" حبيبتي ! " لم أقلها قط لامرأة
إلا إليك وقلبي كان يرتجف
كأن وجهك محراب أقدسه
وكل فجر على أعتابه أقف
يسيل من ثغرك المغري إلى شفتي
شهد فتغبطني روحي وأغترف
تفوح أنفاسك اللهفى فتسكرني
وأنثني من ورود الصدر أقتطف
ولمسة كلما ذابت أناملنا
رأيت قافلة التأريخ تنعطف
أدنو لثغرك لكن لا أقبله
حتى يمور بروحي الشوق واللهف
هل أنت حورية للأرض قد هبطت
أم أنت إنسية في كنهها اختلفوا
شيء من الكفر في شهديك يومئ لي
وكل ما فيك يغويني فأنجرف
على ذراعيك للبلور قهقهة
وعند ساقيك سر ليس ينكشف
كأن جسمك في إيقاعه وتر
داعبته فتلاشى كل من عزفوا
ولو رآك معي الرهبان ناعسة
لضل بعضهمُ جهرا أو انحرفوا
قرأت في وجهك الإنجيل مبتهلا
وبعض ما ضمت التوراة والصحف
ما بين شهديك قد ألقيت أشرعتي
وعند صدرك ظل القلب يعتكف
شممت أنفاسك الحرى فأسكرني
عطر بأروع ما في الكون يتصف
إن غبت أزهد بالأكوان قاطبة
وكل ذنب إذا أقبلت أقترف
يشيع همسك فيَّ الدفء يا أملا
لولاه دمع فؤادي لم يزل يكف
أراك ظبية بيداء إذا وثبت
أوحت إلى القلب سرا كيف تختطف
إن ذبت فيك نأى الشيطان معتزلا
والشاهدان فتسقيني وأرتشف
أرمي الطلاق على الدنيا بلا وجل
في كل يوم ثلاثا ثم أنصرف
ﻷن عيني في عينيك أبحرتا
ومن لسانك يهمي الشهد والترف
ما كنت إمرأة بل أنت لؤلؤة
وكل من بعدها فوق الثرى صدف
صورة مفقودة