جيفورك إيمن - إلى امرأة خضراء العينين كالبحر.. ت: حامد خضير الشمري

ألا يعرف أحد ما الذي يجري ؟
أينما أركب أو أبحر أو أذهب
تتعقبني وتطاردني
عينان خضراوان كالبحر
وتتألق حولي
عينان خضراوان كالبحر
أمامي
وخلفي
عينان خضراوان كالبحر
وتلاقيني في البيت وخارجه
عينان خضراوان كالبحر
كل شيء اخضر
بوسع ما أرى
وكأنني وقفت
على حافة يطوقها البحر
ولم يكن بوسعك إلا الضحك
" أنت خائف ، أليس كذلك ؟ "
أتريد أن تقول
أنك لم ترَ البحر مطلقا ؟
ــ أجل
تغرق السفن في لجته دون أثر
فانظر كم هي مظلمة مياهه وعميقة
نظرت ورأيت
فوق صخور ساحل البحر
قناديل البحر الشاحبة
تذوب أسرابا جاثمة
ونظرت ورأيت
بين الصخور التي تعلوها الطحالب
ألواح السفينة المحطمة
والأسماك المقذوفة كصخور هامدة
وبهجوم متواصل على الشاطئ
جاء البحر ناثرا حطام السفينة بمرح منتصر
لكنني تخلصت منه
وأنا أمسكه فوق يدي
وابتدأت خطوة شجاعة
نحو البرد الضبابي
والهدير الذي لا ينقطع
وصَمَتَ البحر
براحة ورعب
وقلت ضاحكا وواثقا :
" لا لن تخدعني ، ماؤك نقي ! "
وبكيت بارتياح بهيج
كالبحر تماما ...
وقد شعّ عليك ضوء النجوم
وازددت التصاقا بي
وأدرت نحوي وجهك الباسم الرقيق
وأنت تنزعين الأقنعة التي لا حاجة لها
وتنسين الأيام الماضية
وهكذا يتألق البحر
بابتسامات لا تحصى
ناسيا كل ما يكدسه على الصخور
وتراءى لك بأنك كنت زَبَدا يا حبيبتي
لكنني اكتشفت بأنك مخلصة نقية
وأنقذتك يا حبيبتي من نفسك
وأنا أفتح كل الثروة الرقيقة
لعينيك الخضراوين كالبحر .
والآن تشرق عيناك متألقتين
كل عين مثل دمعة
ــ لن أخشى أية عواصف تهب
فالعينان الخضراوان كالبحر
تغمران الفضاءات حولي بالضوء
إنهما تتعقباني
وتسحراني
تلك العينان الخضراوان كالبحر
أمامي
وخلفي
تلك العينان الخضراوان كالبحر
في البيت وخارجه
تشيع الدفء فيّ
تلك العينان الخضراوان كالبحر .




* إلى امرأة خضراء العينين كالبحر
للشاعر الأرمني : جيفورك إيمن
ترجمة : حامد خضير الشمري
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...