فُكّي الإزارَ وقطِّعي الأزرارا = إنّي أصبّ على يديكِ النَّارا....
كم حاورتْكِ قصائدي سرَّاً، وقد = آن الأوانُ لأكشفَ الاسرارا
لمقام شهواتي غناءُ الخصبِ إذْ = شدَّ العراءُ على دمي الأوتارا
ملئَتْ بنا الأقداحُ في غسق الهوى = لمّا أدَرْنا الخمرَ والخَمَّارا
سكبتْ يدي من حلمتيكِ حرائقاً = حتّى رفعتُ من العراءِ منارا
أنا شاعرٌ كسرَ الوصايا وانتمى = ليدٍ من الشَّهواتِ تبني دارا
دارٌ بحجمِ الكون، أُشْرِعَ بابُها = ناديتُ نحو كنوزها الزُّوَّارا
أنا شاعرٌ خطواتهُ شَبَقٌ، وفي = أعماقهِ اختزنَ الفضاءَ وثارا
مرَّ الغبارُ به وَأشعلَهُ، وكم = أرخى على أشلائِهِ أستارا
ملكُ الجنونُ أنا، شموسٌ عُلِّقَتْ = إمَّا دنا ليلٌ، دنوتُ نهارا
ذكَرٌ من الأمواجِ قُدِّسَ بحرُهُ = زوَّجتُه فينوس أو عشتارا
تمّوز في رئتي حصادٌ دائمٌ = فكلي، وهُزِّي قربك الأشجارا
ميلادُكِ الذَّهبيُّ آيته معي = فتساقطي في شرفتي أقمارا
نحنْ التقاءُ السَّاكنَيْنِن فحرِّكي = شفتيكِ، أقلبْ تحتكِ الأطوارا
وافَتْكِ قافيتي، أضيئي ليلَها = وإذا سكتّ، فواصلي الأشعارا
ذكرٌ وأنثى للحنينِ تدفَّقَا = سفحا على عُرْيَيْهِما الأمطارا
ذهبَا لأقصى البوح، حتَّى كوَّرا = طيرَ الإلهِ، وطيَّراهُ فطارا.....
أدنو إليكِ، وأنتِ بابُ حديقةٍ = أجريتُ من أقدامها الأنهارا
مدِّي عرائشكِ الكثيفةَ للمدى = إنّي لأعبدُ عندكِ الأزهارا
مشوارنا طفلٌ صغير، رتِّبي = ألعابُهُ ليتابعَ المشوارا
مازلتُ فيكِ: دماً ربيعيَّاً، ففي نهديكِ نيسانٌ رمى آذارا
مابيننا: كالياسمينِ وعطرِهِ كي يغتني، والحبّ ليس خيارا
أنثاي، أركعُ خلفَ سحركِ خاشعاً وأرتّلُ الصَّلواتِ والأذكارا
أستغفر الجسدَ المشعَّ بنورهِ يغشى بوهج بريقهِ الأبصارا
يا واحداً أحداً دخلتُ رحابهُ فقبستُ من إلهامهِ أنوارا
يالذَّةَ الفرحِ الوليدِ تكاثري هانحن نُكْثِرُ في المياهِ بذارا
أمشي إليكِ كنائساً عُلْوّيةً ومآذناً مرفوعةً إكبارا
هل نكسرُ الظّلماتِ في بستاننا لنسيلَ من عسل الجمال ثمارا؟
وتفيضُ فوق ظلالنا أحلامُنا ونبيتُ في معنى الهيامِ حيارى
آتيكِ عبدَ اللَّذَّةِ الخضراءِ، يا جسداً حملتُ بعشقهِ الأوزارا
عنبُ الخطيئةِ طيّبٌ يا كرمتي فلتملئي من ناهديكِ جرارا
أنا كم سكرتُ وماسكرتُ، كأنَّه هذيانُ أفئدةٍ تضجّ سكارى...
نامي بأجفاني طويلاً واهدمي ماشئتِ، ما هذا الدّمارُ دمارا
6/نيسان/1995
صورة مفقودة