نقوس المهدي
كاتب
… إن كلًّا من نجيب محفوظ و«فلان بن فلان» يتحدثان عن الجنس، ولكنك مع ذلك تقدِّر نجيب محفوظ وتنفر من «فلان بن فلان» … فما الفرق بينهما؟ وما الفرق بين كتابة كل منهما عن الجنس؟ وماذا يجب أن يلتزم الكاتب حين يتحدث عن هذا الموضوع … أرجو أن نقرأ ردكم في يومياتكم بالأخبار …
سمير أحمد شاكر، كلية المعلمين، القاهرة
***
إذا رأى الناس ألوفًا من الرجال والنساء في علاقة زوجية فلم يعترضوا على هذه العلاقة، لم يَجُزْ لأحد أن يقول لهم إنكم ناقضتم أنفسكم لأنكم لا تعترضون على هذه العلاقات، ولكنكم تعترضون على العلاقات الجنسية في دور الفساد.
فلا الجنس ولا الكتابة عن الجنس موضعُ اعتراض من أحد يتحدث عنهما من الوجهة الأدبية أو الأخلاقية، وإنما الاعتراض على ابتذال الجنس والاتِّجار به في سوق الشهوات، واتخاذه وسيلة لترويج البضاعة باستثارة الغرائز وتحريض النزعات البهيمية التي يتساوى فيها الإنسان والحيوان … ولا فرق بين من يحتال لكسب المال من إدارة أماكن الفساد وبين من يحتال لكسبه من ترويج كتب الفساد، بل ربما كانت مصيبة الأماكن التي تدار للاتجار بالأعراض أهونَ خطرًا من مصيبة الكتب التي تعرض للبيع في كل سوق؛ لأن البيت الواحد مقصور على زواره الباحثين عنه، ولكن الكتاب الذي تباع منه مئات النسخ أو ألوفها خطر يقع فيه كل من يلقاه في طريقه إلى المكتبة أو الرصيف.
ولا صعوبة في التمييز بين الكتابة السابقة والكتابة الشائكة عن المسائل الجنسية؛ فإننا نستطيع دائمًا أن نسأل وأن نجيب عن هذا السؤال: لماذا يكتب الكاتب عن هذه المسائل ولماذا يقرؤها القارئ؟ … فلا خفاء، بما يُكتَب للتعريف بالحقائق الجنسية وتمثيل العيوب والنقائص ومواطن الضعف في الطبيعة البشرية من هذه الناحية، وبين الكتابة لعرض اللوحات المخزية بالكلمات والحروف على صفحات الورق بدلًا من عرضها بالصور السرية على تذاكر البريد وما إليها، فليست صور الجنس على التذاكر المخزية فنًّا جميلًا يحتاج إلى براعة أدبية أو قدرة فنية، وليست الفضائح المكتوبة فنًّا من فنون الأدب أو وسيلة عبقرية لاجتذاب النظارة والمتفرجين، ولكنها جميعًا عمل من أهون الأعمال وأقلها حاجة إلى الفهم والذوق وحسن التعبير.
وما حاجة الناس إلى تفصيلات ما يجري في المخادع وراء الأبواب؟ ولكنهم يحتاجون دائمًا إلى فهم الجنس ولو زادهم ذلك علمًا بمواطن الضعف فيه ومبلغ الاعتماد على حفظه أو تفريطه في الحياة الاجتماعية والحياة الفردية، تبصيرًا بحقائق الحياة وهواجس النفوس، لا تبصيرًا بشيء يعرفه الحيوان قبل أن يعرفه الإنسان!
ولك أن تسأل القارئ بعد الفراغ من كتاب يعرض للعلاقات الجنسية: ماذا تعلمتَ من هذا الكتاب؟ فإذا كان قد تعلَّم منه سرًّا نفسيًّا فقد وجد فيه ما يستحقُّ القراءة، وإذا كان كل ما تعلمه منه سرًّا «ماديًّا» ليس إلا … سرًّا تحجبه الجدران ليس إلا … فهو عملية هدم لإزالة الجدران من عالم الخيال، وعملية هدم لإزالة الأخلاق والآداب …
مفهوم؟ … أظن أنه مفهوم!
سمير أحمد شاكر، كلية المعلمين، القاهرة
***
إذا رأى الناس ألوفًا من الرجال والنساء في علاقة زوجية فلم يعترضوا على هذه العلاقة، لم يَجُزْ لأحد أن يقول لهم إنكم ناقضتم أنفسكم لأنكم لا تعترضون على هذه العلاقات، ولكنكم تعترضون على العلاقات الجنسية في دور الفساد.
فلا الجنس ولا الكتابة عن الجنس موضعُ اعتراض من أحد يتحدث عنهما من الوجهة الأدبية أو الأخلاقية، وإنما الاعتراض على ابتذال الجنس والاتِّجار به في سوق الشهوات، واتخاذه وسيلة لترويج البضاعة باستثارة الغرائز وتحريض النزعات البهيمية التي يتساوى فيها الإنسان والحيوان … ولا فرق بين من يحتال لكسب المال من إدارة أماكن الفساد وبين من يحتال لكسبه من ترويج كتب الفساد، بل ربما كانت مصيبة الأماكن التي تدار للاتجار بالأعراض أهونَ خطرًا من مصيبة الكتب التي تعرض للبيع في كل سوق؛ لأن البيت الواحد مقصور على زواره الباحثين عنه، ولكن الكتاب الذي تباع منه مئات النسخ أو ألوفها خطر يقع فيه كل من يلقاه في طريقه إلى المكتبة أو الرصيف.
ولا صعوبة في التمييز بين الكتابة السابقة والكتابة الشائكة عن المسائل الجنسية؛ فإننا نستطيع دائمًا أن نسأل وأن نجيب عن هذا السؤال: لماذا يكتب الكاتب عن هذه المسائل ولماذا يقرؤها القارئ؟ … فلا خفاء، بما يُكتَب للتعريف بالحقائق الجنسية وتمثيل العيوب والنقائص ومواطن الضعف في الطبيعة البشرية من هذه الناحية، وبين الكتابة لعرض اللوحات المخزية بالكلمات والحروف على صفحات الورق بدلًا من عرضها بالصور السرية على تذاكر البريد وما إليها، فليست صور الجنس على التذاكر المخزية فنًّا جميلًا يحتاج إلى براعة أدبية أو قدرة فنية، وليست الفضائح المكتوبة فنًّا من فنون الأدب أو وسيلة عبقرية لاجتذاب النظارة والمتفرجين، ولكنها جميعًا عمل من أهون الأعمال وأقلها حاجة إلى الفهم والذوق وحسن التعبير.
وما حاجة الناس إلى تفصيلات ما يجري في المخادع وراء الأبواب؟ ولكنهم يحتاجون دائمًا إلى فهم الجنس ولو زادهم ذلك علمًا بمواطن الضعف فيه ومبلغ الاعتماد على حفظه أو تفريطه في الحياة الاجتماعية والحياة الفردية، تبصيرًا بحقائق الحياة وهواجس النفوس، لا تبصيرًا بشيء يعرفه الحيوان قبل أن يعرفه الإنسان!
ولك أن تسأل القارئ بعد الفراغ من كتاب يعرض للعلاقات الجنسية: ماذا تعلمتَ من هذا الكتاب؟ فإذا كان قد تعلَّم منه سرًّا نفسيًّا فقد وجد فيه ما يستحقُّ القراءة، وإذا كان كل ما تعلمه منه سرًّا «ماديًّا» ليس إلا … سرًّا تحجبه الجدران ليس إلا … فهو عملية هدم لإزالة الجدران من عالم الخيال، وعملية هدم لإزالة الأخلاق والآداب …
مفهوم؟ … أظن أنه مفهوم!