شادي إسماعيل - تمرين للصعود إلى الوجع الكوباني

لا زمن فلكياً على هذه الأرض
اليوم الكوباني مئتان ومئة وعشرون وثمانية عشرشهيداً
وسبعون شمساً صغيرة تحبو إلى كمالها الأول
صباح معاجم القبور إذاً أيها العالم
وصباح الكرزات الصغار وهن يحصين أيام الصيام
( إنا لكوباني و إنا إليها راجعون )
يقول الدم الصارخ على اللعب
وعيدك مقبرة يا صغيري
في العيد ستزور قبر أمك و أبيك وبعد حريقين في الحنجرة والرئة
قبر أخت أمك و أخت أبيك و أختك البهية كآذار
و أم أبيك الباذخة كقصيدة لم تكتب بعد
الشمس عرجاء هنا
و أغنية الفواكه فقدت عضوها التناسلي
وفي رئة المدينة هبوب اللات والعزى و مناة الثالثة الأخرى على ياسمين كامل البياض
إنا أنزلناه ياسمينا كرديا لعلكم تعقلون
أوتعقلون ؟!
ها كوباني
يا حزناً كامل الدسم
يا حقل رماح أبجدية
يا دماً يمتطي الروح حتى مصبها الأخير
ويا قمحاً يؤطر شرفة التاريخ
أما آن لهذه اللغة أن تنتهي
أما آن لي أن أنتهي
وهنا عظام البيوت ألبوم صور للدم الدائم الخضرة مثل حب صنوبري
وهنا تؤرخ الساعة بآخر هبوب للوجوه
قبل وجوههم بفرحين كانت الشمس تتدحرج كتفاحة في الطريق
وبعد وجوههم برمحين
الشمس جثة لا تصلح وليمة لعاشقين
وهأنذا هنا لست أنا
إني دم القصيدة وهي تفكر بكم
في حزيران
مئتان ومئة وعشرون وثمانية عشر وطنا
و سبعون شمساً من الشعر الحر في مقبرة واحدة
قُتلوا باسم رب لا يسكن السماء
الحزيران الكردي وطن في مقبرة
وبين وطن و أخر
خيط دم أخضر يصرخ
إنا لكوباني و إنا إليها راجعون
 
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...