل افضل ..
عليك ان تكون مخصيا قبل الزواج ..
ومخصيا (بشروط ) بعده ..
من اجل ان تصبح رجلا كاملا .ماهذه المعادلات الخائنة للعقلانية؟
اعلم ايها الفرد المسجون في الزنزانة الاخلاقية القسرية ..
انك لن تكون عازفا جيدا على بيانو الحياة ..
اذامنعت من استخدام يدك اليمنى ..
الطبيعة لاتريدك ان تكون ضريرا والا لما زرعت فيك عينين .
الطبيعة لاتريد خصائك , والا لما وهبتك صفاتك الجنسية ..
الطبيعة لاتريدك مغفلا , والا لما اعطتك الذكاء.
تكون انت مغفلا فقط حين :
ترفض ذكائك الطبيعي وتقبل استعباد الاخرين لك .
ترفض عينيك وتقبل ان تعيش ضريرا .
ترفض ان تكون متكاملا وتقبل ان تعيش مبتورا .
المصدر
كتاب : ( الوطن العالمي..الانساني ) – تاليف عماد سامي سلمان – ط1 – 2014 – الناشر : دار الفارابي – بيروت – لبنان .