إسلام مصطفى - “كواعب أترابا فوق سطح منزلى”

نأسف لإزعاج الحالمين بالحور العين ونأسف لضياع حلم الإرهابيين فى الوصول للفتيات بارزة النهود فقد فجر نفسه من أجل سراب ،نعم إنها حكاوى ورؤى وروايات وتفاسير أكاد أجزم أنها مقصوده لتحفيز القدامى والحاليين ليضحوا بأرواحهم من أجل الفوز “بالنهود” !!
تخيلوا مدى بشاعة الفكرة ،ولايهم بعد ذلك أن يكون هذا إساءة للدين وأن مثل تلك التفسيرات ماأنزل الله بها من سلطان ،ولكن هذا نتاج تسييس الدين وجعله اداة لتطويع الناس للخليفة المتوج منذ عصر غزو البلدان بأسم الفتوحات ونشر الدين ،ولعل المتنطعون الحالمون بالنهود لايعلمون أن معنى المصطلح حينما يطلق علي الفتاة فيعني ان تلك الفتاة هى التى بدأ ثدييها فى البروز ضمن مراحل البلوغ اي في عمر الرابعة عشر ،،فأى تشويق وإثارة فى ذلك ؟ أفلا تعقلون !!
ولنستعرض معكم الآيات ونبين ونوضح المهزلة التى لم تنتبه لها كتب التفسير قاطبة
ولنبدأ بقوله تعالى فى سورة النبأ :

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا * رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَٰنِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)
[سورة النبأ 31 – 40] الآيات بدأت ب قوله “إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا” لو كنا نقرأ بتدبر وثمه تركيز لبرهه لنناقش فقط كلمة (متقين) هل التقوى حكرا لجنس دون أخر أي حكرا للذكر دون الأنثى أم أن التقوى “للذكر والأنثى” معا ،نعم التقوى تشمل الجنسين
فحينما يقول الله تعالى (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)[سورة الضحى 9] فهو لايتكلم عن اليتيم الذكر فقط بل اليتيم مصطلح للجنسين
فحينما تبدأ الآيات بـ (المتقين) هنا نفى واضح قاطع لإقصار التأويل وتخصيصه للذكر فقط وتدبروا معى قوله تعالى

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
[سورة الحجرات 13] هنا تفصيل واضح وبسيط لما حاولنا أيضاحه الناس منقسمين لذكور وإناث والتقوى أيضا مصطلح لهما لاحكرا لجنس دون أخر
ولكن وااأسفاه كل تفاسير القرآن بداية من القرن الرابع الهجرى وحتى القرن الرابع عشر لم تنتبه لذلك الفرق الواضح عن عمدا كان أو تقصير
بل أيضا المعاجم اللغوية والتى نشأت بعد الرسالة النبوية بسنين طويله إنساقت كما تنساق دائما وأنحرفت وهرولت تجاه تأويل كواعب أترابا “باأنها الفتاة التى برز نهدها ”
ولكن سياق الآية كما أشارنا لايتحدث جائزة لجنس دون الأخر لذلك كواعب أترابا لاتتحدث عن جنس (نوع إنسان) وإنما تتحدث عن شئ غير عاقل أو جماد ،وحينما نعود للآيات نجد قوله تعالى
“حدائق وأعنابا،وكواعب أترابا،وكأسا دهاقا”
فهنا نجد أن الآية فصلت بين الحدائق والأعناب ،فالحديقة تحتاج لتربه ممهدة أما الأعناب تحتاج “لكعب ،تكعيبة، كواعب” ليزرع عليها ويتمدد
وتلك التكعيبة على “أترابا” اي التربه الممدة الناعمة الواسعة الإنتشار ،أما الكأس الدهاقا ،فهو كأس يعصر فيه الثمر ،فدهقا تعني عصر
فكواعب أترابا هنا هي “تكعيبة العنب ” والتى أساس زراعته ،فالآيات لم تخرج من إطار الحدائق والأعناب وعصر الثمرات فإين تلك الفتيات التي عنها يتحدثون ؟!!
ثم ننتقل لقوله تعالى فى سورة الواقعة
(أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ * عَلَىٰ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ * يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا * وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا)
[سورة الواقعة 11 – 37] هنا نفس الخطأ الذي غفله المفسرون وهو تحديد جنس واحد فقط لجزاء فى الأخرة ففسروا قوله تعالى
إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا
باأن السياق يتحدث عن الحور العين وعن النساء اللآتى سيدخلن الجنه وقد ماتوا فى سن كبيرة فتعود بكرا وفى سن متساو لكل حور الجنة ، مع آن الآيات تحدثت عن الحور العين جزاء للجنسين “إناث وذكور” وليست قاصرة على الذكور فقط في مصطلح “وأصحاب اليمين” فحتما كان يجب الأنتباة أن قوله تعالي
إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا تتحدث عن ماسبقها من وهي الفرش المرفوعة، التي تم إنشائها ومهدت وأبكارا هنا أي متميزة لم يسبق لها مثيل وعربا أي واضحه وأترابا عى التربه الواسعه الممتدة ، والمثير للدهشة أن الحور العين ذكرت ضمن سياق الآيات ووصفت بأنها كالؤلؤ المكنون ، كما أشارنا وأنتهى الحديث عنها بذلك ،ولكن أيضا تم غض الطرف عنه بصورة فجة،،،
والآن من منا سيقيم كواعب أترابا فى حديقته او فوق سطح منزله ؟
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...