الشال المنقط الذي ضمّ شعرها وأطلق نهاياته، يوحي لك أنها امرأة التنظيف الحسناء، وأنها ستنفض كل الغبارعن كتفيك، مثل الفاصلة تطوف بين طاولات المقهى في حجها الذاتي حول حجرٍ زمرديّ نبغ من خاتمها، مثل الفاصلةِ لا تصير مَتناً كي لا تمسكها، هي ماءٌ لا شكل له، هي الماء في كل طلباتك، شكل الفنجان، شكل الكأس الفرنسي، شكل نظرتك، شكل يديك، شكل نفخك الملول، وهي ما يوحى لك..لا تُجرّد ولا تشّرح تُرى كلّها كما هي، تأتي وحياً واحداً، إن تعثّرَتْ تعثّرَتْ كلها، وإن بهرتك فاحت كلها عليك، تجزئها فقط كي يطيق الشعر تدوينها.. فاصلة الماء هي فأي شكل ستتخذ كي تنسكب فيك أبداً.. إن هو الشعر غير تجارة خاسرة في مشاعر كاسدة لا يشتريها أحد..
عمار عكاش - شاعر سوري مقيم في تركيا- من عمل أدبي اعمل على إنجازه بعنوان تعاويذ الطريد (حكايتي وحكاية احدهم)
.
صورة مفقودة