نقوس المهدي
كاتب
إلى...
~
ج...
"حكّاءَة العينين"
سِرِّي الأعظم!
~
أحمد
فاتحة
"سأظلُّ أحلم دائمًا بذلك الفجر الأزرق الشفيف، وأنت نائمٌ على الأريكة، وأنا أفتح النوافذ، وأصغي للأذان، وأقترب منك، وأصغىِ لصوتِ أنفاسك، وأغفرُ من أجلك للعالم كلَّ ذنوبه"!
لَيلَى
1
بغيرِ الماءِ
يا لَيلَى
تشيخُ طفولةُ الإبريقْ
~
بغيرِ خُطاكِ أنتِ
معي
يموتُ
جمالُ ألفِ طريقْ
~
بغيرِ سَمَاكِ
أجنِحَتِي
يجفُّ بريشِها
التحليقْ
2
أحبُّكِ...
لم يغِبْ منِّي
سوى وجهِ الفتى العابرْ
~
سيُكْمِلُ
كبرياءُ الشِّعْرِ
مَا لمْ يُكمِلِ الشاعرْ
~
لأنَّ السِّرَّ
في الطيرانِ
لا في الريشِ
والطائرْ
3
أحبُّكِ...
فليُسمُّوا الحبَّ
وهْمًا،
كذْبةً،
إغراءْ
~
أفي مقدورِ هذا الماءِ
إلاّ أنْ يكونَ
الماءْ؟
~
إذا امتلأ الزمانُ
بنا
تلاشَتْ
فِتنةُ الأسماءْ
4
أحبُّكِ...
نجمةُ السُّلوانِ
حين لمحتُها..
غَارتْ
~
ولستُ أعاتِبُ السِّكِّينَ
فى ضِلعِي
الذي اختارتْ
~
فلا أحدٌ
يردُّ الخطوَ
للقَدَمِ التي سارتْ!
5
إذنْ
مِنْ أينَ يأتي الحزنُ
يا لَيلَى؟
إذنْ
من أين؟
~
وأنتِ غزالةٌ بيضاءُ
تمرَحُ في
سَوادِ العينْ
~
على جَمْرٍ مشيتُ إليكِ
قلْبًا حافيَ القدمينْ!
6
لماذا
مِنْ يَقينِ الحُبِّ
نَقطِفُ ـ وحْدَنا ـ الشّكَّا!
~
ومِنْ بستانهِ
الممتدِّ
نحصدُ ـ وحْدَنا ـ الشَّوْكا!
~
ونبحَثُ فيهِ
عن ركنٍ
يُسمَّى
حائطَ المبكَى؟!
7
لماذا لم نجدْ
في الحزنِ ما يكفي
منَ السِّلوانْ!؟
~
لماذا لم نجدْ
في الحبِّ ما يكفي
منَ الغُفرانْ!؟
~
لماذا ليسَ في الإنسانِ
ما يكفي منَ الإنسانْ!؟
8
لماذا كلُّ أسئلتي
وأنتِ هُنا
وأنتِ هُناكْ
~
غنائي الفَذُّ
يا "لَيلَى"
هديةُ طائرِ الأشواكْ
~
وماذا
قد يَضِيرُ الشمسَ
إنْ هُمْ
أغلقوا الشُّبّاكْ؟!
9
يقولُ لَكِ الغَيَارَى
مِنْكِ:
إنّ غناءَهُ
فتنةْ
~
إذا أنا تبُتُ
عن شِعْري
ولم أتقبَّلِ المِنَّةْ
~
فَمَنْ سيسبِّحُ الرحمنَ
بالأشعارِِ
في الجَنَّةْ!
10
وكيفَ أتوبُ
والعصفورُ
لم يُفطَمْ
عن الشجرِ؟
~
ولم يحفَظْ كتابُ الليلِ
غيرَ قصائدِ القمرِ؟
~
سأعزِفُ فيكِ
موسيقا السماءِ
فباركي
وَتَرِي!
11
أعوذُ
بوَجْهِ مَنْ خَلَقَ الجمالَ
فكانَ
كيفَ يشاءْ
~
وزانَ الأرضَ
بالأزهارِ،
والأطفالِ،
والشهداءْ
~
أيُبدِعُ كلَّ هذا الشِّعْرِ
ثم يخاصمُ الشعراءْ؟!
12
أكادُ أضيءُ
يقتلُني ويحُيِيني
بِكِ
العِرْفانْ
~
يصافِحُنِي الذي سيكونُ
ما هُوَ كائنٌ
ما كانْ
~
سَكِرْتُ بما...
سَكِرْتُ وما...
سكِرتُ...
فقبِّليني
الآنْ!
13
أنا نَخْلُ الجنوبِ
الصعبُ
هُزِّي الجذعَ واكتشفي
~
بجذرٍ راسخٍ
في الأرضِ
يحتضنُ السَما
سَعَفي
~
لـ"لَيلَى"
أن تعانقَني
عناقَ اللامِ للألِفِ!
14
أنا الصوفيُّ
والشَّهوانُ
عَشَّاقًا
ومعشُوقا
~
أسيرُ
بقلبِ قِدِّيسٍ
وإن حسِبُوهُ
زنديقا
~
وحين أحبُّ
سيدةً
أحوِّلها لموسيقا!
15
و"لَيلَى"
نجْمةٌ ما الليلُ بعدُ
وما غرورُ الشمسْ؟
~
إذا أغمضتُ
أُبصِرُها
وأشرَبُ ضوءَها
بِاللَّمْسْ
~
وإن ضحِكَتْ
رأيتُ غَدِي
يكفِّرُ عن ذنوبِ الأمسْ
16
و"لَيلَى"
سِدرَتِي في الوَجْدِ
مِيعادي مع الأشواقْ
~
وإصغائي
لصوتِ اللهِ
حينَ يضيءُ
في الأعماقْ!
~
عروسٌ هذه الدنيا
وكُحْلُ عيونِها
العُشّاقْ!
17
ذهبتُ
إلى براري الحُبِّ
قبْلَ ترهُّلِ الوقتِ
~
فلم أعثرْ
على امرأةٍ
يضيءُ غيابُها صوتي!
~
سوى امرأةٍ
بِسُكَّرِها
أُحلِّي
قهوةَ الموتِ!
18
هي امرأةٌ
تخصُّ الرُّوحَ
لا بَدْءٌ لِقِصَّتِها
~
وما مِنْ منتهىً
في العشقِ
عُمْري
بعضُ حِصَّتِها!
~
وما أنا غيرُ موسيقا
تليقُ بِسِحْرِ رَقْصَتِها
19
ذهبتُ إلى أنوثتِها
صبيًّا طاعنًا في الحبّ
~
أُدَنْدِنُ باسمِها مطرًا
فَأُزْهِرُ
في السنينِ الجَدْبْ
~
أنا الموعودُ،
أسمرُها،
المبشَّرُ باسْمِها
في الغَيْبْ!
20
أَشُمُّ جمالَها بِيَدِي
وأُبصِرُهُ بآذاني
~
وأسمعُهُ بأحداقي
أقبِّلُهُ بأجفاني
~
وأقرأُ فيهِ
توارتي،
وإنجيلي،
وقرآني!
21
قديمًا
قبلَ تربيةِ الأفاعي
تحتَ سقفِ القلبْ
~
وقبْلَ
"الناسُ
منفى الناسِ"
و"الدنيا
غنيمةُ حربْ"
~
أتى ولدٌ
إلى الدنيا
تُظَلِّلُهُ
غمامةُ حُبّ!
22
أنا الولدُ الذي ابْتَكَرَ البِحَارَ
مُضَيِّعًا شَطَّهْ
~
تَمَنّى قهوةَ الأنثى
فكانت
شَهوةَ القِطَّة
~
أترجِمُ
مِلْحَ هذا الدمعِ
أمواجًا
من الغِبْطَةْ!
23
أنا هو
ذلكَ الولدُ القديمُ
الأسمرُ اللثْغَةْ
~
يُضَمَّدُ رُوحَهُ
شِعرًا
ويَنْفُثُ ـ ساخرًا ـ
تَبْغَهْ
~
وحَوْلَ القلبِ دائرةٌ
تُحَدِّدُ
مَوْضِعَ اللدغَةْ
24
أنا المجنونُ يا "لَيلَى"
شهيدُ الحُلْمِ
والأشواقْ
~
بِحُبِّكِ
أُسْكِرُ الدنيا
وباسْمكِ
أملأُ الآفاقْ!
~
على آثار أقدامي
يَسيرُ العشقُ
والعُشّاقْ!
25
عبَرْتُ متاهةَ الماضي
وما جَمَّلتُ أخطائي
~
وسرتُ
على صِراطِ الحزنِ
محفوفًا بأعدائي
~
وجئتُكِ
خالصًا للحُبِّ
مِنْ أَلِفِي
إلى يائي!
26
فيا ثأري مِنَ الأحزانِ
يا بابي
على الملكوتْ
~
بنقصٍ في الضلوعِ
وقفتُ
مُتّهَمًا
بوَرْقَةِ توتْ
~
أَضُمُّكِ
فليكُنْ سَفَرٌ
على عطشٍ
وقِلَّةِ قوتْ!
27
أُحِبُّكِ في الزمانِ يَجيءُ
لا في الوقتِ
وَهْوَ يفوتْ
~
أحبُّكِ في الجمالِ يُضيءُ
أطفالاً
وحِضْنَ بيوتْ
~
أحبُّكِ...
لحظةٌ تكفي الفتى ليعيشَ
لا ليموتْ!
28
أنا أدعوكِ
"معجزتي"
فَمَن سمّاكِ
"أحزاني"؟!
~
عشقتُكِ
من ضجيج خُطاي
حتى
صمتِ أجفاني
~
ولم أحلمْ
بعابرةٍ
أقبِّلُها
وتنساني!
29
معي
زُوّادةُ التَّحنانِ
في ناي الرعاةِ
السُّمْرْ
~
معي أسطورتي
في العشقِ
أنتِ
ونارُ هذا الشِّعْرْ
~
ولي
كالدّيكِ حَنْجَرَةٌ
مَهَمَّتُها
ابتكارُ الفَجْرْ
30
أتيتِ
فَشَفّني صَحْوٌ
حكَيتِ
فمسَّني سُكْرُ
~
تنهَّدَ في دمي وَرْدٌ
وغرَّدَ في فمي
شِعرُ
~
وحفَّتْنِي ملائكةٌ
وسالَ على يدي
نَهْرُ
31
هما عيناك
يا وَعْدَ السَّما
للأرضِ
مِنْ أزلِ
~
أسافرُ منذ ميلادي
ولم أرجعْ ولم أصلِ
~
لغيرِ عيون "لَيلَى" الكحلُ
"لَيلَى" كُحْلُها غَزَلي!
32
فيا أيقونةَ الأسرارِ
في الأشعارِ
يا "لَيلَى"
~
ويا الأندَى
ويا الأشجَى
ويا الأحلَى
ويا الأغلَى
~
أحلِّقُ
في أعالي الشِّعْرِ
واسمُكِ دائمًا
أعلَى!
33
أغارُ
على اسمِكِ الضوئيِّ
يا وقّادةَ الإغراءْ
~
أغارُ
على أناقتهِ النبيلةِ
من فَمِ الغرباءْ
~
فيخفقُ قَلْبِيَ:
اكْتُبْها
وضَعْ ما شئتَ
من أسماءْ
34
عيونُكِ
يا سمَا عينَيَّ
صحوُ الشوقِ في الناياتْ
~
حضارةُ آخرِ الدنيا
بكارةُ أوّلِ الغاباتْ
~
عيونٌ
تصطفي رَجُلاً
فضيحةُ قلبهِ
الكلماتْ!
35
هنا
في المَقعدِ الخالي
مِنَ الجمهورِ
كلَّ مساءْ
~
ستجلِسُ
أجملُ امرأةٍ،
لتسمعَ
أجملَ الشعراءْ
~
وتنثُرَ
عطرَها الأبديَّ
في قمصانِهِ البيضاءْ!
36
تقول لأختِها:
انتظري
نحدِّثْهُ على عَجَلِ
~
أأطلُبُ رَقْمَ هاتفهِ؟
أكاد أموتُ
من خَجَلي
~
قفي لا تملئي
عينيكِ منه
إنّهُ رَجُلِي!
37
وبُحَّتُهَا
انسكابُ المِسْك
حين تقولُ:
يا "أحمدْ"
~
نبيذُ أناملٍ خَمْسٍ
تُمسِّدُ شَعرِيَ الأجْعَدْ
~
تَنَهُّدُ مُوْجَعٍ في النايِ
رَفَّةُ طَائرٍ
مُجْهَدْ!
38
تقولُ لنفسِها:
نَزِقٌ وقاسٍ
ساحرٌ وبعيدْ
~
لماذا صوتُهُ النيلِيُّ
يسكنُ فيَّ
كلَّ وريدْ؟!
~
أَحقًّا
أنَّ رائحتي تذكِّرُهُ
بكعْكِ العيدْ؟!
39
أُحِبُّكِ...
كيفَ حالُ "الخالِ"
يا ليلاي
مِنْ بَعْدِي؟
~
أتغفو شَهْقَةُ الإغراءِ
فوقَ الشاطئ الوَرْدِي
~
وعندي
كُلُّ هذا الليلِ
كيفَ أُضيئُهُ وحدي؟!
40
مساءُ الشجو
يا خالَ الجميلة
ما تركتَ خَلِي
~
غنائي كلُّهُ
سَفَرٌ إليكَ
قصائدي
قُبَلي
~
يقولُ "الخال":
يا مجنونُ!
قبِّلْني
على مَهَلِ!
41
متى ألقاكِ
يا ليلايَ
إنَّ دَمِي
يخاصمُني
~
ورُوحي
لا تسيرُ معي
وقلبي لا يكلّمُني
~
وصوتي
ليسَ يؤنسُني
وصمتي
ليس يُلهِمني!
42
متى ألقاكِ؟
إنَّ الشِّعْرَ
أوجعُ ما يكونُ
الآنْ
~
ولا قاموسَ للأشواقِ
لا إيقاعَ للتَّحْنانْ
~
بياضٌ قاتلٌ
وَرَقِي
وقافيتي
بلا عنوانْ!
43
أُخَاصَمُ فيكِ:
مَنْ "لَيلَى"؟
لماذا باسْمها أذَّنْتْ؟
~
أتذكُرُها
وقد رحلَت
تعيشُ حياتَها؟
عِشْ أنتْ
~
إذا كفروا بحبِّكِ لي
فحسبي
أنِّني آمنتْ!
44
أحبُّكِ...
قَدْرَ ما في العينِ
مِن دَمْعٍ
ومِنْ أحلامْ
~
وحولي يا غناءَ الضوءِ
ألفُ فمٍ
يُشِعُّ ظلامْ
~
وما اعتذروا
لعُشْبِ الصَّمْتِ
عن دَعساتِ
كُلِّ كلامْ!
45
صباحُ الآخرينَ لهم
وصُبْحُ العاشقينَ
لنا
~
صباحي أنتِ
أنتِ وأنتِ
يا لَيلاَيَ
ثُمّ أنا
~
إذا ضاقَ الزمانُ
عَلَيَّ
أُبْدِعُ لاسْمنَا
زَمَنا!
46
صباحًا
أدخُلُ الأيامَ
مبتسمًا بوجهِ اللهْ
~
وأنتِ على الأريكةِ
تَصقِلينَ الصُّبْحَ
لي
مرآةْ!
~
لأخْرُجَ للحياةِ
كما تليقُ
بشاعرٍ وحياةْ!
47
صباحُ الخُبْزِ
والمقهَى الصغيرُ
بنا يزيدُ سَعَةْ
~
ويحفَظُ كلُّ رُكنٍ فيهِ
مِنّا
كُلَّ ما سمِعَهْ
~
أما كُنّا بكُلِّ الحُبِّ
نقتَسِمُ الصَّباحَ
مَعَهْ!
48
صباحُ توهُّج الثوراتِ
في عينيكِ
والأعراسْ
~
صباحُ
الأغنياتِ الخُضْرِ
ندَّتْها
دموعُ الناسْ
~
صباحُ أنوثةِ الدنيا
صباحُ
طفولةِ الإحساسْ!
49
صباحُ الشمسِ
والعَبَّادِ
كُلُّ مسافةٍ
تُقْطَعْ
~
يسافِرُ
في محبّتها
وفي أشواقِهِ
تَسطَعْ
~
بنَهْدٍ
مترَعٍ بالضوءِ
تُوقِظُه لكي يرضعْ!
50
صباحُ النهرِ
يا تَمريَّةَ العينينِ
صوتُكِ نِيلْ
~
بلادٌ رَحْبَةٌ
شَوْقي وأحزاني
سُموقُ نخيلْ
~
وحبُّكِ
آخِرُ الهِجراتِ
واسمُكِ
أولَ الترتيلْ
51
وبي ما بي
من الصحْراءِ
بي ما بي
من الأنهارْ
~
أملِّحُ خبزَ عِيْدِ الحبِّ
للعُشّاقِ
بالأشعارْ
~
ولا أرجو
سواكِ يدًا
تكلِّل جبهتَي
بالغارْ!
52
على ماذا يخاصمُني
رعاةُ اليأسِ
يا أملي؟
~
كأنَّ جريمةً عشقي
كأنَّ خطيئةً غزلي
~
أحبُّكِ...
كلُّ حزنٍ فيكِ
أعطاني مقامَ ولي!
53
لماذا تلهثُ الدنيا
وراءَ جراحِيَ الأغلَى
~
وتغمِسُ ظُفْرَها
بدمي
وتذرفُ دمعةً
خجلَى
~
كفاتكةٍ بواحدِها
تُسمِّي
نفسها
الثكلَى
54
ليالٍ أربعٌ
لا غيرَ
عاشتنا وعِشناها
~
حَكَتْها
"شهرزادُ"
لنا
ولمْ تُكمِلْ
حكاياها!
~
ولا غُفرانَ للأيامِ
يا ليلايَ
لولاها!
55
ليالٍ
كان لي بيتٌ
يليقُ بوردةٍ
وكتابْ
~
يليقُ بصوتِ "فيروزَ"
العميقِ
الموجِعِ
الحَبَّابْ!
~
ببردٍ قادَ خُطوتَنا معًا
لتواطؤٍ خلاَّبْ!
56
معًا
وهواءُ غرفتِنا
نبيذٌ
أشتهي رَشْفَةْ
~
مَلاكٌ ضالِعٌ فى الضَّوْءِ
يُغوِي
عَتمةَ الغُرْفةْ
~
ونُزهِرُ قبْلَ مَوْعِدِنا
وتُزهِرُ نَبْتَةُ الشُّرْفَةْ!
57
معًا
نحنُ اعتذارُ الليلِ
أنَّ النورَ
في الداخلْ
~
وسحرُ "شهرزادِ"
السّردُ
وهْو يروِّض القاتلْ
~
قصيدةُ عُمْرِ بحَّارٍ
أخيرًا
أيها الساحلْ!
58
قصيراتٌ ليالي القُرْبِ
قاسيةٌ
هي العتماتْ!
~
وقفتُ أمامَ بابِ الفجرِ
لم أتجاوزِ
العَتَباتْ
~
وضيّعتُ
النجومَ
العشرَ
يا نجَماتُ
يا نجماتْ
59
أنا في البيتِ
والجدرانُ
ـ مِنْ غيرِ الأحبةِ ـ
سِجْنْ
~
يشيخُ البابُ
والدَّرَجُ اليتيمُ بلا خطاكِ
يئنّ
~
أحتّى هذه الأخشابُ
تُغْرَم مثلَنا
وتحِنّ؟!
60
أَسِيفٌ
طاعنٌ
في الشَّجْوِ
بيتُ الحُبِّ
وا أسفاهْ!
~
غدَا
مِن بعدِنا حَرَضًا
يكابدُ يأسَه
ورَجاهْ
~
تَغَضَّنَ قلبُهُ بالحُزْنِ
وابيضَّت أسىً
عيناهْ
61
أريكتُنا التي سَكِرَتْ
بضِحْكَتِنا
معًا
تبكي
~
ولا تغفو معي
إلاَّ
إذا حدَّثتهُا عنكِ
~
فتَحضُنُني
لَعَلَّ عَلَى قميصيَ
شَعْرةً
مِنْكِ!
62
وثوْبُكِ
كم بكى!
والثوْبُ حينَ يُحِبُّ
لا يكذبْ
~
تَشبَّثَ بي
قُبَيل البُعْدِ:
كيف تُطيقُ أنْ تذهبْ!؟
~
إذا انكسَرَتْ
فلا مَلَكٌ
سيَهبطُ
ذلك الكوكبْ!
63
أدِرْ معها
حِوارَ الرُّوحِ
عَبْرَ قصيدةِ
الجسدِ
~
ولا تَحْمِلْ
ضَبابَ الأمسِ
واحْمِلْها
لصَحْوِ غَدِ
~
وداعِبْ شَعْرَها
بيدٍ
وطامِنْ ظَهْرَها
بيدِ
64
سيأتي البُعْدُ،
ذِئبُ اليأسِ
سوف ينامُ قربَكُمَا
~
وليسَ سِواكُما أحَدٌ
غدًا
ليَخُوضَ حَربَكُمَا
~
ستَخْتَبرُ الحياةُ
بأعْنَفِ الضَّرباتِ
حُبَّكُمَا!
65
سيُشفِقُ نادلٌ
تُشجيه وحشتُها
فتندَى العينْ
~
على البنتِ التي تأتي
وتطلبُ دائمًا
صَحْنَينْ
~
وتجلِسُ وحدَها
تتناولُ الإفطارَ
في بَلَدَينْ!
66
أهذي آخرُ الدمعاتِ
لا
بل تلك أَوَّلُها
~
وأوَّلُ رحلةِ الشوقِ
التي ما زلتَ
تجهلُها
~
فأضعَفُ دمعةٍ
في عينِ
مَنْ فارقتُ
أقْتَلُها!
67
أَتَقْبَلُ
أَنْ تُجَرِّبَكَ الْحَيَاةُ
وَلاَ تُجَرِّبَهَا
~
وَمَا مِنْ دَمْعَةٍ إِلاَّ
لَهَا عَيْنٌ
لِتَسْكُبَهَا
~
كَمَا وُلِدَتْ لِتُكْتَبَ
أَنْتَ مَوْلُودٌ لِتَكْتُبَهَا
68
أجلْ!
لا بُدَّ من حُبٍّ
كحُبِّكِ
ليسَ فيهِ ظلامْ
~
نهاجِرُ من مخاوفِنا
إليهِ
يضمُّنا،
فننامْ
~
ويأتي الصبحُ
مبتسمًا
بغيرِ علامةِ استفهامْ!
69
بَريدُكِ طَعْمُ
خُبزِ الأُمِّ
ما منْ طَيِّبٍ
أطيبْ
~
نبيذٌ
ليسَ طِفلَ الكَرْمَ
شِعْرٌ ـ بَعْدُ ـ لم يُكتَبْ
~
خُيولٌ في مُروجِ الحُلْمِ
تركُضُ بي
ولا تتعبْ!
70
خُذي ما شئتِِ يا دُنيا
خُذي
ما من
جمالٍ غابْ
~
سيذبُلُ وَرْدُ نافذتي
ويُجْهِشُ بالحنينِ
البابْ
~
وهذي الوردةُ الحمراءُ
تُزْهِرُ
في سطورِ كتابْ
71
لنا
مِن بُخْلِ كفَّيكَ
الذي
لم تستطِعْ
أخذَهْ
~
نبيذُ القلبِ
مِسْكُ الرُّوحِ
جَمرةُ هذه اللذّةْ!
~
تَوَرُّطُ عُمرِنا العاديِّ
في الأسطورةِ الفذّةْ!
72
دعاءُ أمومةٍ
بالخيرِ
في أصبوحةٍ سَمَحةْ
~
شقاوةُ
دَقَّةِ الأجراسِ
ضحْكةُ
ساعةِ الفُسْحَةْ
~
وإغواءُ الخيالِ
أمامَ
بنتٍ
تَحْبُكُ الطَّرْحَةْ!
73
خُطَى حُبِّ
تُظَلِّلُهُ السَّما
بغمامةٍ
بيضاءْ
~
وسِرْبٌ
مِنْ طيورِ البحرِ
يأخُذُنا
لِطَقْسِ الماءْ
~
قَميصٌ
مِنْ نُجومِ الليلِ
يَخلُِبُ
عابرَ الصَّحْراءْ!
74
سريرُ الضوءِ
ضحكتُنا
مِخَدَّةُ
آخرِ التعَبِ
~
رموزُ الخاتَمِ الفِضِّيِّ
رِقَّةُ قُرطِكِ الذهبِ
~
تَجَلِّي اللونِ
في اللوحاتِ،
والكلماتِ،
في الكُتُبِ!
75
وبيتٌ لم يُشيَّدْ
ـ بَعْدُ ـ
كَم كُنّا نرتِّبُهُ
~
يَدٌ عَطْشَى تُعِدُّ الشَايَ
أشربُهَا
وأشربُهُ
~
ومعجزةُ الخُطَى
الأولى
لطفلٍ سوفَ
ننجِبُهُ!
76
جَلالُ النخْلِ
طَيْشُ البَحْرِ
رَقصَةُ
زهرةِ النعناعْ
~
تَجَلِّي واجِدٍ في العشقِ
شهوةُ لحظةِ الإبداعْ
~
حنانُ
عناقِ محبوبَين
يحتشدانِ
ضدَّ وداعْ!
77
نرى لِنُحِبَّ
أم أنَّا
نُحبُّ حبيبَنَا
فنراهْ؟!
~
ونُسْلِمُ نفسَنَا للبحرِ
أم نختارُ
شَطَّ نجاةْ؟
~
أليسَتْ زُرْقةُ البحرِ
التفاني
في عناقِ سماه؟!
78
أحبُّكِ...
كُلُّ أهلِ العشقِ
ممسوسونَ
بالبحرِ
~
تشيخُ الأرضُ
وهْوَ هُوَ الصبيُّ
لآخِرِ الدهرِ
~
إذا افتقدَتْ خُطاكِ
البحرَ
فالتمِسيهِ
في شِعْري!
79
هو العَرَّابُ
شهْقتُهُ الجريحةُ
بَوحُ لوْعتِنَا
~
وفي تغريبةِ الأمواجِ
ذوَّبَ
مِلْحَ دمعتِنا
~
سيَبْقَى البحرُ
وهْو البحرُ
مُبْتَلاًّ برَوعتِنا!
80
أمانينا
الخيولُ البِيضُ
تركُضُ
ركضَها الأبدِي!
~
وخُضرةُ رُوحِنا
نقشُ المياهِ
بصَخَرةِ الجسدِ
~
ووَحْشةُ بُعْدِنا
عطَشُ الرِّمالِ
لقُبلةِ الزَّبَدِ!
81
مقامُ البحرِ
حيثُ الحُزنُ
يا فرحي هو البهجةْ
~
هنا
حيثُ الحنينُ إليكِ
وَجْدٌ
بالغٌ أَوْجَهْ!
~
لقاءَ وصولِها
للشَّطِّ
تدفَعُ عُمْرَها
الموجةْ!
82
أحِبُّكِ...
لا مصادَفَةٌ هناك
ولا ابتسامةُ حظّ
~
قطَعْنا
رِحلةَ المعنَى
ولم نسكَرْ
بخَمْرِ اللَّفْظْ
~
إذنْ
لا بُدَّ مِن فرَحٍ
وإنْ طالَ الزمانُ الفَظّ
83
أما سَمَّيتِنني
يومًا
جزيرةَ
فرْحِكِ السرِّيّ
~
أنا ببياضِ قمصاني
ورِقّةِ شِعْرِيَ الغزليّ
~
بِضِحْكَةِ
قلبَيَ الحافي
بدمَعةِ
حُزنِيَ الملكيّ
84
أنا عرَّابُ
كُلِّ الناسِ
مَنْ ضَحِكوا
ومَنْ دَمَعوا
~
بَرِيءٌ من خُطَى النسيانِ
خَطْوِي الشَّوْقُ
والوَلَعُ
~
وفي حِجْرِي
نُجومُ الليلِ
مِنْ حِجْرِ السَّما
تَقَعُ
85
تركتُ ورائيَ
القاموسَ
لا عُشّاقَ
في القاموسْ
~
وفي وَجهِ الرِّياحِ السَّبْعِ
أفتَرِعُ الخُطَى وأجُوسْ
~
فحِينَ نُحِبُّ
ينمو العُشْبُ
فوقَ الأرضِ
حيثُ ندُوسْ!
86
أُحِبُّكِ...
تبْهَتُ الأيامُ
في عيني
وتتّضِحِينْ
~
وتقتربينَ..
تبتعدينَ
تبتعدينَ..
تقتربينْ
~
فيا حَكَّاءَة العَيْنَينِ
ـ بَعْدِي ـ
ما الذي تَحْكِينْ؟!
87
تقولُ غزالتي:
يا أنتَ
يا اسْمَ النبعِ في الصَّحْراءْ
~
أنا أُختُ النَّدَى
والعِطْرِ
حُلْمُ الشِّعْرِ
في الشعراءْ
~
أُحِبُّكَ...
مُذْ تنفَّس آدمٌ
وتنهَّدَتْ حوّاءْ!
88
وتسألُني: أغارُ علَيكَ
ويلي!
كم أغارُ علَيكْ
~
من الكلماتِ
حُلمِ اللحنِ بالأوتارِ
في شفتَيكْ
~
ومِن هذا القَمِيصِ
يَمامةً.. نَعَسَتْ
على كَتِفَيكْ
89
أغارُ عليكَ
مِنْ شَوْقِ الطريقِ
ومِنْ حَنانِ البَيْتْ
~
مِنَ الصَّوْتِ
الذي أشجاكَ
والأُذنِ
التي
أشجَيْتْ
~
مِنَ الحُزْنِ
الذي أبكاكَ
والعَيْنِ
التي أبْكَيْتْ
90
أفكِّرُ أنَّ سَيِّدَةً
سِوايَ
تَنَفَّسَتْ شَفَتَيْكْ
~
لها عَيْنانِ أبحَرَتا
بعيدًا
في خُطوطِ يَدَيْكْ
~
تَشِبُّ النّارُ في رُوحي
فأهْرُبُ مِنكَ
فِيكَ
إلَيكْ!
91
مَريضٌ أنتَ
فالنجماتُ
في أفلاكِها مرَضى
~
ولو ناديتَني
لقطعتُ
طُولَ الأرضِ
والعَرْضَ
~
ولو حَمَلوا ليَ
الدنيا
لأرجِعَ عنكَ
لا أرضَى!
92
مرِيضٌ أنتَ
لم أطْعِمْكَ
لم أحملْ
إليكَ دواءْ
~
ولا أطفأتُ
بالقبُلاتِِ
نارَ الجَبْهَةِ السَّمراءْ
~
وما غنَّيْتُ:
"كن يا حُبُّ
أنُسًا حولَهُ
وشِفاءْ"!
93
تُفتِشُ في الظلامِ
يداكَ
لا حِضْنٌ هناكَ يَضُمّ
~
ويذبحُني
الحنينُ إليكَ
يا حُلْمي العظيمَ
فَقُمْ
~
فلا بنتٌ سوايَ أنا
تحبُّكَ
باغتفارِ الأُمْ!
94
لأقْصَى الأرضِ
ثمّ خُطًى
تسافِرُ
في اتّجاهِ خُطاكْ
~
يَدي مَمدودَةٌ أبدًا
تِجاهَ يَدٍ هناكْ
~
فيا
ذاك البعيدَ
قريبةٌ
قُرْبَ الدُّموعِ
يَداكْ
95
تَسَامَرْنَا
وصاحَ الدِّيكُ
نَبَّهَ سيفَ "مسرورِ"
~
فكم سَفَرٍ!
وكم ليلٍ!
وكم ألمٍ!
وكم سورِ!
~
أكُلُّ رياحِ هذي الأرضِ
ضِدَّ
جَناحِ عُصفورِ؟!
96
أُفضِّضُ فيكَ أحلامي
وأحيانًا
أُذهِّبُها
~
وتصْدُقُ ـ وحدَها ـ الأحزانُ
لكنِّي أكذِّبُها
~
فصِفْ لي وصفةً أُخرى
سِوَى موتي
أُجَرِّبُها!
97
أخانَت خُطوتي
دَرْبي هنا
أم خانَها دَرْبي؟
~
إذا حَنَّ الكَمانُ
هناكَ
يَهْدِلُ ها هُنا قلبي
~
فيا كَنْزِي الذي ضَيَّعْتُ
كِلْمةَ سِرِّهِ
عُدْ بي
98
أتذهبُ للمشيبِ معي
بكُلِّ طفولةٍ في القَلْبْ
~
وقد صفَّى المشيبُ
الحبَّ
إلاّ منْ
صَفاءِ الحبّ
~
تُغَازِلُني
فأضحكُ منكَ
في طَرَبٍ:
كَبرْنا،
عَيْبْ!
99
وفي بيتٍ بنافذةٍ
على بحرٍ وليلِ شتاءْ
~
بخيطين:
الرِّضا والحُبِّ
أغْزِلُ كَنْزَةً زرقاءْ
~
لهذا الأشيبِ
العَذْبِ الحديثِ
المؤنسِ الإصغاءْ!
100
وتمشينا المشاويرُ
الـ"مشيناها معًا"
عُمْرا
~
نَثَرْناها خُطًى
في الأرضِ تجمعُنا معًا
شِعرا
~
وقد سَقَطَ
الجِدارُ/ الوَهْمُ
بين الآنَ
والذكرى
101
أُطِلُّ عليكَ
من حُلُمي
تَشُدُّ علَيَّ
أغطيتي
~
وتختبرُ الهواءَ
قُبَيْلَ رحلتِهِ
إلى رئتِي
~
ضَبَطتُكَ
يا عجوزي الطِّفلَ!
نَمْ
فالحبُّ لم يَمُتِ!
102
سَأَغْفِرُ للفراقِ
جميعَ
ما صنعَ الفراقُ
بنا
~
أَعِدِّي حِضْنَكِ الحنَّانَ
يا "لَيلَى"
الغريبُ دنا
~
وُلدتُ
هنا
فيا اللهُ هَبْنِي
أنْ أموتَ هنا
103
أُجَنُّ بطفلةٍ فيها
كَبُرْتُ أنا ولم تَكْبُرْ
~
طويلاتٌ ضفائِرُهَا
قصيرٌ ثَوبُها الأحمرْ
~
إذا ضَحِكَتْ
بوَجْهِ الغيمِ
إكرامًا لها
يُمطِرْ
104
وأعشَقُ ظبيةً
ركَضَتْ
مِنْ الشِّرْيانِ
للشِّريانْ
~
تَعهَّدَ قلبَها
مَطَرُ الحنينِ
وعُشْبَةُ التَّحنانْ
~
ليَخْفِقَ باسْمِ
مَنْ وعِدَتْهُ
منذُ بدايةِ الأزمانْ!
105
تقولُ: اخْتَرْ سوايَ
وعِشْ
أحِبُّكِ...
هكذا أختارْ
~
ولو وَضَعوا عَلَى كَفَّيَّ
عَرْشَ الشمسِ
والأقمارْ
~
أَشَدُّ ذنوبِنا
أن لا نحِبَّ
وحُبِّنا استغفارْ!
106
كأنْ لا مؤمِنٌ
في الحُبِّ
أو لا حُبَّ
في الإيمانْ
~
ولولا الحُبُّ
لم تكُنِ السَّما والأرْضُ
يلتقيانْ
~
فلا نَصٌّ
يعادىِ الحُبَّ
إلاّ
خَطَّهُ الشيطانْ
107
لها اسْمِي
خاتَمٌ سيضيءُ
حين يُحيطُ إصْبعَها
~
وأنْ أُصغِي
إلى قلبي
إذا صَمتَتْ لأسمَعَها
~
لها أن تبدأ الأحلامَ
بي
لأُتِمَّها
معَها!
108
لها
ما لَيسَ لي منيِّ
لها
الغُرُباتُ والبيتُ
~
لها ما مَرَّ
ما سيَجِيءُ
ما يَبقَى
إذا غِبْتُ
~
لها قَولي
أمامَ الموتِ:
"لا نَدَمٌ؛
لقد عِشْتُ"
109
سيُولَدُ مَرَّةً أُخْرَى
بفَجْرٍ أزرقٍ
آدمْ
~
يَرَى حَوَّاءَهُ الأولى
ويَحْضِنُ
حُبَّهُ الخاتَمْ
~
ويغتفرانِ
باسْمِ الحُبِّ
كُلَّ إساءةِ العالَمْ
110
غدًا في المَوقِفِ المَشهُودِ
أَلقَى الواحدَ الغفّارْ
~
وأسألُهُ بِدَمْعِ القلْبِ
زِينَةَ خَلْقِهِ الأبرارْ
~
بحَقِّ الحُبِّ
هل يُلقِي
الحبيبُ
مُحِبَّهُ
في النارْ؟!
111
خَلَقْتَ الحُبَّ
ثُمَّ جَرَى عَلَينا
والمَشيئةُ لكْ
~
وأنتَ مُقَلِّبُ القلبِ
الذي إنْ حادَ عنْكَ
هَلَكْ
~
فإنْ تسأَلْهُ
عنْ ذَنْبٍ
فعنْ عفوِ الرِضا
سَأَلَكْ
112
غدًا سأقولُ:
يا رَبِّي
تَحابَبْنَا
وأحْبَبْنَاكْ
~
أنا بفؤادِيَ الخَرِبِ
الذي عمَّرتَهُ بِسَناكْ
~
ولَيْلاَيَ
التي جاءتْ مِنَ الدنيا
لِكَيْ تَلقَاكْ!
113
أمَا عَلَّمْتَني الأسماءَ؟
"لَيلَى" أجملُ الأسماءْ
وأنقَى
ضَحْكَةٍ
في القلْبِ
أتْقَى نَهْنَهاتِ بُكاءْ
~
وآخِرُ
فُرصَةٍ للأرضِ
كي تَجِدَ السماءَ
سماءْ
114
معًا
سنَطُوفُ
حَوْلَ العَرْشِ
عِندَ إقامةِ المِيزانْ
~
ومِلْءُ جُيوبِنا
ذَنْبُ
ومِلْءُ قلوبِنا
الإيمانْ
~
يَشْمَلُنا
لأجْلِ الحُبِّ
عفوُ
الحاكِمِ الدَّيَّانْ!
.
~
ج...
"حكّاءَة العينين"
سِرِّي الأعظم!
~
أحمد
فاتحة
"سأظلُّ أحلم دائمًا بذلك الفجر الأزرق الشفيف، وأنت نائمٌ على الأريكة، وأنا أفتح النوافذ، وأصغي للأذان، وأقترب منك، وأصغىِ لصوتِ أنفاسك، وأغفرُ من أجلك للعالم كلَّ ذنوبه"!
لَيلَى
1
بغيرِ الماءِ
يا لَيلَى
تشيخُ طفولةُ الإبريقْ
~
بغيرِ خُطاكِ أنتِ
معي
يموتُ
جمالُ ألفِ طريقْ
~
بغيرِ سَمَاكِ
أجنِحَتِي
يجفُّ بريشِها
التحليقْ
2
أحبُّكِ...
لم يغِبْ منِّي
سوى وجهِ الفتى العابرْ
~
سيُكْمِلُ
كبرياءُ الشِّعْرِ
مَا لمْ يُكمِلِ الشاعرْ
~
لأنَّ السِّرَّ
في الطيرانِ
لا في الريشِ
والطائرْ
3
أحبُّكِ...
فليُسمُّوا الحبَّ
وهْمًا،
كذْبةً،
إغراءْ
~
أفي مقدورِ هذا الماءِ
إلاّ أنْ يكونَ
الماءْ؟
~
إذا امتلأ الزمانُ
بنا
تلاشَتْ
فِتنةُ الأسماءْ
4
أحبُّكِ...
نجمةُ السُّلوانِ
حين لمحتُها..
غَارتْ
~
ولستُ أعاتِبُ السِّكِّينَ
فى ضِلعِي
الذي اختارتْ
~
فلا أحدٌ
يردُّ الخطوَ
للقَدَمِ التي سارتْ!
5
إذنْ
مِنْ أينَ يأتي الحزنُ
يا لَيلَى؟
إذنْ
من أين؟
~
وأنتِ غزالةٌ بيضاءُ
تمرَحُ في
سَوادِ العينْ
~
على جَمْرٍ مشيتُ إليكِ
قلْبًا حافيَ القدمينْ!
6
لماذا
مِنْ يَقينِ الحُبِّ
نَقطِفُ ـ وحْدَنا ـ الشّكَّا!
~
ومِنْ بستانهِ
الممتدِّ
نحصدُ ـ وحْدَنا ـ الشَّوْكا!
~
ونبحَثُ فيهِ
عن ركنٍ
يُسمَّى
حائطَ المبكَى؟!
7
لماذا لم نجدْ
في الحزنِ ما يكفي
منَ السِّلوانْ!؟
~
لماذا لم نجدْ
في الحبِّ ما يكفي
منَ الغُفرانْ!؟
~
لماذا ليسَ في الإنسانِ
ما يكفي منَ الإنسانْ!؟
8
لماذا كلُّ أسئلتي
وأنتِ هُنا
وأنتِ هُناكْ
~
غنائي الفَذُّ
يا "لَيلَى"
هديةُ طائرِ الأشواكْ
~
وماذا
قد يَضِيرُ الشمسَ
إنْ هُمْ
أغلقوا الشُّبّاكْ؟!
9
يقولُ لَكِ الغَيَارَى
مِنْكِ:
إنّ غناءَهُ
فتنةْ
~
إذا أنا تبُتُ
عن شِعْري
ولم أتقبَّلِ المِنَّةْ
~
فَمَنْ سيسبِّحُ الرحمنَ
بالأشعارِِ
في الجَنَّةْ!
10
وكيفَ أتوبُ
والعصفورُ
لم يُفطَمْ
عن الشجرِ؟
~
ولم يحفَظْ كتابُ الليلِ
غيرَ قصائدِ القمرِ؟
~
سأعزِفُ فيكِ
موسيقا السماءِ
فباركي
وَتَرِي!
11
أعوذُ
بوَجْهِ مَنْ خَلَقَ الجمالَ
فكانَ
كيفَ يشاءْ
~
وزانَ الأرضَ
بالأزهارِ،
والأطفالِ،
والشهداءْ
~
أيُبدِعُ كلَّ هذا الشِّعْرِ
ثم يخاصمُ الشعراءْ؟!
12
أكادُ أضيءُ
يقتلُني ويحُيِيني
بِكِ
العِرْفانْ
~
يصافِحُنِي الذي سيكونُ
ما هُوَ كائنٌ
ما كانْ
~
سَكِرْتُ بما...
سَكِرْتُ وما...
سكِرتُ...
فقبِّليني
الآنْ!
13
أنا نَخْلُ الجنوبِ
الصعبُ
هُزِّي الجذعَ واكتشفي
~
بجذرٍ راسخٍ
في الأرضِ
يحتضنُ السَما
سَعَفي
~
لـ"لَيلَى"
أن تعانقَني
عناقَ اللامِ للألِفِ!
14
أنا الصوفيُّ
والشَّهوانُ
عَشَّاقًا
ومعشُوقا
~
أسيرُ
بقلبِ قِدِّيسٍ
وإن حسِبُوهُ
زنديقا
~
وحين أحبُّ
سيدةً
أحوِّلها لموسيقا!
15
و"لَيلَى"
نجْمةٌ ما الليلُ بعدُ
وما غرورُ الشمسْ؟
~
إذا أغمضتُ
أُبصِرُها
وأشرَبُ ضوءَها
بِاللَّمْسْ
~
وإن ضحِكَتْ
رأيتُ غَدِي
يكفِّرُ عن ذنوبِ الأمسْ
16
و"لَيلَى"
سِدرَتِي في الوَجْدِ
مِيعادي مع الأشواقْ
~
وإصغائي
لصوتِ اللهِ
حينَ يضيءُ
في الأعماقْ!
~
عروسٌ هذه الدنيا
وكُحْلُ عيونِها
العُشّاقْ!
17
ذهبتُ
إلى براري الحُبِّ
قبْلَ ترهُّلِ الوقتِ
~
فلم أعثرْ
على امرأةٍ
يضيءُ غيابُها صوتي!
~
سوى امرأةٍ
بِسُكَّرِها
أُحلِّي
قهوةَ الموتِ!
18
هي امرأةٌ
تخصُّ الرُّوحَ
لا بَدْءٌ لِقِصَّتِها
~
وما مِنْ منتهىً
في العشقِ
عُمْري
بعضُ حِصَّتِها!
~
وما أنا غيرُ موسيقا
تليقُ بِسِحْرِ رَقْصَتِها
19
ذهبتُ إلى أنوثتِها
صبيًّا طاعنًا في الحبّ
~
أُدَنْدِنُ باسمِها مطرًا
فَأُزْهِرُ
في السنينِ الجَدْبْ
~
أنا الموعودُ،
أسمرُها،
المبشَّرُ باسْمِها
في الغَيْبْ!
20
أَشُمُّ جمالَها بِيَدِي
وأُبصِرُهُ بآذاني
~
وأسمعُهُ بأحداقي
أقبِّلُهُ بأجفاني
~
وأقرأُ فيهِ
توارتي،
وإنجيلي،
وقرآني!
21
قديمًا
قبلَ تربيةِ الأفاعي
تحتَ سقفِ القلبْ
~
وقبْلَ
"الناسُ
منفى الناسِ"
و"الدنيا
غنيمةُ حربْ"
~
أتى ولدٌ
إلى الدنيا
تُظَلِّلُهُ
غمامةُ حُبّ!
22
أنا الولدُ الذي ابْتَكَرَ البِحَارَ
مُضَيِّعًا شَطَّهْ
~
تَمَنّى قهوةَ الأنثى
فكانت
شَهوةَ القِطَّة
~
أترجِمُ
مِلْحَ هذا الدمعِ
أمواجًا
من الغِبْطَةْ!
23
أنا هو
ذلكَ الولدُ القديمُ
الأسمرُ اللثْغَةْ
~
يُضَمَّدُ رُوحَهُ
شِعرًا
ويَنْفُثُ ـ ساخرًا ـ
تَبْغَهْ
~
وحَوْلَ القلبِ دائرةٌ
تُحَدِّدُ
مَوْضِعَ اللدغَةْ
24
أنا المجنونُ يا "لَيلَى"
شهيدُ الحُلْمِ
والأشواقْ
~
بِحُبِّكِ
أُسْكِرُ الدنيا
وباسْمكِ
أملأُ الآفاقْ!
~
على آثار أقدامي
يَسيرُ العشقُ
والعُشّاقْ!
25
عبَرْتُ متاهةَ الماضي
وما جَمَّلتُ أخطائي
~
وسرتُ
على صِراطِ الحزنِ
محفوفًا بأعدائي
~
وجئتُكِ
خالصًا للحُبِّ
مِنْ أَلِفِي
إلى يائي!
26
فيا ثأري مِنَ الأحزانِ
يا بابي
على الملكوتْ
~
بنقصٍ في الضلوعِ
وقفتُ
مُتّهَمًا
بوَرْقَةِ توتْ
~
أَضُمُّكِ
فليكُنْ سَفَرٌ
على عطشٍ
وقِلَّةِ قوتْ!
27
أُحِبُّكِ في الزمانِ يَجيءُ
لا في الوقتِ
وَهْوَ يفوتْ
~
أحبُّكِ في الجمالِ يُضيءُ
أطفالاً
وحِضْنَ بيوتْ
~
أحبُّكِ...
لحظةٌ تكفي الفتى ليعيشَ
لا ليموتْ!
28
أنا أدعوكِ
"معجزتي"
فَمَن سمّاكِ
"أحزاني"؟!
~
عشقتُكِ
من ضجيج خُطاي
حتى
صمتِ أجفاني
~
ولم أحلمْ
بعابرةٍ
أقبِّلُها
وتنساني!
29
معي
زُوّادةُ التَّحنانِ
في ناي الرعاةِ
السُّمْرْ
~
معي أسطورتي
في العشقِ
أنتِ
ونارُ هذا الشِّعْرْ
~
ولي
كالدّيكِ حَنْجَرَةٌ
مَهَمَّتُها
ابتكارُ الفَجْرْ
30
أتيتِ
فَشَفّني صَحْوٌ
حكَيتِ
فمسَّني سُكْرُ
~
تنهَّدَ في دمي وَرْدٌ
وغرَّدَ في فمي
شِعرُ
~
وحفَّتْنِي ملائكةٌ
وسالَ على يدي
نَهْرُ
31
هما عيناك
يا وَعْدَ السَّما
للأرضِ
مِنْ أزلِ
~
أسافرُ منذ ميلادي
ولم أرجعْ ولم أصلِ
~
لغيرِ عيون "لَيلَى" الكحلُ
"لَيلَى" كُحْلُها غَزَلي!
32
فيا أيقونةَ الأسرارِ
في الأشعارِ
يا "لَيلَى"
~
ويا الأندَى
ويا الأشجَى
ويا الأحلَى
ويا الأغلَى
~
أحلِّقُ
في أعالي الشِّعْرِ
واسمُكِ دائمًا
أعلَى!
33
أغارُ
على اسمِكِ الضوئيِّ
يا وقّادةَ الإغراءْ
~
أغارُ
على أناقتهِ النبيلةِ
من فَمِ الغرباءْ
~
فيخفقُ قَلْبِيَ:
اكْتُبْها
وضَعْ ما شئتَ
من أسماءْ
34
عيونُكِ
يا سمَا عينَيَّ
صحوُ الشوقِ في الناياتْ
~
حضارةُ آخرِ الدنيا
بكارةُ أوّلِ الغاباتْ
~
عيونٌ
تصطفي رَجُلاً
فضيحةُ قلبهِ
الكلماتْ!
35
هنا
في المَقعدِ الخالي
مِنَ الجمهورِ
كلَّ مساءْ
~
ستجلِسُ
أجملُ امرأةٍ،
لتسمعَ
أجملَ الشعراءْ
~
وتنثُرَ
عطرَها الأبديَّ
في قمصانِهِ البيضاءْ!
36
تقول لأختِها:
انتظري
نحدِّثْهُ على عَجَلِ
~
أأطلُبُ رَقْمَ هاتفهِ؟
أكاد أموتُ
من خَجَلي
~
قفي لا تملئي
عينيكِ منه
إنّهُ رَجُلِي!
37
وبُحَّتُهَا
انسكابُ المِسْك
حين تقولُ:
يا "أحمدْ"
~
نبيذُ أناملٍ خَمْسٍ
تُمسِّدُ شَعرِيَ الأجْعَدْ
~
تَنَهُّدُ مُوْجَعٍ في النايِ
رَفَّةُ طَائرٍ
مُجْهَدْ!
38
تقولُ لنفسِها:
نَزِقٌ وقاسٍ
ساحرٌ وبعيدْ
~
لماذا صوتُهُ النيلِيُّ
يسكنُ فيَّ
كلَّ وريدْ؟!
~
أَحقًّا
أنَّ رائحتي تذكِّرُهُ
بكعْكِ العيدْ؟!
39
أُحِبُّكِ...
كيفَ حالُ "الخالِ"
يا ليلاي
مِنْ بَعْدِي؟
~
أتغفو شَهْقَةُ الإغراءِ
فوقَ الشاطئ الوَرْدِي
~
وعندي
كُلُّ هذا الليلِ
كيفَ أُضيئُهُ وحدي؟!
40
مساءُ الشجو
يا خالَ الجميلة
ما تركتَ خَلِي
~
غنائي كلُّهُ
سَفَرٌ إليكَ
قصائدي
قُبَلي
~
يقولُ "الخال":
يا مجنونُ!
قبِّلْني
على مَهَلِ!
41
متى ألقاكِ
يا ليلايَ
إنَّ دَمِي
يخاصمُني
~
ورُوحي
لا تسيرُ معي
وقلبي لا يكلّمُني
~
وصوتي
ليسَ يؤنسُني
وصمتي
ليس يُلهِمني!
42
متى ألقاكِ؟
إنَّ الشِّعْرَ
أوجعُ ما يكونُ
الآنْ
~
ولا قاموسَ للأشواقِ
لا إيقاعَ للتَّحْنانْ
~
بياضٌ قاتلٌ
وَرَقِي
وقافيتي
بلا عنوانْ!
43
أُخَاصَمُ فيكِ:
مَنْ "لَيلَى"؟
لماذا باسْمها أذَّنْتْ؟
~
أتذكُرُها
وقد رحلَت
تعيشُ حياتَها؟
عِشْ أنتْ
~
إذا كفروا بحبِّكِ لي
فحسبي
أنِّني آمنتْ!
44
أحبُّكِ...
قَدْرَ ما في العينِ
مِن دَمْعٍ
ومِنْ أحلامْ
~
وحولي يا غناءَ الضوءِ
ألفُ فمٍ
يُشِعُّ ظلامْ
~
وما اعتذروا
لعُشْبِ الصَّمْتِ
عن دَعساتِ
كُلِّ كلامْ!
45
صباحُ الآخرينَ لهم
وصُبْحُ العاشقينَ
لنا
~
صباحي أنتِ
أنتِ وأنتِ
يا لَيلاَيَ
ثُمّ أنا
~
إذا ضاقَ الزمانُ
عَلَيَّ
أُبْدِعُ لاسْمنَا
زَمَنا!
46
صباحًا
أدخُلُ الأيامَ
مبتسمًا بوجهِ اللهْ
~
وأنتِ على الأريكةِ
تَصقِلينَ الصُّبْحَ
لي
مرآةْ!
~
لأخْرُجَ للحياةِ
كما تليقُ
بشاعرٍ وحياةْ!
47
صباحُ الخُبْزِ
والمقهَى الصغيرُ
بنا يزيدُ سَعَةْ
~
ويحفَظُ كلُّ رُكنٍ فيهِ
مِنّا
كُلَّ ما سمِعَهْ
~
أما كُنّا بكُلِّ الحُبِّ
نقتَسِمُ الصَّباحَ
مَعَهْ!
48
صباحُ توهُّج الثوراتِ
في عينيكِ
والأعراسْ
~
صباحُ
الأغنياتِ الخُضْرِ
ندَّتْها
دموعُ الناسْ
~
صباحُ أنوثةِ الدنيا
صباحُ
طفولةِ الإحساسْ!
49
صباحُ الشمسِ
والعَبَّادِ
كُلُّ مسافةٍ
تُقْطَعْ
~
يسافِرُ
في محبّتها
وفي أشواقِهِ
تَسطَعْ
~
بنَهْدٍ
مترَعٍ بالضوءِ
تُوقِظُه لكي يرضعْ!
50
صباحُ النهرِ
يا تَمريَّةَ العينينِ
صوتُكِ نِيلْ
~
بلادٌ رَحْبَةٌ
شَوْقي وأحزاني
سُموقُ نخيلْ
~
وحبُّكِ
آخِرُ الهِجراتِ
واسمُكِ
أولَ الترتيلْ
51
وبي ما بي
من الصحْراءِ
بي ما بي
من الأنهارْ
~
أملِّحُ خبزَ عِيْدِ الحبِّ
للعُشّاقِ
بالأشعارْ
~
ولا أرجو
سواكِ يدًا
تكلِّل جبهتَي
بالغارْ!
52
على ماذا يخاصمُني
رعاةُ اليأسِ
يا أملي؟
~
كأنَّ جريمةً عشقي
كأنَّ خطيئةً غزلي
~
أحبُّكِ...
كلُّ حزنٍ فيكِ
أعطاني مقامَ ولي!
53
لماذا تلهثُ الدنيا
وراءَ جراحِيَ الأغلَى
~
وتغمِسُ ظُفْرَها
بدمي
وتذرفُ دمعةً
خجلَى
~
كفاتكةٍ بواحدِها
تُسمِّي
نفسها
الثكلَى
54
ليالٍ أربعٌ
لا غيرَ
عاشتنا وعِشناها
~
حَكَتْها
"شهرزادُ"
لنا
ولمْ تُكمِلْ
حكاياها!
~
ولا غُفرانَ للأيامِ
يا ليلايَ
لولاها!
55
ليالٍ
كان لي بيتٌ
يليقُ بوردةٍ
وكتابْ
~
يليقُ بصوتِ "فيروزَ"
العميقِ
الموجِعِ
الحَبَّابْ!
~
ببردٍ قادَ خُطوتَنا معًا
لتواطؤٍ خلاَّبْ!
56
معًا
وهواءُ غرفتِنا
نبيذٌ
أشتهي رَشْفَةْ
~
مَلاكٌ ضالِعٌ فى الضَّوْءِ
يُغوِي
عَتمةَ الغُرْفةْ
~
ونُزهِرُ قبْلَ مَوْعِدِنا
وتُزهِرُ نَبْتَةُ الشُّرْفَةْ!
57
معًا
نحنُ اعتذارُ الليلِ
أنَّ النورَ
في الداخلْ
~
وسحرُ "شهرزادِ"
السّردُ
وهْو يروِّض القاتلْ
~
قصيدةُ عُمْرِ بحَّارٍ
أخيرًا
أيها الساحلْ!
58
قصيراتٌ ليالي القُرْبِ
قاسيةٌ
هي العتماتْ!
~
وقفتُ أمامَ بابِ الفجرِ
لم أتجاوزِ
العَتَباتْ
~
وضيّعتُ
النجومَ
العشرَ
يا نجَماتُ
يا نجماتْ
59
أنا في البيتِ
والجدرانُ
ـ مِنْ غيرِ الأحبةِ ـ
سِجْنْ
~
يشيخُ البابُ
والدَّرَجُ اليتيمُ بلا خطاكِ
يئنّ
~
أحتّى هذه الأخشابُ
تُغْرَم مثلَنا
وتحِنّ؟!
60
أَسِيفٌ
طاعنٌ
في الشَّجْوِ
بيتُ الحُبِّ
وا أسفاهْ!
~
غدَا
مِن بعدِنا حَرَضًا
يكابدُ يأسَه
ورَجاهْ
~
تَغَضَّنَ قلبُهُ بالحُزْنِ
وابيضَّت أسىً
عيناهْ
61
أريكتُنا التي سَكِرَتْ
بضِحْكَتِنا
معًا
تبكي
~
ولا تغفو معي
إلاَّ
إذا حدَّثتهُا عنكِ
~
فتَحضُنُني
لَعَلَّ عَلَى قميصيَ
شَعْرةً
مِنْكِ!
62
وثوْبُكِ
كم بكى!
والثوْبُ حينَ يُحِبُّ
لا يكذبْ
~
تَشبَّثَ بي
قُبَيل البُعْدِ:
كيف تُطيقُ أنْ تذهبْ!؟
~
إذا انكسَرَتْ
فلا مَلَكٌ
سيَهبطُ
ذلك الكوكبْ!
63
أدِرْ معها
حِوارَ الرُّوحِ
عَبْرَ قصيدةِ
الجسدِ
~
ولا تَحْمِلْ
ضَبابَ الأمسِ
واحْمِلْها
لصَحْوِ غَدِ
~
وداعِبْ شَعْرَها
بيدٍ
وطامِنْ ظَهْرَها
بيدِ
64
سيأتي البُعْدُ،
ذِئبُ اليأسِ
سوف ينامُ قربَكُمَا
~
وليسَ سِواكُما أحَدٌ
غدًا
ليَخُوضَ حَربَكُمَا
~
ستَخْتَبرُ الحياةُ
بأعْنَفِ الضَّرباتِ
حُبَّكُمَا!
65
سيُشفِقُ نادلٌ
تُشجيه وحشتُها
فتندَى العينْ
~
على البنتِ التي تأتي
وتطلبُ دائمًا
صَحْنَينْ
~
وتجلِسُ وحدَها
تتناولُ الإفطارَ
في بَلَدَينْ!
66
أهذي آخرُ الدمعاتِ
لا
بل تلك أَوَّلُها
~
وأوَّلُ رحلةِ الشوقِ
التي ما زلتَ
تجهلُها
~
فأضعَفُ دمعةٍ
في عينِ
مَنْ فارقتُ
أقْتَلُها!
67
أَتَقْبَلُ
أَنْ تُجَرِّبَكَ الْحَيَاةُ
وَلاَ تُجَرِّبَهَا
~
وَمَا مِنْ دَمْعَةٍ إِلاَّ
لَهَا عَيْنٌ
لِتَسْكُبَهَا
~
كَمَا وُلِدَتْ لِتُكْتَبَ
أَنْتَ مَوْلُودٌ لِتَكْتُبَهَا
68
أجلْ!
لا بُدَّ من حُبٍّ
كحُبِّكِ
ليسَ فيهِ ظلامْ
~
نهاجِرُ من مخاوفِنا
إليهِ
يضمُّنا،
فننامْ
~
ويأتي الصبحُ
مبتسمًا
بغيرِ علامةِ استفهامْ!
69
بَريدُكِ طَعْمُ
خُبزِ الأُمِّ
ما منْ طَيِّبٍ
أطيبْ
~
نبيذٌ
ليسَ طِفلَ الكَرْمَ
شِعْرٌ ـ بَعْدُ ـ لم يُكتَبْ
~
خُيولٌ في مُروجِ الحُلْمِ
تركُضُ بي
ولا تتعبْ!
70
خُذي ما شئتِِ يا دُنيا
خُذي
ما من
جمالٍ غابْ
~
سيذبُلُ وَرْدُ نافذتي
ويُجْهِشُ بالحنينِ
البابْ
~
وهذي الوردةُ الحمراءُ
تُزْهِرُ
في سطورِ كتابْ
71
لنا
مِن بُخْلِ كفَّيكَ
الذي
لم تستطِعْ
أخذَهْ
~
نبيذُ القلبِ
مِسْكُ الرُّوحِ
جَمرةُ هذه اللذّةْ!
~
تَوَرُّطُ عُمرِنا العاديِّ
في الأسطورةِ الفذّةْ!
72
دعاءُ أمومةٍ
بالخيرِ
في أصبوحةٍ سَمَحةْ
~
شقاوةُ
دَقَّةِ الأجراسِ
ضحْكةُ
ساعةِ الفُسْحَةْ
~
وإغواءُ الخيالِ
أمامَ
بنتٍ
تَحْبُكُ الطَّرْحَةْ!
73
خُطَى حُبِّ
تُظَلِّلُهُ السَّما
بغمامةٍ
بيضاءْ
~
وسِرْبٌ
مِنْ طيورِ البحرِ
يأخُذُنا
لِطَقْسِ الماءْ
~
قَميصٌ
مِنْ نُجومِ الليلِ
يَخلُِبُ
عابرَ الصَّحْراءْ!
74
سريرُ الضوءِ
ضحكتُنا
مِخَدَّةُ
آخرِ التعَبِ
~
رموزُ الخاتَمِ الفِضِّيِّ
رِقَّةُ قُرطِكِ الذهبِ
~
تَجَلِّي اللونِ
في اللوحاتِ،
والكلماتِ،
في الكُتُبِ!
75
وبيتٌ لم يُشيَّدْ
ـ بَعْدُ ـ
كَم كُنّا نرتِّبُهُ
~
يَدٌ عَطْشَى تُعِدُّ الشَايَ
أشربُهَا
وأشربُهُ
~
ومعجزةُ الخُطَى
الأولى
لطفلٍ سوفَ
ننجِبُهُ!
76
جَلالُ النخْلِ
طَيْشُ البَحْرِ
رَقصَةُ
زهرةِ النعناعْ
~
تَجَلِّي واجِدٍ في العشقِ
شهوةُ لحظةِ الإبداعْ
~
حنانُ
عناقِ محبوبَين
يحتشدانِ
ضدَّ وداعْ!
77
نرى لِنُحِبَّ
أم أنَّا
نُحبُّ حبيبَنَا
فنراهْ؟!
~
ونُسْلِمُ نفسَنَا للبحرِ
أم نختارُ
شَطَّ نجاةْ؟
~
أليسَتْ زُرْقةُ البحرِ
التفاني
في عناقِ سماه؟!
78
أحبُّكِ...
كُلُّ أهلِ العشقِ
ممسوسونَ
بالبحرِ
~
تشيخُ الأرضُ
وهْوَ هُوَ الصبيُّ
لآخِرِ الدهرِ
~
إذا افتقدَتْ خُطاكِ
البحرَ
فالتمِسيهِ
في شِعْري!
79
هو العَرَّابُ
شهْقتُهُ الجريحةُ
بَوحُ لوْعتِنَا
~
وفي تغريبةِ الأمواجِ
ذوَّبَ
مِلْحَ دمعتِنا
~
سيَبْقَى البحرُ
وهْو البحرُ
مُبْتَلاًّ برَوعتِنا!
80
أمانينا
الخيولُ البِيضُ
تركُضُ
ركضَها الأبدِي!
~
وخُضرةُ رُوحِنا
نقشُ المياهِ
بصَخَرةِ الجسدِ
~
ووَحْشةُ بُعْدِنا
عطَشُ الرِّمالِ
لقُبلةِ الزَّبَدِ!
81
مقامُ البحرِ
حيثُ الحُزنُ
يا فرحي هو البهجةْ
~
هنا
حيثُ الحنينُ إليكِ
وَجْدٌ
بالغٌ أَوْجَهْ!
~
لقاءَ وصولِها
للشَّطِّ
تدفَعُ عُمْرَها
الموجةْ!
82
أحِبُّكِ...
لا مصادَفَةٌ هناك
ولا ابتسامةُ حظّ
~
قطَعْنا
رِحلةَ المعنَى
ولم نسكَرْ
بخَمْرِ اللَّفْظْ
~
إذنْ
لا بُدَّ مِن فرَحٍ
وإنْ طالَ الزمانُ الفَظّ
83
أما سَمَّيتِنني
يومًا
جزيرةَ
فرْحِكِ السرِّيّ
~
أنا ببياضِ قمصاني
ورِقّةِ شِعْرِيَ الغزليّ
~
بِضِحْكَةِ
قلبَيَ الحافي
بدمَعةِ
حُزنِيَ الملكيّ
84
أنا عرَّابُ
كُلِّ الناسِ
مَنْ ضَحِكوا
ومَنْ دَمَعوا
~
بَرِيءٌ من خُطَى النسيانِ
خَطْوِي الشَّوْقُ
والوَلَعُ
~
وفي حِجْرِي
نُجومُ الليلِ
مِنْ حِجْرِ السَّما
تَقَعُ
85
تركتُ ورائيَ
القاموسَ
لا عُشّاقَ
في القاموسْ
~
وفي وَجهِ الرِّياحِ السَّبْعِ
أفتَرِعُ الخُطَى وأجُوسْ
~
فحِينَ نُحِبُّ
ينمو العُشْبُ
فوقَ الأرضِ
حيثُ ندُوسْ!
86
أُحِبُّكِ...
تبْهَتُ الأيامُ
في عيني
وتتّضِحِينْ
~
وتقتربينَ..
تبتعدينَ
تبتعدينَ..
تقتربينْ
~
فيا حَكَّاءَة العَيْنَينِ
ـ بَعْدِي ـ
ما الذي تَحْكِينْ؟!
87
تقولُ غزالتي:
يا أنتَ
يا اسْمَ النبعِ في الصَّحْراءْ
~
أنا أُختُ النَّدَى
والعِطْرِ
حُلْمُ الشِّعْرِ
في الشعراءْ
~
أُحِبُّكَ...
مُذْ تنفَّس آدمٌ
وتنهَّدَتْ حوّاءْ!
88
وتسألُني: أغارُ علَيكَ
ويلي!
كم أغارُ علَيكْ
~
من الكلماتِ
حُلمِ اللحنِ بالأوتارِ
في شفتَيكْ
~
ومِن هذا القَمِيصِ
يَمامةً.. نَعَسَتْ
على كَتِفَيكْ
89
أغارُ عليكَ
مِنْ شَوْقِ الطريقِ
ومِنْ حَنانِ البَيْتْ
~
مِنَ الصَّوْتِ
الذي أشجاكَ
والأُذنِ
التي
أشجَيْتْ
~
مِنَ الحُزْنِ
الذي أبكاكَ
والعَيْنِ
التي أبْكَيْتْ
90
أفكِّرُ أنَّ سَيِّدَةً
سِوايَ
تَنَفَّسَتْ شَفَتَيْكْ
~
لها عَيْنانِ أبحَرَتا
بعيدًا
في خُطوطِ يَدَيْكْ
~
تَشِبُّ النّارُ في رُوحي
فأهْرُبُ مِنكَ
فِيكَ
إلَيكْ!
91
مَريضٌ أنتَ
فالنجماتُ
في أفلاكِها مرَضى
~
ولو ناديتَني
لقطعتُ
طُولَ الأرضِ
والعَرْضَ
~
ولو حَمَلوا ليَ
الدنيا
لأرجِعَ عنكَ
لا أرضَى!
92
مرِيضٌ أنتَ
لم أطْعِمْكَ
لم أحملْ
إليكَ دواءْ
~
ولا أطفأتُ
بالقبُلاتِِ
نارَ الجَبْهَةِ السَّمراءْ
~
وما غنَّيْتُ:
"كن يا حُبُّ
أنُسًا حولَهُ
وشِفاءْ"!
93
تُفتِشُ في الظلامِ
يداكَ
لا حِضْنٌ هناكَ يَضُمّ
~
ويذبحُني
الحنينُ إليكَ
يا حُلْمي العظيمَ
فَقُمْ
~
فلا بنتٌ سوايَ أنا
تحبُّكَ
باغتفارِ الأُمْ!
94
لأقْصَى الأرضِ
ثمّ خُطًى
تسافِرُ
في اتّجاهِ خُطاكْ
~
يَدي مَمدودَةٌ أبدًا
تِجاهَ يَدٍ هناكْ
~
فيا
ذاك البعيدَ
قريبةٌ
قُرْبَ الدُّموعِ
يَداكْ
95
تَسَامَرْنَا
وصاحَ الدِّيكُ
نَبَّهَ سيفَ "مسرورِ"
~
فكم سَفَرٍ!
وكم ليلٍ!
وكم ألمٍ!
وكم سورِ!
~
أكُلُّ رياحِ هذي الأرضِ
ضِدَّ
جَناحِ عُصفورِ؟!
96
أُفضِّضُ فيكَ أحلامي
وأحيانًا
أُذهِّبُها
~
وتصْدُقُ ـ وحدَها ـ الأحزانُ
لكنِّي أكذِّبُها
~
فصِفْ لي وصفةً أُخرى
سِوَى موتي
أُجَرِّبُها!
97
أخانَت خُطوتي
دَرْبي هنا
أم خانَها دَرْبي؟
~
إذا حَنَّ الكَمانُ
هناكَ
يَهْدِلُ ها هُنا قلبي
~
فيا كَنْزِي الذي ضَيَّعْتُ
كِلْمةَ سِرِّهِ
عُدْ بي
98
أتذهبُ للمشيبِ معي
بكُلِّ طفولةٍ في القَلْبْ
~
وقد صفَّى المشيبُ
الحبَّ
إلاّ منْ
صَفاءِ الحبّ
~
تُغَازِلُني
فأضحكُ منكَ
في طَرَبٍ:
كَبرْنا،
عَيْبْ!
99
وفي بيتٍ بنافذةٍ
على بحرٍ وليلِ شتاءْ
~
بخيطين:
الرِّضا والحُبِّ
أغْزِلُ كَنْزَةً زرقاءْ
~
لهذا الأشيبِ
العَذْبِ الحديثِ
المؤنسِ الإصغاءْ!
100
وتمشينا المشاويرُ
الـ"مشيناها معًا"
عُمْرا
~
نَثَرْناها خُطًى
في الأرضِ تجمعُنا معًا
شِعرا
~
وقد سَقَطَ
الجِدارُ/ الوَهْمُ
بين الآنَ
والذكرى
101
أُطِلُّ عليكَ
من حُلُمي
تَشُدُّ علَيَّ
أغطيتي
~
وتختبرُ الهواءَ
قُبَيْلَ رحلتِهِ
إلى رئتِي
~
ضَبَطتُكَ
يا عجوزي الطِّفلَ!
نَمْ
فالحبُّ لم يَمُتِ!
102
سَأَغْفِرُ للفراقِ
جميعَ
ما صنعَ الفراقُ
بنا
~
أَعِدِّي حِضْنَكِ الحنَّانَ
يا "لَيلَى"
الغريبُ دنا
~
وُلدتُ
هنا
فيا اللهُ هَبْنِي
أنْ أموتَ هنا
103
أُجَنُّ بطفلةٍ فيها
كَبُرْتُ أنا ولم تَكْبُرْ
~
طويلاتٌ ضفائِرُهَا
قصيرٌ ثَوبُها الأحمرْ
~
إذا ضَحِكَتْ
بوَجْهِ الغيمِ
إكرامًا لها
يُمطِرْ
104
وأعشَقُ ظبيةً
ركَضَتْ
مِنْ الشِّرْيانِ
للشِّريانْ
~
تَعهَّدَ قلبَها
مَطَرُ الحنينِ
وعُشْبَةُ التَّحنانْ
~
ليَخْفِقَ باسْمِ
مَنْ وعِدَتْهُ
منذُ بدايةِ الأزمانْ!
105
تقولُ: اخْتَرْ سوايَ
وعِشْ
أحِبُّكِ...
هكذا أختارْ
~
ولو وَضَعوا عَلَى كَفَّيَّ
عَرْشَ الشمسِ
والأقمارْ
~
أَشَدُّ ذنوبِنا
أن لا نحِبَّ
وحُبِّنا استغفارْ!
106
كأنْ لا مؤمِنٌ
في الحُبِّ
أو لا حُبَّ
في الإيمانْ
~
ولولا الحُبُّ
لم تكُنِ السَّما والأرْضُ
يلتقيانْ
~
فلا نَصٌّ
يعادىِ الحُبَّ
إلاّ
خَطَّهُ الشيطانْ
107
لها اسْمِي
خاتَمٌ سيضيءُ
حين يُحيطُ إصْبعَها
~
وأنْ أُصغِي
إلى قلبي
إذا صَمتَتْ لأسمَعَها
~
لها أن تبدأ الأحلامَ
بي
لأُتِمَّها
معَها!
108
لها
ما لَيسَ لي منيِّ
لها
الغُرُباتُ والبيتُ
~
لها ما مَرَّ
ما سيَجِيءُ
ما يَبقَى
إذا غِبْتُ
~
لها قَولي
أمامَ الموتِ:
"لا نَدَمٌ؛
لقد عِشْتُ"
109
سيُولَدُ مَرَّةً أُخْرَى
بفَجْرٍ أزرقٍ
آدمْ
~
يَرَى حَوَّاءَهُ الأولى
ويَحْضِنُ
حُبَّهُ الخاتَمْ
~
ويغتفرانِ
باسْمِ الحُبِّ
كُلَّ إساءةِ العالَمْ
110
غدًا في المَوقِفِ المَشهُودِ
أَلقَى الواحدَ الغفّارْ
~
وأسألُهُ بِدَمْعِ القلْبِ
زِينَةَ خَلْقِهِ الأبرارْ
~
بحَقِّ الحُبِّ
هل يُلقِي
الحبيبُ
مُحِبَّهُ
في النارْ؟!
111
خَلَقْتَ الحُبَّ
ثُمَّ جَرَى عَلَينا
والمَشيئةُ لكْ
~
وأنتَ مُقَلِّبُ القلبِ
الذي إنْ حادَ عنْكَ
هَلَكْ
~
فإنْ تسأَلْهُ
عنْ ذَنْبٍ
فعنْ عفوِ الرِضا
سَأَلَكْ
112
غدًا سأقولُ:
يا رَبِّي
تَحابَبْنَا
وأحْبَبْنَاكْ
~
أنا بفؤادِيَ الخَرِبِ
الذي عمَّرتَهُ بِسَناكْ
~
ولَيْلاَيَ
التي جاءتْ مِنَ الدنيا
لِكَيْ تَلقَاكْ!
113
أمَا عَلَّمْتَني الأسماءَ؟
"لَيلَى" أجملُ الأسماءْ
وأنقَى
ضَحْكَةٍ
في القلْبِ
أتْقَى نَهْنَهاتِ بُكاءْ
~
وآخِرُ
فُرصَةٍ للأرضِ
كي تَجِدَ السماءَ
سماءْ
114
معًا
سنَطُوفُ
حَوْلَ العَرْشِ
عِندَ إقامةِ المِيزانْ
~
ومِلْءُ جُيوبِنا
ذَنْبُ
ومِلْءُ قلوبِنا
الإيمانْ
~
يَشْمَلُنا
لأجْلِ الحُبِّ
عفوُ
الحاكِمِ الدَّيَّانْ!
.