والت ويتمان - امرأَةٌ تَنتظرُني.. ت: محمَّد حلمي الرِّيشة

امرأَةٌ تَنتظرُني، وتشتملُ علَى كلِّ شيءٍ، ولاَ ينقصُها أَيُّ شيءٍ،
ومعَ ذلكَ ينقصُها الكلُّ إِذا كانَ الجنسُ مفقودًا، أَو إِذا كانتْ
نداوةُ الرَّجلِ المناسبِ مفقودةً.
الجنسُ يشتملُ علَى الكلِّ، الأَجسادِ، والأَرواحِ،
والمَعاني، والبراهِين، والنَّقاءَِ، والشَّهيَّاتِ، والنَّتائجِ، والنَّشراتِ،
والأَغاني، والأَوامرِ، والصِّحَّةِ، والفخرِ، وغموضِ الأُمومةِ، والحليبِ المنويِّ،
وكلِّ الآمالِ، والمنافعِ، وكلِّ العواطفِ، والحبِّ،
والجمالِ، ومسرَّاتِ الأَرضِ،
وجميعِ الحكوماتِ، والقضاةِ، والآلهةِ، والأَشخاصِ التَّابعينَ للأَرضِ،
وهذهِ المحتويةِ علَى الجنسِ كأَجزاءَ منهُ بحدِّ ذاتِها، ومبرِّراتهِ بحدِّ ذاتِها.
الرَّجلُ الَّذي أُحبُّهُ يعرِفُ ويصرِّحُ منْ دونِ خجلٍ عنْ مذاقاتهِ الجنسيَّةِ،
والمرأَةُ الَّتي أُحبُّها تعرِفُ وتصرِّحُ منْ دونِ خجلٍ عنْ خاصَّتِها.
سأَصرفُ الآنَ نَفْسي عنِ النِّساءِ فاقداتِ الحسِّ،
وسأَذهبُ لأَبقَى معَها الَّتي تنتظرُني، ومعَ هؤلاءِ
النِّساءِ اللَّواتي يَكفِينَني منْ ذواتِ الدَّمِ الحارِّ،
أَرى أَنَّهنَّ يَفهمنَني، ولاَ يُنكِرنَني،
وأَرى أَنَّهنَّ جديراتٍ بالنِّسبةِ إِليَّ، وسأَكونُ الزَّوجَ
القويَّ لأُولئكَ النِّساءِ.

هُنَّ لَسْنَ أَقلَّ بِذَرَّةٍ واحدةٍ منِّي،
وهنَّ مُسفوعاتُ الوجهِ بالشُّموسِ المشرقةِ وهبوبِ الرِّياحِ،
ولحمهنَّ فيهِ ليونةٌ وقوَّةٌ إِلهيَّةٌ قديمةٌ،
وهنَّ يَعرِفنَ كيفيَّةَ السِّباحةِ، والشِّجارِ، والرُّكوبِ، والتَّصارعِ، وإِطلاقِ النَّارِ، والجريِ، والضَّربِ، والتَّراجعِ، والتَّقدُّمِ، والمقاومةِ، والدِّفاعِ عنْ أَنفسهنَّ، وهنَّ الأَخيراتُ فِي حقِّهنَّ- هنَّ هادئاتٌ، وواضحاتٌ، ويمتلِكنَ أَنفسَهنَّ جيِّدًا.

أَرسُمكنَّ قريباتٍ منِّي، أَيَّتها النِّساءُ،
ولاَ أَستطيعُ السَّماحَ لَكُنَّ بالرَّحيلِ، وأَودُّ أَن أَفعلَ لَكُنَّ الخيرَ،
وأَنا لكُنَّ، وأَنتُنَّ لِي، ليسَ فقطْ منْ
أَجْلنَا، ولكنْ لأَجلِ الأُخرياتِ،
يتغطَّى فِي نومِهنَّ الأَبطالُ الكبارُ والشُّعراءُ الملحميِّونَ،
وهنَّ يرفضنَ الاستيقاظَ عندَ لمسةِ أَيِّ رجلٍ إِلاَّ أَنا.

أَنا، أَيَّتها النِّساءُ، صنعتُ طَريقِي،
وأَنا صارمٌ، ولاذعٌ، وواسعٌ، ولكنِّي أُحبُّكنَّ،
ولنْ أَجرَحكُنَّ أَكثرَ ممَّا هوَ ضروريٌّ لكُنَّ،
أَنا أَسكبُ المادَّةَ الخامَّ لِيبدأَ الأَبناءُ والبناتُ المناسبَ لهذهِ
الولاياتِ، وأَضغطُ بعضلةٍ قويَّةٍ بطيئةٍ،
وأَدعمُ نَفْسي بشكلٍ فعَّالٍ، ولاَ أَستمعُ للتَّوسُّلاتِ،
ولاَ أَجرؤُ علَى السَّحْبِ إِلى أَنْ أُودعَ مَا تراكمَ منذُ وقتٍ طويلٍ
فِي داخِلي.

أَستنزفُ منْ خلالِكنَّ الأَنهارَ المكبوتةَ فِي نَفْسي،
وأَلفُّ فيكُنَّ أَلفَ سنةٍ فصاعدًا،
وأُطعِّمُ طُعومَ الحبيبِ الأَفضلِ لِي
ولأَمريكا عليكنَّ،
وسوفَ تنمُو القطراتُ الَّتي أَستخْلِصُها بناءً عليكُنَّ فتياتٍ عنيفاتٍ
وحيويَّاتٍ، وفنَّانينَ جُددًا، وموسيقيِّينَ، ومغنِّينَ،
والأَطفالُ الَّذينَ أُنجِبُهم بناءً عليكُنَّ همْ من أَجلِ إنجابِ الأَطفالِ بدَورِهم،
وسوفَ أَستدعي رجالاً ونساءً مثاليِّينَ منْ إِنفاقاتِ
حبِّي،
وسوفَ أَتوقَّعُ مِنهم أَن يَخترقُوا معَ الآخرينَ، كمَا أَنا
وأَنتُنَّ نَخترقُ الآنَ،
وسوفَ أُعوِّلُ علَى ثمارِ حمَّاماتِهم المتدفِّقةِ، كمَا
أُعوِّلُ علَى ثمارِ الحمَّامِ الَّتي أُعطِيها الآنَ،
وسأَبحثُ عنْ محاصيلِ المحبَّةِ منذُ الولادةِ، والحياةِ، والموتِ،
والخلودِ، والَّتي أَزرعُها جميلةً جدًّا الآنَ.


- تكست - العددالمزدوج 15-16 / وَالتْ وِيتْمان - امرأَةٌ تَنتظرُني ترجمةُ: محمَّد حلمي الرِّيشة
.
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...