أحمد سالم بن السالك - تبلت فؤادك

تبـلـتْ فؤادك زيـنـبٌ بـدلالهــــــا = وبـهجـرهـا وبضَنِّهـا ونَوالها
حسنـاءُ قد برعت وراقت نضرةً = ما بين أخمَصِ رجلها وقَذالها
حـوراءُ خابرةٌ غضـيضٌ طرفُها = تسبـي الفؤادَ بـغُنجهـا ودلالها
قنـواءُ فـي شَممٍ، أسـيلٌ خدُّهـــــا = لـميـاء في لَعَسٍ تصَيـدِ نجالها
وبريق وجنـتهـا، وبارق ثغرها = وبجـبهةٍ كالشمس قبـل زوالها
وبفـاحـمٍ أحـوى أثـيثٍ نـــــــبتُه = راقت خصائله لدى استرسالها
تثنيٍ إذا امتشطتْ ذوائب فرعها = مثنى بـمقعـد شِسعهـا وقُبالها
ومُخضَّبٍ رَخـصٍ لطيفٍ لَيِّنٍ = سبْط النبات تُصان في استعمالها
وتـرائبٍ كالطرْس جُوِّد دلْكُهُ = والصدرُ كـالمرآة في تصقـالها
والبطنُ ذو حُبُكٍ لِطافٍ تلتقي = تُسبـيكَ مدبرةً وفـي استقبـالهـا
هـيْفـا مهفهفةٌ هضـيـمٌ كشحُها = والمشـيُ يُبهضهـا مع استـمـلالها
تمشي الهوينى إنْ مشتْ بتمايُسٍ = للجـانـبـيـن يـمـيـنهـا وشمـالها
مشـيَ الـتَّزين، ميْسَ غُصنٍ ناعم = بـين الرياح جنـوبهـا شمـالها
وتكـاد تـنفطر الـخُصورُ بمتنها = وتريد أن تنقضَّ في استعجـالها
تـرنـو إلـيك بنــــاظريْ جَيْدانةٍ = مذعـورةٍ فُجعت بصـيـد غزالها
وكأن ريـقته الـمُدامُ مزاجُها = عسلٌ بـمـنـبجس الصّخـور زلالها
وتزين نغمتَهـا رخامةُ منطقٍ = يشفـي مُغازلَهـا لـذيذُ جـدالهــــــا
يسري إلى سرّ الفؤاد غرامُها = سريانَ شمس الصَّحْو في إقبالها
أُبـدي لهـا مِنّي صـفـاء مـودتي = وتُثـيبنـي عـنهـا بسـوء فعـالها
إن ساءني منهـا الجَفا لَيَسُرُّني = عَقِبَ الجفـا أَنّي خطرتُ ببـالها
إن تصْرِمي حَبلي -أمامةُ- فاسألي = عني الوغَى تُنبي بصدق مقالها
وسلـي أمـيـمةُ إنْ جهلتِ مكانتي = عني العدى هل صمتُ عن أبطالها
أصغي وأصـمتُ لن تري بقبيلتي = وقُبالتي مرمًى لحسن خصالها
ولقـد حَلَلْتُ مـن العـلا بـمكانةٍ = أعْيـا محـاولهُا صعـودُ جـبـالهـــــا
والـحـربَ حـزتُ لـواءهـا ببسـالـتي = وحِلى المكارم جزتُهـا بكمالها


- أحمد سالم بن السالك بن الإمام الحاجي.
ولد في موريتانيا، وتوفي بين 1860 و1872
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...