قصة ايروتيكية دنحا طوبيا كوركيس - رجوع الشيخ إلى صباه

قبل اربعة عقود ونيف من الزمان كانت شرطة الاداب تصول وتجول في شوارع بغداد والأزقة المجاورة لمدارس البنات خشية تحرش المراهقين الشباب بهن أثناء الذهاب اليها والإياب منها. ذات يوم، وعلى مقربة من دارنا التي لاتبعد عن مدرسة ثانوية للبنات سوى خمسين مترا، شاهدت كهلا جالسا على الأرض وبيده كتاب. اقتربت منه وحييته.

أشار صوب الأرض براحة يده اليسرى، فجلست إلى جواره.

دفعني فضولي لأسأله: ما الذي تقرأ؟

قال: "رجوع الشيخ إلى صباه".

في تلك الأثناء خرجت أفواج الطالبات من المدرسة. لم أخش سيارة شرطة الآداب التي كانت في الجوار. كان الكهل مظلتي والدار خط رجعتي. وعلى مرأى منّا قلت له بصوت منخفض:

يا عمّي، هل ترى تلك المجموعة من البنات الجميلات؟

أجابني: يا ولدي، إنّهنّ "هايشات".

أردفت قائلا: ولكن يا عمّي، إنّهنّ بنات حُلوات.

كرّر الكهل عبارة "هايشات" كلما صدر مني وصف شبابي على وزن "فاتنات" و "يافعات" و "يانعات" و "ساحرات". سئمت سماع كلمة "هايشات" (أي البقرات) المقززة، وقلت لنفسي: دعني الآن ألعب لعبة الشاطر مع هذا الهرِم.

قلت له: يا عم. هل ترى تلك المجموعة من "الهايشات"؟

إنفجر ضحكا واحمرّ وجهه وهو يقول بكلام متقطع:

ياليــــــتني ثـــــــــــــوراً بينهنّ!!!



 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...